بمناسبةالذكرى الخامسةوالأربعين على رحيله..المدى تحتفي برائدالشعر الحر بدر شاكر السياب

بمناسبةالذكرى الخامسةوالأربعين على رحيله..المدى تحتفي برائدالشعر الحر بدر شاكر السياب

متابعة/ كاظم الجماسيتصوير/ مهدي الخالديافتتحت (المدى) بيت الثقافة والفنون العام الجديد باقامة احتفائية برائد الشعر الحديث بدر شاكر السياب في مقرها الكائن في شارع المتنبي بمناسبة مرور (45) عاما على رحيله واستهل الاحتفاء مقدم الفعالية الاعلامي عباس الغالبي بالترحيب بمتابعي نشاطات المدى قائلا:

 احياء لابداع العراقيين وكما عودتكم مؤسسة المدى للثقافة والاعلام والفنون، نحيي اليوم ذكرى واحد من اقمار العراق التي ما انفكت تنير سبل الاجيال بابداعها.. نحيي اليوم ذكر فارس قصيدة الشعر الحر في العراق  والعالم العربي الشاعر بدر شاكر السياب الذي ما زال وسيظل حتى زمن بعيد منهلا عذبا صافيا من مناهل الشعر الاصيل، وموضوعا لعشرات بل مئات الدارسين من اكاديميين ونقاد ومثقفين ويسعدني ان اقدم لكم اول المتحدثين الشاعر الفريد سمعان صديق الشاعر الراحل المحتفى بذكراه. أيام حبلى بالنضال والابداعارتجل الشاعر الفريد سمعان الامين العام لاتحاد الادباء والكتاب في العراق مداخلة تضمنت بعضا من ذكرياته بصحبة السياب، جاء فيها: انا سعيد وساتحدث عن بعض الذكريات الخاصة معه، كان بدر مصدر فخر اهل البصرة ومن ثم اهل العراق اذ استطاع ان يعبر حدود المكان والزمان ليأسس للادب العربي بنحو عام انتقالة الشعر العربي من القافية التقليدية الى رحاب وفضاءات اوسع بكثير.واضاف سمعان: كان بدر يعيش في قرية صغيرة جدا اقتصرت عليه وبعض من اقاربه، واعتقد ان ذكاءه ومحدودية عالم القرية الذي ضمه كان سببا في نهمه للقراءة وسعة فضوله المعرفي، ما جعل ذلك تمهيدا لولوجه عوالم الابداع، وآنذاك لم يكن هناك من  وجود للراديو والتلفزيون فضلا عن كل مظاهر المعلوماتية الاخرى من حاسوب او انترنت ولم يكن هناك سوى بستان وسواق وبضعة اشجار نخيل وبيت متواضع بسيط وكان يأتي اليه سيرا على الاقدام قادما من ثانوية البصرة التي ضمتنا معا والتي لم تزل قائمة حتى اليوم.اعتز ببدر لكونه كتب مقدمة اول ديوان صدر لي وكان عنوانه (في طريق الحياة) وقد هداني الى الانتقال من شعر (التفعلية) الى الشعر الحر، وانا مدين له بهذا الفضل، وكان قد تنبأ بالقول (ان هنالك شاعر على الطريق) والحمد لله قدمنا ما لدينا.وذكر  الفريد سمعان: من الذكريات التي يمكن ان تقال عن تأثير بدر في اقرانه، كان طلبة دار المعلمين العالية يأتون الى البصرة اثناء العطلة الرسمية وكنا آنذاك في الصف الرابع الثانوني نحلق حولهم  في المقهى الذي اعتادوا الجلوس فيه، وكان يحدونا الاعجاب والتمني ان نصبح مثلهم، واذكر واحدة من تلك الذكريات، كانوا يجلسون في مقهى قرب محافظة البصرة، وكانت جريدة (العصبة) تصدر آنذاك وكانت تصدر عن الجمعية العراقية لمكافحة الصهيونية في عام 1946 حيث حضر وزير الداخلية انذاك واسمه سعد صالح وكان شخصية ديمقراطية حيث اجاز احزاب عدة منها حزب الشعب لعزيز شريف وحزب الاستقلال لمحمد مهدي كبة وحزب الاتحاد الوطني لعبد الفتاح ابراهيم، والحزب الوطني الديمقراطي لكامل الجادرجي ولكنه رفض ان يجيز عمل حزب التحرر الوطني بسبب كونه الوجه العلني لعمل الحزب الشيوعي العراقي.حدث انذاك اغلاق جريدة (العصبة) سالفة الذكر من قبل وزير الدعاية، فوقف بدر ليقرأ بشجاعة بيت شعر (يا حابسين جريدة الاحرار/ لن يمنع القيد استعار النار) وعلى اثر هذه القصيدة انطلقت مظاهرة احتجاج سرنا بها في شوارع البصرة، وكنت رياضيا انذاك فحملت بدرا على كتفي وكان نحيفاً خفيف الحمل كشأنه دائما.ومرة كنت جالسا في مكتب بدر الموظف في (دائرة المستوردة) وكان معي الشاعر الراحل محمود الريفي وتلقى بدرا اتصالا هاتفيا من قبل سميرة عزام القاصة والاعلامية التي قدمت الى بغداد بعد ان اغلقت محطة اذاعة الشرق الادنى، وعملت في اذاعة بغداد على اثر ذلك واستفهمت من بدر عن الغاية من اتصالها به فعرفت انها ارادت ان تجري لقاء إذاعيا معه، فحذرته من فخاخ نوري السعيد للمثقفين اليساريين، ولكنه اجرى اللقاء وقبض مكافأة مقدارها  عشرة دنانير انذاك.واختتم الشاعر سمعان مداخلته مؤكدا: ان افضل وابدع قصائد بدر تلك التي كتبها ابان انتمائه للمد اليساري اما قصائده الاخرى بعد انفصاله النسبي عن ذلك المد، فلم ترق الى مستوى الابداع الكبير. تجربة ثرةوفي مداخلة ارتجلها الدكتور سمير الخليل استاذ الادب العربي في الجامعة المستنصرية تضمنت اقراره بأن تجربة السياب الابداعية لن تغنيها محاضرة واحدة ولا يغنيها كتاب واحد، وانما تبقى تلك التجربة الثرة معينا للبحث والتقصي الاكاديمي والنظري على مر العقود في مختلف المحافل، واضاف: لقد كان بدر شاكر السياب كبيرا في عطائه ولعل تلك الدراسات التي كتبت عنه والتي لا يمكن احصاؤها دليل على عظمة هذا الشاعر، حدثت صراعات كثيرة واجتهد باحثون ودارسون في سبق الريادة بين بدر وبين نازك الملائكة، واجد ان الامر يحتمل شيئاً من التمحل لا معنى له، ذلك لان الابداع لمن اخلص له وتعمق فيه ونظّر له، ولا يعني ذلك اننا نقلل من شأن المبدعة الكبيرة نازك، ولكن بدرا اعطى للشعر الحر اسمه على الرغم من ان البعض يتداول حتى اليوم تسمية الشعر الحر كرديف لشعر التفعيلة، الامر الذي يفتقر الى الدقة، ومع

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top