أُسدل الستار على مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم بتتويج فريق نفط الوسط باللقب في أول موسم له مع كبار الدوري، ليهدي محافظة النجف لقبها الأول، الذي طال انتظاره منذ موسم 1987-1988، وهو الموسم الأول لأول فريق من النجف يلعب في الدوري الممتاز حيث حاول كثيراً ووصل الى المركز الثاني لكنه لم يتمكن من نيل اللقب طوال 28 موسماً، ليأتي فريق نفط الوسط الذي تأهل الى الدوري الممتاز في الموسم الماضي ويحصل على لقبه الأول.

 

 

الجوية وصبري

لم يدر في أذهان إدارة النادي الجوي أن الاستغناء عن الحارس نور صبري سيكلفهم لقب الدوري الذي غاب عنهم 10 سنوات خلت، بعد ان استطاع نور أن يرد ثلاث ركلات جزاء في المباراة النهائية ليحرم فريق القوة الجوية من لقبه الأول منذ موسم 2004-2005.

وكان نور صبري قد مثـَّل فريق القوة الجوية في بداية الموسم المنتهي، لكن حدثت مشاكل بينه وبين ادارة النادي أدّت الى منحه استغناء وتغريمه 25 مليون دينار، ليتجه الحارس الدولي الى فريق نفط الوسط، حيث عـدَّ الكثيرون أن ما فعله نور صبري كان مغامرة بأن يلعب مع نادٍ مغمور يخوض موسمه الأول في الدوري الممتاز، لكن ما حصل كان أبعد من الخيال، واستطاع نور أن يتألق في الدور النهائي والمباراة الختامية، فلم يدخل مرماه سوى ثلاثة أهداف في سبع مباريات، وكان له الدور الأكبر في تأهل الفريق الى المباراة النهائية وحصوله على اللقب، وقبلها تأهله الى الدور النهائي بعد ان كان يصارع بعيداً عن مراكز التأهل.

مسيرة دوري 2014-2015

انطلقت مسيرة دوري 2014 – 2015 يوم الثلاثاء 30 أيلول 2014 بإقامة ثلاث مباريات، في حين اُختتمت المباريات يوم السبت 11 تموز 2015 بإقامة المباراة النهائية بين نفط الوسط والقوة الجوية، واستمرت المنافسات 285 يوماً.

اشترك في منافسات الدوري الممتاز 20 فريقاً، وزعها اتحاد الكرة على مجموعتين لعبت بأسلوب الدوري من مرحلتين، حيث ضمّت المجموعة الأولى فرق القوة الجوية والزوراء ونفط الجنوب ونفط الوسط والكرخ وأربيل وزاخو وكربلاء والكهرباء والمصافي، في حين ضمّت المجموعة الثانية فرق الشرطة والميناء وبغداد ودهوك ونفط ميسان والحدود والنجف والطلبة والنفط والسليمانية. انسحب الأخير من المنافسات بعد ان قرر اتحاد الكرة اعتباره خاسراً في المباراة التي فاز بها على النفط بسبب اعمال الشغب وعدم اكمال المباراة، ليقرر اتحاد الكرة هبوطه الى الدرجة الأولى إضافة الى المصافي الذي حلّ اخيراً في ترتيب المجموعة الأولى ورافقه الى الدرجة الاولى.

وكان نظام البطولة ينص على تأهل أربعة فرق من كل مجموعة الى الدور النهائي ثم بعد ذلك يتم توزيعهم على مجموعتين تلعب بأسلوب الدوري من مرحلتين، فضمت المجموعة الاولى فرق الشرطة والزوراء وبغداد ونفط الوسط، والمجموعة الثانية فرق القوة الجوية والميناء ونفط الجنوب ودهوك، حيث تأهل متصدرا المجموعتين، نفط الوسط والقوة الجوية الى المباراة النهائية، فيما كان من المقرر ان يلعب ثواني المجموعتين فريقا الشرطة والميناء مباراة تحديد المركز الثالث، وبينما خدعت ادارة الشرطة الجميع بقرارها الانسحاب من مباراة المركز الثالث، ليسرِّح فريق الميناء كل لاعبيه ويحضر الى الملعب بعدد غير جاهز لخوض المباراة، ليتفاجأ بحضور فريق الشرطة الذي حصل على المركز الثالث بالخديعة ! 

النجف ونفط الوسط وشهـد

أصبحت محافظة النجف، خامس محافظة تقطع احتكار اندية العاصمة للقب الدوري، لتنضم الى المحافظات التي أحرزت أنديتها اللقب وهي : البصرة وصلاح الدين وأربيل ودهوك، لتبقى هنالك 12 محافظة عراقية لم تذق فرقها طعم اللقب.

تمكن فريق نفط الوسط من اضافة اسمه الى قائمة الفرق التي أحرزت لقب الدوري العراقي، ليرتفع بذلك عددها الى 11 فريقاً، يتقدمهم الزوراء (13 لقبا) ثم الجوية (5) وكل من الطلبة والشرطة وأربيل (4 لكل منها) والكرخ (3) وكل من الميناء وصلاح الدين والجيش ودهوك ونفط الوسط بلقب وحيــد لكل منها.

وضع المدرب عبدالغني شهد اسمه مع اسماء المدربين الذين ساهموا في قيادة فرقهم الى لقب الدوري، ليصبح المدرب 29 الذي يفوز مع فريقه بلقب الدوري العراقي.

شباك الجوية عصية على نفط الوسط

التقى فريقا نفط الوسط والقوة الجوية ثلاث مرات ضمن منافسات الدوري المنتهي، ففاز القوة الجوية في مباراة واحدة بهدفين نظيفين وتعادلا في المباراتين المتبقيتين من دون أهداف، ولم يستطع فريق نفط الوسط تسجيل أي هدف بمرمى القوة الجوية خلال 300 دقيقة من اللعب ( ثلاث مباريات إضافة الى وقت اضافي ) وبرغم ذلك استطاع الفريق ان يحرز لقب الدوري.

ركلات الجزاء الحاسمة

حسمت ركلات الترجيح نهائي الدوري العراقي للمرة الخامسة خلال 9 بطولات اقامها الاتحاد العراقي لكرة القدم بطريقة المجموعات، في حين انتهت الثلاث نهائيات الأخرى بالوقت الأصلي وحسم نهائي واحد في الوقت الاضافي، وانتهت اربع من المباريات الخمس التي حسمت بركلات الترجيح بوقتيها الاصلي والاضافي من دون تسجيل أي هدف، في حين انتهى النهائي الخامس بهدف لكل فريق، وهو النهائي الوحيد من بين النهائيات التسع التي تمكن فيه الفريقان من التسجيل في المباراة، في حين لم يستطع الفريقان من التسجيل في نصف المباريات الثماني الأخرى، وسجل فقط الفريق الفائز في النصف الآخر.

تواجدت الاندية النجفية في المباراة النهائية ثلاث مرات، اثنان منها للنجف والأخرى لنفط الوسط، وحسمت المباريات الثلاث بركلات الترجيح بعد ان انتهت من دون اهداف، فخسر النجف مرتين امام الزوراء وأربيل بينما فاز نفط الوسط على القوة الجوية.

نتائج المباريات

شهدت منافسات موسم 2014 – 2015 إقامة 188 مباراة، بواقع 162 مباراة في الدور الاول و24 مباراة في الدور النهائي إضافة الى مباراتي المركز الثالث والنهائية.

حسمت 125 مباراة، بنسبة 66.5%، فيما انتهت بالتعادل 63 مباراة، بنسبة 33.5%، اي ان ثلثي المباريات حسمت لصالح أحد الفريقين فيما كان التعادل سمة مباريات الثلث الباقي.

أسفرت المباريات 188 عن تسجيل 13 نتيجة مختلفة، عشر منها بالفوز وثلاث بالتعادل، وتصدرت نتيجة (1-0) قائمة المباريات التي حسمت بعد ان انتهت 50 مباراة بهذه النتيجة وبنسبة 26.6% من مباريات موسم 2014-2015، فيما حلت نتيجة (2-1) بالمركز الثاني بـ26 مباراة، بنسبة 13.83%، ونتيجة (2-0) بالمركز الثالث عندما انتهت اليها 18 مباراة بنسبة 9.57%، بينما تصدرت نتيجة (1-1) قائمة المباريات التي انتهت بالتعادل بـ29 مباراة، وبنسبة 15.43%، تليها نتيجة التعادل السلبي التي انتهت اليها 26 مباراة، بنسبة 13.83%، واخيراً التعادل بهدفين وانتهت 8 مباريات بهذه النتيجة، بنسبة 4.26%.

انتهت 144 مباراة من المباريات 188 اما بفوز أحد الفريقين بفارق هدف او بالتعادل، وبنسبة 76.6%، فيما شهدت 44 مباراة فوز أحد الفريقين بفارق هدفين او اكثر بنسبة 23.4%، وهذا يوضح أن اكثر من ثلاثة أرباع كانت فيها النتيجة متقاربة.

أهداف وهدافون

سُجلت في مباريات الدوري المنتهي 385 هدفاً في 188 مباراة، بمعدل 2.05 هدف في كل مباراة، وأحرز الأهداف 169 لاعباً، بينما أحرز 6 لاعبين أهدافاً بالخطأ في مرماهم، بينما كانت هنالك 9 أهداف اُضيفت بقرارات اتحادية، حيث لم يحضر فريقا دهوك والميناء لمباراتهما مع الشرطة، وتم احتساب النتيجة لصالح فريق الشرطة بثلاثة أهداف نظيفة، في حين قرر اتحاد الكرة اعتبار فريق الكهرباء فائزاً على القوة الجوية بثلاثة اهداف إثر اعمال الشغب الذي حدثت في المباراة التي لم تكتمل دقائقها وكانت النتيجة تشير الى التعادل بهدف لكل فريق.

أحرزت الفرق 340 هدفاً في 162 مباراة بدوري المجموعتين، حيث سجلت فرق المجموعة الاولى 178 هدفاً في 90 مباراة بمعدل 1.98 هدف في كل مباراة، في حين سجلت فرق المجموعة الثانية 162 هدفاً في 72 مباراة، بمعدل 2.25 في كل مباراة، اما في الدور النهائي، فسجلت فرق المجموعة الأولى 25 هدفا في 12 مباراة، بمعدل 2.08 هدف، وفي المجموعة الثانية تم إحراز 17 هدفا في 12 مباراة، بمعدل 1.42 هدف، في حين تم تسجيل ثلاثة أهداف في المباراة النهائية ومباراة المركز الثالث، بمعدل 1.5 هدف.

أحرز مروان حسين مهاجم فريق الشرطة لقب هداف الدوري برصيد 15 هدفاً، يليه لاعب الميناء حسين علي واحد بعشرة أهداف ثم السوري محمد الواكد لاعب بغداد بتسعة اهداف، وأحرز ثمانية اهداف ثلاثة لاعبين، مدافع الشرطة ضرغام اسماعيل وهداف دوري الموسم الماضي ولاعب الطلبة علي صلاح ومهاجم الكرخ عبدالقادر طارق.

خامس هداف شرطاوي

أعاد مروان حسين لقب الهداف الى فريق الشرطة بعد ان ابتعد عنه 13 عاماً، حيث كان هاشم رضا آخر من توج بلقب الهداف وهو يرتدي قميص الشرطة عندما سجل 32 هدفاً في موسم 2001-2002.

وأصبح مروان حسين خامس لاعب شرطاوي يحرز لقب الهداف، حيث يتقدم هاشم رضا هدافي الشرطة بعد أن نال اللقب مرتين في موسمي 1998-1999 برصيد 19 هدفا وموسم 2001-2002، وعلي حسين محمود في موسم 1979-1980 برصيد 18 هدفا، وهو اول من أحرز لقب الهداف بالنسبة لفريق الشرطة ثم يونس عبد علي في موسم 1993-1994 حين احرز 36 هدفاً مسجلاً رقماً قياسياً لم يستطع أي لاعب تحطيمه، كما حصل محمود مجيد على لقب الهداف في موسم 1997-1998 برصيد 22 هدفاً.

مروان حسين

سجل مروان حسين أهدافه 15 في 9 مباريات، حيث أحرز 3 أهداف امام الزوراء مرتين، وهدفين في كل من مباراة الطلبة ونفط ميسان، وهدفا واحدا في مرمى النجف ودهوك والحدود والنفط ونفط ميسان، وفاز فريق الشرطة في سبعٍ من المباريات التسع التي سجل فيها مروان هدفاً على الأقل بينما تعادل في المباراتين الباقيتين ولم يخسر فريق الشرطة أية مباراة سجل فيها مروان هدفاً.

بــدأ مروان حسين مسيرته مع فريق الزوراء وهو بعمر 16 عاماً، عندما مثله في موسم 2008 – 2009، حيث سجل هدفه الاول في منافسات الدوري بمرمى ميسان، ليتابع بعدها مسلسل الأهداف، حيث سجل 3 أهداف في موسم 2009-2010 ثم هدفين في الموسم التالي ليرتفع بعدها رصيده الى 8 أهداف في موسم 2011-2012 ثم الى 9 أهداف و10 في الموسمين التاليين، قبل ان ينتقل الى فريق الشرطة في موسم 2014-2015 ليحرز 15 هدفا كانت كافية لتتويجه بلقب هداف الدوري، ليرفع رصيده الى 48 هدفاً في مسيرته بالدوري العراقي.

مقصلة المدربين

غيّرت فرق الدوري الممتاز 17 مدرباً، توزعوا على 15 نادياً في حين تمكن خمسة مدربين من المحافظة على أماكنهم في قيادة فرقهم طوال موسم 2014-2015، وهم: عبدالغني شهد (نفط الوسط) وعماد عودة (نفط الجنوب) وعصام حمد (الكرخ) وحسن احمد (نفط ميسان) وعلي وهاب (الحدود). والغريب في الأمر، أن ثلاثة من الاندية الخمسة التي أبقت على مدربيها، لم تتأهل الى الدور النهائي، وبينما كان فريق النفط يغيّر مدربيه بصورة مستمرة، فإن ثلاثة اندية نفطية أخرى ابقت على مدربيها طوال الموسم.

غيّر 15 فريقاً مدرباً واحداً على الأقل، وقاد فريقا النجف والطلبة 3 مدربين في الموسم المنتهي، في حين درّب 13 فريقاً مدربان اثنان.

درَّب 4 مدربين فريقين اثنين في موسم واحد، فقاد صالح راضي فريقي السليمانية والطلبة، في حين تولى علي هادي مسؤولية فريقي كربلاء وزاخو، وقاد ثائر جسام فريقي النفط والشرطة ، ورأس عباس عطية الملاك التدريبي لفريقي الكهرباء والقوة الجوية.