نجوم في الذاكرة: أحمد صبري.. مثـَّل جميع الفرق الجماهيرية واحترف خارجياً

نجوم في الذاكرة: أحمد صبري.. مثـَّل جميع الفرق الجماهيرية واحترف خارجياً

هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.

)المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى إن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.
زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها (252) مسيرة لاعب فرق الكرخ، القوة الجوية، الشرطة،الطلبة، الزوراء، النفط، نفط الجنوب والمنتخبات الوطنية السابق احمد صبري عبد الجبار الذي وُلِد عام 1978، ولعب مباراة دولية واحدة فقط، إذ سيجد فيها المتابع الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.
بـداياتـه
بدأ اللاعب احمد صبري مسيرته الرياضية حاله حال أقرانه من خلال ممارسة كرة القدم في الأزقة والشوارع، إلا أنه سرعان ما وجد الطريق الصحيحة عندما قرر وبوقت مبكر جداً من عمره الرياضي الاختبار مع فريق أشبال نادي الصليخ وفيه تعلم بعض أسرار اللعبة وكيفية اللعب وفق خطط منظمة بعيدة عن اللعب العشوائي والارتجالي، ثم قرر مرة أخرى وبشكل جريء وشجاع التوجه نحو فريق الشرطة للناشئين وفيه طوّر مستواه الكروي وأصبح لاعباً مهماً في الفريق المذكور، وبدلاً من أن يستمر مع الفريق المذكور توجه نحو جاره فريق القوة الجوية الذي دعاه ملاكه التدريبي إلى الانضمام لفريق شباب النادي، حيث قدّم صورة طيبة مع شباب الصقور وحصل على لقب هداف دوري الشباب فضلاً عن اختياره كأفضل لاعب في الموسم لفئة الشباب، ثم توجه نحو فريق شباب الكرخ وحصل معه أيضاً على نتائج جيدة وألقاب شخصية حيث قاده المستوى الرائع الذي قدمه مع فريق شباب الكرخ إلى تمثيل الخط الأول للفريق وبقي مع الفريق المذكور لمدة خمسة مواسم متتالية، كما اُختير قبل ذلك إلى منتخب الناشئين وحصل على لقب أفضل لاعب صاعد، ومن ثم اُختير لصفوف منتخب الشباب وكذلك اُختير للمنتخب الأولمبي ومثـَّل المنتخب الوطني في مباراة واحدة فقط ضد المنتخب التونسي التي جرت في العاصمة بغداد وانتهت لصالح منتخبنا بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
رحلة الشرطة
بعد رحلة مستقرة مع فريق الكرخ برز اللاعب الشاب حينها احمد صبري وأصبح من اللاعبين الذين يُشار إليهم بالبنان فقرر التوجه نحو فريق الشرطة وأصبح أحد لاعبيه الأساسيين عندما كان النجم الكبير احمد راضي يشرف على تدريبه، إذ منح راضي اللاعب احمد صبري الفرصة كاملة ليُظهر إمكانياته الفنية والبدنية أمام الجميع وبالفعل استغل صبري تلك الفرصة خير استغلال وبات من اللاعبين المؤثرين في تشكيلة الفريق برغم أنه كان يضم الكثير من لاعبي المنتخب الوطني.
الانتقال إلى الجوية
قضى اللاعب احمد صبري ثلاثة مواسم متتالية مع فريق الشرطة وانطلق من بوابة الفريق المذكور نحو النجومية، إلا إنه قرر بعد ذلك التوجه إلى فريق القوة الجوية وكأنه يُعيد ذات السيناريو الذي قام به عندما كان يلعب في فرق الفئات العمرية عندما انتقل من فريق الشرطة للناشئين إلى فريق القوة الجوية للشباب وبقي في فريق القوة الجوية لثلاثة مواسم وكان من لاعبيه الأساسيين وزامل نجومه الكبار أمثال عبدالجبار هاشم وسمير كاظم وحمزة هادي وجاسم سوادي والشهيد منذر خلف واحمد خضير ومن ثم هوار ملا محمد عندما كان في بداياته، إلا أن بعض الظروف التي صادفته جعلته يبتعد عن الفريق المذكور ومنها عدم إيفاء إدارة النادي بتسديد مستحقاته المادية برغم مطالبه الكثيرة بهذا الخصوص.
مع الطلبة والزوراء
من فريق القوة الجوية توجه اللاعب احمد صبري إلى فريق الطلبة ومثـَّله لموسم واحد فقط حيث لم يجد الاستقرار في الفريق المذكور، لذلك غادره في الموسم التالي نحو فريق الزوراء الذي مثـَّله في بطولة محلية واحدة ، وبالتالي يتضح أن اللاعب احمد صبري قد مثـَّل جميع الفرق الجماهيرية في البلد وهي الشرطة، القوة الجوية، الطلبة والزوراء. وبرغم أن جمهور الشرطة أحبَّه كثيراً وأصبح من اللاعبين المفضلين لديه، لكنه لم يستقر معه.
النفط ونفط الجنوب ايضاً
توجه اللاعب احمد صبري من فريق الزوراء إلى صفوف فريق النفط ومثـَّله لموسم واحد فقط ثم انتقل منه إلى فريق نفط الجنوب ومثـَّله لموسم واحد أيضاً، حيث أصبح لاعباً متنقلاً ما بين الفرق والدليل على ذلك تمثيله فرق الطلبة والزوراء والنفط ونفط الجنوب في أربعة مواسم.
تجاربه الاحترافية
خاض اللاعب احمد صبري تجربة الاحتراف الخارجي حاله حال أبناء جيله الذين كان هدفهم الأسمى والكبير هو الحصول على فرصة احترافية خارج الملاعب المحلية وبالفعل حصل صبري على فرصتي احتراف: الأولى في الملاعب البحرينية مع فريق الحالة البحريني في عام 2004، والثانية في الملاعب السورية. وكانت تجاربه الاحترافية مثمرة، لكن طموحه انصب بخوض تجارب أفضل وفي دوريات أقوى، إلا أن الظروف التي شهدها البلد لم تساعده للحصول على فرصة مثالية في خوض تجربة الاحتراف الخارجي.
أجمل مبارياته
خاض اللاعب احمد صبري الكثير من المباريات الجميلة في الدوري المحلي لاسيما تلك التي كانت تجمع فريقه ضد احد الفرق الجماهيرية، كما له مباريات جيدة في الاحتراف بالملاعب البحرينية والسورية.
أعــز أهـدافه
برغم إنه يلعب في خط الوسط، إلا أنه يمتلك نزعة هجومية كبيرة، لذلك كان يصنع الأهداف لزملائه ، وفي بعض الأحيان يسجلها ويؤكد بأن أعـز أهدافه كانت أثناء تجربته الاحترافية في الملاعب البحرينية وأيضاً في الملاعب السورية وكانت هذه الأهداف تُسجّل عن طريق الركلات الثابتة،لأنه يُجيد تنفيذها بشكل رائع .
مميزاتـه
يمتلك اللاعب احمد صبري الكثير من المميزات الجيدة داخل الميدان ومنها الثقة الكبيرة بالنفس التي جعلته يتفوق مع أغلب الفرق التي لعب لها، كما أنه يمتاز بالذكاء الميداني الكبير، إذ يُجيد قيادة المباراة بشكل رائع ، كذلك يمتاز بالتسديدات القوية وخصوصاً من الكرات الثابتة التي سجّل منها الكثير من الأهداف الجميلة، أيضاً يمتلك قدرة فائقة في تكييف نفسه مع أي لاعب يلعب إلى جانبه. وبرغم كل هذه الميزات، إلا أن اللاعب احمد صبري لم يحصل على الفرصة التي يستحقها مع المنتخبات الوطنية وربما يكمن السبب في أن عملية بروزه في الملاعب تزامنت مع عدم وجود استقرار تدريبي في تشكيلة المنتخب الوطني أو عدم وجود مشاركات كثيرة بسبب ظروف الحصار الذي فُرض على الكرة العراقية في تسعينيات القرن المنصرم أو ربما لعدم استقراره مع فريق واحد، إذ أن كثرة تنقلاته بين الفرق ربما خلطت الأوراق على مدربي المنتخبات الوطنية، ولكن في كل الأحوال أن اللاعب احمد صبري ترك ذكريات جميلة مع الفرق التي مثـَّلها وحظي باحترام وتقدير جمهورها.
مقتطفات قصيرة
* يؤكد اللاعب احمد صبري أن المدرب الذي أطلقني نحو النجومية هو الكابتن أحمد راضي عندما كان مدرباً لفريق الشرطة حيث منحني الفرصة الكبيرة والثقة لتمثيل الفريق المذكور برغم أنه كان يضم لاعبين كبارا أغلبهم من اللاعبين الأساسيين في التشكيلة الدولية لمنتخبنا الوطني.
* وبالمقابل فإن شقيقه د. صالح راضي هو مَن قام بظلمي في الملاعب ولم يمنحني الفرصة التي أستحقها في وقتها.
* يمتاز اللاعب احمد صبري بالروح المرحة وخلق النكتة داخل الملعب وخارجه، لذلك كان محبوباً من جميع زملائه اللاعبين، فضلاً عن محبة الجمهور له.
تجاربه التدريبية
بعد اعتزال اللعب بطريقة أشبه بالسرية كونه لم تُنظـَّم له مباراة اعتزال حاله حال أبناء جيله وربما الأجيال الحالية ستسير على خُطى ذلك الجيل عندما تودِّع الملاعب، قرر اللاعب احمد صبري البقاء قريباً من عالم كرة القدم من خلال ممارسة التدريب، حيث أشرف على تدريب بعض فرق الدرجة الأولى، كما عمل لسنوات عدة في الأكاديمية العراقية مدرباً.
وقد حرص المدرب احمد صبري على تسليح نفسه بالعلوم التدريبية، لذلك شارك في أكثر من دورة تدريبية محلية وخارجية وحصل على جميع الشهادات الدولية المصنـَّفة بفئات "A,B,C" وهو الآن يبحث عن فرصة تدريبية جيدة مع الفرق المحلية أو المنتخبات الوطنية حتى يقدِّم خدماته للاعبين المحليين.
أبـرز المدربين
عامر جميل، احمد عدنان، صباح عبدالرزاق، كريم نافع، رياض سالم، احمد راضي، شاكر محمود، كريم صدام، صالح راضي، ناظم شاكر، إبراهيم لفتة وداوود العزاوي.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top