TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الأولمبي ومِشرَط الاتحاد

الأولمبي ومِشرَط الاتحاد

نشر في: 11 أغسطس, 2015: 09:01 م

يبدو أن الكرة العراقية لا يُراد لها أن تسير في نسق تصاعدي في عملية النهوض بها كمنظمومة واحدة غير مجزَّأة، لذلك نرى ان الاهتمام والدعم والتفاعل يأخذ مداه الواسع مع اقتراب مهمة أحد المنتخبات الوطنية بينما تهمل المفاصل الأخرى وان كانت على ابواب استحقاقات دولية كبيرة لكنها تركن لحين دخول منطقة الخطر بعد نفــاد الوقت للتحضير والاستعداد.
المنتخب الأولمبي الذي تنتظره مشاركة على قدر كبير من الأهمية عندما يدخل رحلة البحث عن بطاقة التأهل الى اولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وسط منافسة شرسة من زعماء آسيا التي تعمل منذ فترة طويلة على رفع سقف الاستعداد والتهيؤ عبر معسكرات ومباريات ودية والمشاركة في بطولات دولية مع الاستقرار على الملاك التدريبي بينما منتخبنا الأولمبي جرى نقله في صالة عمليات الاتحاد لتجري عليه مداخلات جراحية بدأت في انتزاع مدربه يحيى علوان ثم استمرت بتقطيع أوصاله عبر سحب أبرز لاعبيه وزرعهم في جسد المنتخب الوطني لإنعاشه بعد أن تعرَّض لضربة مميتة من البوسني حاجي ، ليُترك بعدها طريح الأهمال لحين ان يقترب موعد الاستحقاق الآسيوي عسى ان يُحرِّك منظره قلوب ورحمة الاتحاد المبجل.
إن العمل وفق نظام (القطعة) الواحدة عبر تسخير كل اعضاء الاتحاد ولجانه مع اشغال وسائل الإعلام والشارع الرياضي وتوجيه الأنظار نحو المنتخب الوطني على حساب بقية المنتخبات هي عملية فوضوية بدائية لا تمت لعلوم الادارة والقيادة بصلة وتنم عن جهل وتخبط بدأ يقترب من الشك بوجود تعمد مفتعل يأخذ بالحدث الأبرز ذريعة لاشغال الرأي للتستر على جوانب اخرى تنخر بها امراض الفساد والتقصير في إقرار المعالجات مع خطوات عرجاء في مواكبة ما يجري من طفرات نوعية في عملية التطوير والحداثة التي تسعى اليها اتحادات العالم للحاق بركب الدول المتقدمة كروياً.
هكذا هو المسار الذي دأبت عليه إدارة الاتحاد خلال السنوات الماضية في تسيير شؤون اللعبة حتى بات نهجاً ثابتاً لم يجرؤ أحد على الإطاحة به وتأسيس مشروع جديد يأخذ من تقسيم الاعمال والتخصص دون تداخل أو تأثير على المنهاج العام لتمضي الخطوات بتنسيق عالٍ يضمن توزيع الاهتمام والرعاية على جميع المفاصل تطويراً واستعداداً ادارياً وفنياً بعيداً عن التعكز على الظروف أو المناورة بالموجود باللجوء الى الحلول الآنية والبقاء ضمن دوامة البحث عن خيارات اللحظة الأخيرة وانقاذ رجال الطوارىء.
المنتخب الأولمبي الذي أصبح الآن أحد ضحايا دراما تأهيل المنتخب الوطني يبدو ان ملفات استعداده ستبقى مغلقة لحين اقتراب موعد مشاركته في بطولة غرب آسيا بايام معدودة لتبدأ مرحلة جديدة من فصول الإثارة والتشويق لوسائل الإعلام والجماهير لترقب ما تسفر عنه ( ترقيعات الاتحاد ) في اختيار الملاك التدريبي وحلول ايجاد معسكر مجاني مع مباراة استعدادية من هنا او هناك تكون هي الستار لإخفاء فشل التحضير المبكّر ورفع درجة الاستعداد وتتحول في لحظة انشغال وحرص الجميع وخشيتهم من فقدان فرصة التأهل الى الأولمبياد القادم الى انجاز لرجال يعملون دائماً ضمن نطاق الفرصة الاخيرة ولا غيرها.باختصار. . لقد حان الوقت لأن يتدارك الاتحاد والجهات المسؤولة خطايا النهج الفردي بالعمل المستند الى الاجتهاد الذي دائما ما يكون مبني على الحلول الآنية والمتسرعة ولو أجرينا دراسة مفصلة عن طريقة اعداد المنتخبات الوطنية لوجدنا انها تتلخص بثلاث خطوات متأخرة تبدأ بالبحث عن ملاك تدريبي يشترك بها كل اعضاء الاتحاد والشارع الكروي والاعلام وتأخذ زمناً طويلا من المناقشة وطرح الآراء ثم تنتهي عند اللحظات الحرجة بالموافقة على (مدرب طوارىء) ثم تبدأ الخطوة الثانية لاختيار اللاعبين وايضا باشتراك الاطراف ذاتها ووسط الاجواء نفسها .. واخيراً ينتهي الموقف عند تصريحات مملة ومعادة بأن الاتحاد عمل بالممكن ولم يخدمه الوقت لإقامة معسكرات مناسبة وإنه يراهن على غِيرَة اللاعبين وحبهم للوطن..والحقيقة انهم في الخفاء يراهنون على أخطاء الحكام وهبات الحظ وضعف المنافسين في تحقيق أي إنجاز منتظر !وقفة .. الأولمبي في خطر..وجميع الاوراق باتت مكشوفة..اما الاستعداد المبكر والجدي دون تأخير أو الفشل سيطوق أعناقكم لوحدكم والظروف والزمن منـه بـــراء!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram