TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خبز.. حرية.. دولة مدنية

خبز.. حرية.. دولة مدنية

نشر في: 16 مايو, 2016: 09:01 م

(جزء أول)
عنوان يصلح أن يكون هدفاً وشعاراً وهتافاً وحلماً.
هو شوق الملايين من العراقيين وغير العراقيين في بلدان العرب.
يلخص هذا العنوان أكثر حاجات الناس إلحاحاً لبلوغ ما يفترض من حال تتيح لهم تحقيق آدميتهم والخروج من حال الجوع والصمت والعسكرتاريا ودولة الإسلام السياسي، وكلها معيقات أساسية للفرد ليكون إنساناً. مثل الكثيرين غيري ساندت الحراك المدني بما أوتيت من كتابة ومنشورات على الفيسبوك وصور شخصية لي متظاهراً، وحدي، في لندن كإشارة رمزية للتعبير عن مشاركتي للجموع التي تتظاهر في ساحة التحرير. وفي زيارتي الأخيرة لبغداد شاركت المتظاهرين بكلمة ارتجالية دعماً لحراكهم وتأييداً لمطالبهم. أتذكر مما قلته في كلمتي المرتجلة القصيرة: نحن أقلية، نعم، لكن الأقلية الشجاعة أكثرية. كان بين منسقي الحراك أصدقاء تواصلت مع بعضهم في حوارات مكثفة حول ما يحدث وقدمت مقترحات، اعتقدتها مفيدة، ملخصها: كل توسيع للمشاركة في الحراك هو في صالح الحراك، وبما يعزز جدواه ويفتح الأبواب أمام عراقيين آخرين للمشاركة، على وفق عدم أدلجة الحراك والابتعاد عن الحزبية والالتزام بالروح السلمية. أي ما يعزز عراقية هذا النشاط المدني، واضح القوام والأفكار والغايات، مع التأكيد على أن لا شروط على من يرغب في المشاركة عدا الالتزام بالفكرة المدنية لتحقيق الدولة المدنية، وعدم الخضوع لأي ابتزاز من طرف كتل وتيارات ومليشيات الإسلام السياسي.  لكن الالتباس اللاحق، واختلاط الأوراق، بعد دخول التيار الصدري على الخط. أحد أقرب أصدقائي، أحبه وأحترمه، برر دخول التيار الصدري بمثال لا يمت إلى الدراما العراقية بصلة، عندما قال: لاهوت التحرير في الظاهرة الساندينية، كان إيجابياً في السير مع الثورة. ورددت بأن لاهوت التحرير، هناك، لم يكن قائداً للثورة بل داعم فعال لها، رغم أن أبرز زعمائه انسحبوا بعد سنوات. هل يعقل أن يقرن أحد موقف لاهوت التحرير اللاتيني الداعم لحركة اليسار والديمقراطية هناك بدولة الإسلام السياسي في العراق، أساس وجوهر الخراب العراقي الراهن؟كنت، وما زلت، أضع يدي على قلبي ويدي الأخرى مع مناضلي الحراك ومتظاهريه، لأن الأمر خرج عن السيطرة، إذ لم يعد بمقدور الحراك المدني الاستمرار منفرداً أمام ضغط سياسي/جماهيري جديد فلم يكن أمام منسقيه بد من الاستسلام أمام حلول اللحظة المتوترة التي لا يقوون على مجابهتها باسترخاء. .. وحين حلّت تلك اللحظة، غير محسوبة النتائج، عندما اقتحم المتظاهرون مبنى البرلمان، ازداد خوفي وقلت: المقبل هو الأخطر. رغم ان مبنى البرلمان أحد أكبر مراكز الفساد والجريمة في العراق. مع أن "خصوبة اللامتوقع" حسب تعبير حنا أرندت، لم تزل ماثلة، لكنها "خصوبة" لا تشترط ألذ الثمار، دائماً، فثمة أشواك وأعشاب سامة وأخرى تقتل ما يجاورها.
الخبز؟
نعم، فالملايين من العراقيين لم يجدوا ما يأكلونه وهم مواطنو أغنى دولة في العالم. (أفادت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي"، أن ستة ملايين عراقي ما يزالون يعيشون تحت خط الفقر من أصل نحو 33 مليوناً).
الحرية؟
نعم، من دون حرية لا يمكن للممنوعين من التعبير أن يخوضوا حوارات منتجة وسجالات فعالة بشأن وطنهم ومستقبل أطفالهم.
الحرية فضاء إنساني يتمتع بشمسه جميع الناس كالطقس الجميل.
المدنية؟
مجتمع متحضر تقوده دولة، لا دابة، تركبها الأحزاب والآيدولوجيات. الجيش فيها يدافع عن الوطن ضد العدوان الخارجي غيرمخترق بـ ، أو توازيه، مليشيات مسلحة خارج القانون يمكن أن تشتبك ليس مع جيش الدولة، حسب، بل مع الناس كلهم.
(يتبع جزء ثان)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

القضاء يحسم 853 طعناً على نتائج الانتخابات

الداخلية: العراق بنى منظومة متطورة لمكافحة المخدرات

التخطيط تتجه لتوسيع الرقابة النوعية لتشمل الصادرات والواردات عالية المخاطر

قبول 1832 طالباً في المنح المجانية لكليات المجموعة الطبية

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram