طارده النظام السابق فعمل إسكافياً متنقلاً

طارده النظام السابق فعمل إسكافياً متنقلاً

بغداد/ سها الشيخليعند النظر الى وجه (ابو جاسم) الاسكافي الجالس على رصيف في شارع السعدون، تدرك للوهلة الاولى انه ضحية حرب طاحنة وخاسرة. فصفحة وجهه عبارة عن خارطة من الحروق التي شوهت معالمه واحالت نظراته الى حزن وبؤس وشقاء.

 ابتدأ محمد كاظم المولود عام 1967 حديثه بانه كان ضحية حرب الطاغية في بداية الثمانينات، حيث تعرض الى جانب الاضرار الجسدية والنفسية الى اضرار اجتماعية واقتصادية. فقد سجن لمدة خمس سنوات وتمت مصادرة داره وتشريده كونه ينتمي الى أحد الأحزاب المعارضة آنذاك، مما اضطره الى العمل اسكافياً وصباغاً للأحذية لكي يعيل عائلة مكونة من ثمانية افراد وكان عمره انذاك 11 سنة، ولم يستطع اكمال دراسته فقد تركها وهو في الصف الثالث المتوسط لينخرط في هذه المهنة المتعبة جسديا ونفسيا كما يقول. وعن متاعب المهنة وهل يسمح لابنه بمزاولتها قال أبو جاسم: لا تخلو اية مهنة من المتاعب بما فيها مهنة الاسكافي ويكفي انهك تتعامل مع الأحذية طيلة ساعات النهار. وذكر انه لا يتمنى لابنه جاسم البالغ من العمر 8 سنوات ان يزاول هذه المهنة المتعبة فهو يفضل ان يدرس ابنه ويكمل تعليمه ليكون موظفا في الدولة. وعن مواسم العمل التي تشهد رواجاً لمهنته قال: الشتاء وخاصة عندما يبدأ المطر بالهطول فهذا يعني كثرة العمل ورواجه. وعن تداخل عمل الاسكافي مع صباغ الاحذية يقول ابو جاسم:انها مجرد تصليحات بسيطة لما يتعرض له حذاء السائر في الطريق لكي يواصل سيره، وان رخص سعر الحذاء الجديد جعل الكثيرين يعزفون عن اصلاح الحذاء الممزق. وعن الأصباغ المستخدمة في عمله قال محمد كاظم: انها اصباغ صينية المنشأ واحياناً سورية، أما السعر فهو متروك الى كرم الزبون الذي لا يتعدى الألف دينار وهو مبلغ بسيط في الوقت الحاضر. وأخيراً قال: مهنتنا متعبة لكننا نتجرع التعب على مضض وهو أحسن بكثير من البطالة المتفشية في البلد!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top