التعذيب في دراما رمضان.. كهربة منة شلبي وإياد نصار في  حارة اليهود

التعذيب في دراما رمضان.. كهربة منة شلبي وإياد نصار في حارة اليهود

 تضمن العديد من الأعمال الدرامية المعروضة خلال شهر رمضان الكثير من مشاهد التعذيب، حيث استخدم صناع مسلسل «حارة اليهود» مشاهد التعذيب للتعبير عن حالة حقيقية في فترة الأربعينات، وإجرام الإسرائيليين في التعامل مع الأسرى المصريين. وبرع المخرج محمد جمال العدل في تنفيذ هذه المشاهد بحرفية شديدة، منها مشهد تعذيب الضابط «علي» الذي يجسده إياد نصار على يد أحد الضباط الإسرائيليين من خلال الاستخدام المفرط والمتكرر للكهرباء، بعدما وقع في الأسر أثناء مشاركته في حرب فلسطين عام 1948. ولم يكتف الضابط بكل هذا التعذيب بل قام بوضع «علي» في سجن انفرادي، وأخفى وجوده من السجلات، حتى لا يخرج طبقا لمعاهدات تبادل الأسرى ولكي يستكمل تعذيبه وإذلاله، إلى أن استطاع أحد الفلسطينيين تهريبه، وهو نفس الأسلوب الذي استخدمه ضابط إسرائيلي آخر مع اليهودية المصرية «ليلى» التي تجسدها منة شلبي وذلك بعد اتهامها بالتجسس لصالح مصر، حيث قالت «ليلى» أمام أحد الضباط الإسرائيليين المنوط باستجوابها: «إن أرض إسرائيل ملك للفلسطينيين، وإنهم يبنون وطنهم بدماء رجال وسيدات أبرياء»، فقام الضابط بحجزها وتكتيفها وتعذيبها من خلال وضع قطعة من الحديد أعلى رأسها وتوصيلها بالكهرباء. ورغم قسوة مشاهد تعذيب منة شلبي وإياد نصار فإن السيناريست مدحت العدل اعتمد على مشاهد تعذيب أخرى للتعبير عن الواقع الداخلي المصري المتردي في هذه الفترة والذي لم يكن يختلف كثيرا عن الوضع في إسرائيل، حيث تضمنت الحلقة الـ16 من المسلسل مشهد تعذيب جماعي لمجموعة من الرجال والسيدات من قبل البوليس السياسي الذي كان يعمل فقط لخدمة «السراي» ولرعاية مصالح الاحتلال الإنجليزي آنذاك، حيث تم ربط الرجال من أيديهم، وتعرية ظهورهم، وقيام العساكر بجلدهم جميعا في آن واحد، وعلى الجانب الآخر قامت السجانات بتعذيب الراقصة «زينات» التي تجسدها هالة صدقي وزميلاتها وضربهن بالعصي على جميع أجزاء جسدهن حتى سالت دماؤهن، كذلك تضمن العمل مشاهد تعذيب باستخدام الماء والصلب والجلد والضرب لأهالي الحارة، منهم صبري عبد المنعم بسبب مساهمتهم في طباعة وتوزيع المنشورات المناهضة للاحتلال الإنجليزي. وفي مسلسل «العهد» اتخذ التعذيب مفهوما آخر، حيث قرر «أكمل» الذى يجسده أحمد العوضي الانتقام من والده «خليل» الذي يجسده خالد كمال الذي لا يريد الاعتراف بنسبه من خلال طريقة مبتكرة، حيث ذهب به إلى كفر النسوان وهو الكفر الذي يعبر اسمه عن حال ساكناته، وقام بربط يديه ورميه في منتصف الكفر إلى النسوان ليتناوبن اغتصابه، ووضع إطار شرعي لهذه العلاقة الغريبة من خلال أمر النساء بقول: «زوجتك نفسي» قبل بدء العلاقة، وبقول: «أنت طالق» بعد انتهائها، وذلك لكي يحس «خليل» بنفس إحساس «أكمل» الذي عاش طيلة حياته معذبا بلقب «ابن الزانية». 

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top