ريـو ويونس والكأس

عبد الوهاب النعيمي 2016/01/13 09:01:00 م

ريـو ويونس والكأس

- بغض النظر عن نتيجة مباراة منتخبنا الأولمبي التي خاضها أمس الأربعاء امام المنتخب اليمني، أو الحصيلة العامة التي سيخرج بها الفريق من البطولة الآسيوية التي تضيفها الدوحة، فإن علينا ألا نفرح كثيراً إذا تأهل الفريق إن شاء الله الى اولمبياد ريو ،وفي ذات الوقت علينا أن (لا ننصب المناحة) ونجلد اللاعبين والملاك الفني اذا لم يصل الفريق الى ريو ، لأن التأهل بحد ذاته ليس انجازاً، لكن ان يحصل الفريق على إحدى ميداليات مسابقة كرة القدم في الأولمبياد، يعتبر هو الانجاز، بعدما سبق للعراق ان حصل على المركز الرابع في اولمبياد 2004، أما اذا لم يصل الفريق الى الأولمبياد، فلا يعـد إخفاقاً، لأن العراق لم يتأهل الى مسابقة كرة القدم منذ أولمبياد 1996 سوى مرة واحدة من خمس مشاركات، أي منذ اعتماد المسابقة للفرق الأولمبية (تحت 23 عاما) ، فلايوجد هناك أي مبرر للتطبيل في حالة الفوز أو تسقيط الآخرين لو حصلت الخسارة.
- مرة أخرى يُثير كابتن المنتخب الوطني يونس محمود الكثير من الجدل بعد لقائه التلفازي الأخير قبل أيام قليلة، أسلوب يونس وصراحته لا يعجبان البعض ممن ينتقدونه لأي سبب أو البعض الآخر الذي لا يستطيع تقبّل الرأي الآخر. لا أكتب الكلمات السابقة دفاعاً عن يونس أو انني مقتنع برأيه، بل أتحدّث عن الإطار العام لأي شيء يقوله هدّاف المنتخب.
لنأخذ مثالاً واحداً على ما صرّح به يونس، وهو قدرته على قيادة المنتخب الى نهائيات كأس العالم أربع مرات، وهو كلام بعيدٌ عن الواقع، لأنه لا يمكننا القياس أو التقدير بدقة عمّا كان سيفعله أي لاعب لو جاء في زمن آخر، فلن يستطيع يونس محمود لو لعب في تصفيات مونديال 1986 بدلاً من حسين سعيد وأحمد راضي وبقية زملائهما أن يقود العراق الى النهائيات، كما ان حسين واحمد لن يتمكنا من قيادة المنتخب الى الفوز بكأس آسيا 2007، لو لعبا بدلاً من يونس محمود ونشأت أكرم وزملائهما.
لكل جيل ظروفه ومرحلته الزمنية والمتغيرات التي أُحيطت بمسيرة جيل كامل من اللاعبين، فلا يمكننا ان نفصل جيل مونديال 1986 عن بعضه البعض، ونضيف إليه ونأخذ منه، كذلك الحال بالنسبة الى جيل كأس آسيا 2007.
لدينا نجوم كبار نفتخر ونعتز بهم كلهم اما المقارنة بينهم، فهو أمر لن تستفيد منه الكرة العراقية التي تحتاج في الوقت الحالي الى كل الجهود للنهوض أكثر بها وبمقدراتها.
- وصلت بطولة كأس العراق الى مراحلها النهائية ولم تبق سوى ثلاث مباريات لإسدال الستار عليها، وبرغم كل المنغصات التي رافقت البطولة وانسحاب عدد من الفرق، إلا أن ذلك لم يحُل دون نجاح البطولة لسبب وحيد، إصرار اتحاد الكرة على اقامتها مهما كانت الظروف، ولو فعل الأمر ذاته بالنسبة لبطولة الدوري ولم يتم تأجيل مبارياته بين الحين والآخر، لتمكن الاتحاد من وضع اللبنة الأولى في الطريق الصحيح للنهوض بمقدرات الكرة العراقية، التي لن تستطيع العودة الى الطريق الصحيح ما لم تكن هنالك مسابقتا دوري وكأس منتظمتان إضافة الى دوري وكأس للفئات العمرية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top