نجوم في الذاكرة: نشأت أكرم.. موسيقار الكـرة البارع في ملاعب القارات

نجوم في الذاكرة: نشأت أكرم.. موسيقار الكـرة البارع في ملاعب القارات

هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.

)المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.
زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها (253) مسيرة لاعب فرق صلاح الدين، الشرطة، الزوراء، أربيل والمنتخبات الوطنية السابق نشأت أكرم عبد علي الذي وُلِد عام 1984، ولعب 128مباراة دولية، إذ سيجد فيها المتابع الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.
بـداياتـه
بدأ اللاعب نشأت أكرم مسيرته الكروية في الأزقة في العاصمة بغداد ومنذ البداية كانت موهبته واضحة للجميع،الأمر الذي جعل بعض الأشخاص من أبناء منطقته ينصحوه بالتوجه إلى الأندية لغرض خوض الاختبار وبالفعل توجه إلى فريق أشبال الزوراء وقد وجد الاهتمام والرعاية منذ البداية من قبل مدربي الفئات العمرية في نادي الزوراء لاسيما الحاج رشيد راضي والمرحوم جميل حنون حيث تم ترحيله إلى فريق الناشئين في الزوراء ومن ثم إلى شباب الزوراء كانت طموحاته كبيرة جداً في تحقيق ذاته، لذلك انتقل إلى شباب نادي القوة الجوية وقد مثـَّله لموسم واحد ولم يكمله.
نقطة التحوّل
في موسم 1999-2000 حصلت نقطة التحوّل في مسيرة اللاعب نشأت أكرم عندما أرسل عليه شيخ المدربين الراحل عمو بابا الذي كان يشرف على تدريب نادي صلاح الدين مع مجموعة من اللاعبين الشباب، وبالفعل كان نشأت أكرم عند حُسن ظن المدرب عمو بابا الذي جعله لاعباً أساسياً في الفريق برغم صغر سنه وخاض معه أول مباراة له في دوري الكبار ضد فريق النجف بملعب النجف، وكان عمو بابا فرحاً جداً بمستواه وتوّقع له مستقبلاً باهراً في عالم الكرة.
إنجاز الشباب
في عام 2000 ، وقبل التوجه إلى طهران للمشاركة في بطولة شباب آسيا دعا مدرب المنتخب المذكور عدنان حمد اللاعب نشأت أكرم للانضمام إلى بقية لاعبي المنتخب حيث كان أكرم واحداً من أبرز اللاعبين الذين أسهموا في حصول منتخبنا الشبابي على لقب البطولة الآسيوية للشباب للمرة الخامسة في تاريخه ثم شارك مع منتخب الشباب في نهائيات بطولة كأس العالم التي جرت في الأرجنتين عام2001 التي خرج منتخبنا منها من الدور الأول.
توصية عمو بابا
في موسم 2000ـ2001 انتقل اللاعب نشأت أكرم إلى نادي الشرطة بتوصية من المدرب عمو بابا، وقد أسهم في فوز فريق الشرطة ببطولة كأس المثابرة تحت إشراف المدرب احمد راضي حيث بقي يمثل الفريق المذكور لحين توجهه للاحتراف الخارجي، كما لعب مع فريق الزوراء في بطولة كأس الأندية الآسيوية عن طريق الإعارة.
خطوة أولى مع السعودية
في عام 2001 تم اختيار اللاعب نشأت أكرم إلى صفوف منتخبنا الوطني الذي شارك في تصفيات كأس العالم بعد أن تم الاستغناء عن معظم لاعبي المنتخب الأول في تلك التصفيات نتيجة النتائج غير المرضية التي حصل عليها منتخبنا في تلك التصفيات وقد خاض أول مباراة دولية له ضد السعودية.

3 آلاف دولار تُبعـدُه عن الزوراء
في موسم 2003ـ 2004 أبدى اللاعب نشأت أكرم رغبته الكبيرة في الانتقال من فريق الشرطة إلى الزوراء وقد وصلت المباحثات بينه وبين إدارة الزوراء إلى مرحلة متقدمة ، إلا أنها أُجهضت في اللحظات الأخيرة بسبب إصرار أكرم على أن يكون عقده تسعة آلاف دولار، بينما كان عضو إدارة الزوراء يصر على أن يكون عقد نشأت مثل عقد بقية اللاعبين الآخرين الذين يلعبون بالمنتخب والزوراء في آنٍ واحدٍ والذي يبلغ 6 آلاف دولار. وللأمانة التاريخية أن أكرم أبلغ إدارة الزوراء بأن لديه عقد احتراف خارجي، إلا إن عضو إدارة النادي موفق عبدالوهاب رفض أن يكون عقده مخالفاً لعقد زملائه ففشلت الصفقة!
احتراف مع العالمي
في عام 2003 انتقل اللاعب نشأت أكرم إلى نادي النصر السعودي (العالمي) ، ولعب معه لموسم واحد وظهر بصورة طيبة ومنه انتقل إلى نادي الشباب السعودي، وكان متميزاً وقد اُختير أفضل لاعب أجنبي في الدوري السعودي الممتاز، وبقي مع نادي الشباب لثلاثة مواسم متتالية.
أثينـا .. إنجـاز غير مسبوق!
في عام 2004 أسهم اللاعب نشأت أكرم بوصول منتخبنا الأولمبي إلى نهائيات دورة أثينا الاولمبية بعد الفوز في مباراة مهمة على المنتخب السعودي بثلاثة أهداف مقابل هدف في عمّان.
وفي أثينا كان اللاعب نشأت أكرم من اللاعبين البارزين الذين أسهموا في تحقيق إنجاز عراقي وعربي وآسيوي غير مسبوق في تاريخ الدورات الأولمبية عندما حصلوا على المركز الرابع وكان قريباً جداً من الحصول على إحدى الميداليات الأولمبية.
ملاعب الإمارات
انتقل اللاعب نشأت أكرم من الملاعب السعودية إلى الملاعب الإماراتية، حيث احترف مع فريق العين الإماراتي ومثـَّله خير تمثيل لموسم واحد ثم كانت له تجربة أخرى في الملاعب الإماراتية مع نادي النصر الإماراتي في عام 2013.
دوري النجوم القطري
انتقل اللاعب نشأت أكرم إلى دوري النجوم القطري مع نادي الغرافة ثم عاد مرة أخرى للدوري القطري بعد أن احترف في الملاعب الأوروبية، إذ مثـَّل فريق الوكرة ومنه انتقل إلى فريق لخويا ثم عاد مجدداً إلى نادي الوكرة.
رحلة آسيوية - أوروبية
خاض اللاعب نشأت أكرم أكثر من تجربة احتراف في الملاعب الأوروبية والآسيوية، وبرغم أن تجربة احترافه مع فريق مانشستر سيتي الانكليزي لم تكتمل لأسباب مختلفة، إلا إنه حصل على فرصة أخرى في الملاعب الأوروبية عندما احترف مع فريق تفينتي آنشخيده الهولندي عام ٢٠٠٩ وحصل مع الفريق المذكور على لقب الدوري الهولندي ، كما كانت له تجربة في الملاعب الآسيوية عندما احترف مع فريق داليان الصيني، لكن هذه التجربة لم تكن طويلة.
الحنين إلى الشرطة
عاد اللاعب نشأت أكرم إلى الملاعب المحلية في موسم 2013ـ2014 مع فريق الشرطة حيث قاده للفوز بلقب بطولة الدوري وبعد ذلك انتقل إلى فريق أربيل الذي لعب معه في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي فقط إلى جانب زميله يونس محمود وبعدها أعلن اعتزاله الكرة بشكل نهائي عام 2015.
فرصة كأس العالم
حقق اللاعب نشأت أكرم خلال مسيرته الرياضية مع المنتخبات الوطنية انجازات كبيرة تمثلت بالفوز ببطولة شباب آسيا واللعب في نهائيات كأس العالم للشباب والفوز ببطولة أبها الدولية في السعودية عام 2003 والحصول على المركز الرابع في نهائيات دورة أثينا الاولمبية، والحصول على لقب بطولة غرب آسيا والفوز ببطولة أمم آسيا عام2007 في انجاز غير مسبوق للكرة العراقية وقد حصل في العام المذكور على جائزة ثالث أفضل لاعب في القارة الآسيوية، كما سبق له أن شارك في بطولة أمم آسيا في الصين عام2004 ومن المصادفات الغريبة والطريفة إنه تحوَّل إلى حارس مرمى لمنتخبنا الوطني في مباراته بدور الثمانية أمام الصين بعد أن تعرّض حارس مرمانا احمد علي إلى الطرد وكاد نشأت أكرم يُرجع ركلة جزاء نفذها أحد اللاعبين الصينيين! كما شارك في نهائيات بطولة أمم آسيا في الدوحة عام 2011، ولديه أربع مشاركات في تصفيات كأس العالم ومثلها في دورات كأس الخليج وشارك أيضاً في بطولة كأس القارات التي جرت في جنوب أفريقيا عام ٢٠٠٩. كما خاض مباراة استعراضية مع نادي النصر السعودي ضد نادي ريال مدريد الإسباني وتمكن من تسجيل هدف في مرمى النادي الملكي، ومن ينظر لهذه الانجازات يرى أن اللاعب نشأت أكرم حقق انجازات كبيرة كان تنقصها فقط فرصة التواجد في نهائيات كأس العالم وهذا هو الإنجاز الوحيد الذي ينقص سجله الذهبي.
مباريات في الذاكرة
خاض اللاعب نشأت أكرم الكثير من المباريات الجميلة في مسيرته الكروية ومنها مباراة منتخبنا الشبابي ضد إيران في طهران عام2000 ومباراة الشرطة ضد الزوراء والقوة الجوية ومع الأولمبي ضد البرتغال ومع المنتخب الوطني ضد السعودية في نهائي بطولة أمم آسيا عام2007 وكذلك هدفيه الجميلين في مرمى الحارس الأردني عامر أبو شفيع.
أجمل أهدافه
سجل اللاعب نشأت أكرم الكثير من الأهداف الجميلة منها هدفه لفريق الشرطة في مرمى أربيل وكذلك هدفه لصالح النصر السعودي في مرمى ريال مدريد الإسباني وهدفه لمنتخبنا الوطني في مرمى سيراليون بتسديدة من مسافة بعيدة ، فضلاً عن أهداف أخرى لا تسع المساحة للحديث عنها.
مميزاته
يمتلك اللاعب نشأت أكرم كل مواصفات لاعبي العالم الكبار وفي مقدمتها الهدوء والذكاء الميداني العالي فضلاً عن المراوغة والتسديدات البعيدة والتعاون مع زملائه وصناعة اللعب والأهداف على طبق من ذهب إلى زملائه حتى أنه استحق أن يُلقـَّب بـ" موسيقار الكرة العراقية".
أبرز المدربين
عمو بابا، أنور جسام، عدنان حمد، البرازيلي فييرا، أكرم احمد سلمان، الانكليزي ستيف ماكلارن، الإيطالي زنغـا، ثائر جسام وأيوب أوديشو.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top