اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الرأي > جزيرة (تاج الوسام) السياحية

جزيرة (تاج الوسام) السياحية

نشر في: 21 سبتمبر, 2016: 09:01 م

حين سألت محرك البحث كوكل، عن اسم الشركة التي تم التعاقد معها على استثمار جزيرة بغداد السياحية، لم يذكرها الا في خبر التعاقد وخبر استلام الجزيرة. غير ذلك لايعرف اي شيء عن شركة (تاج الوسام للمقاولات العامة والاستثمارات) وهي تسمية عامّة وليس فيها أيّ ادعاء بالخبرة السياحية كما ان خبري العقد والاستلام لم يذكرا أي إنجاز في مجال السياحة نفذته الشركة.
قيمة العقد تبلغ (105) مليارات دينار عراقي ولمدة (38) سنة، تمت دون مزايدة او اعلان في الصحف اليومية، ما يتيح الفرصة للجميع في دخول المنافسة، التي يفترض ان تأخذ بالحسبان المحافظة على المال العام، وتقديم افضل الخدمات الترفيهية للمواطن. مساحة الجزيرة تبلغ (500) دونم تضم عشرات الوسائل الترفيهية من مطاعم متنوعة، برج، مسرح، بحيرة، ملعب بولنك، مسابح، صالة ديسكو، مدينة الألعاب، ومساحات خضراء شاسعة. مدير الشركة المستثمرة ذكر انه ستتم الاستفادة من كل مساحة الجزيرة؟ وإنشاء مدينة مائية، وبناء (120) شاليه سياحي، بالتعاقد مع شركة أمريكية بقيمة (12) مليار دينار اي ان سعر الشاليه (100) مليون دينار. الامر الذي يشير الى وجود اتفاق مسبق، بإعطاء الجزيرة لشركة استناد لما ذكره مديرها، والذي اعلن ايضا ان مدة تنفيذ المشاريع ستمتد لمدة ثلاث سنين وان شركته ستقوم بدفع مرتبات الموظفين من اليوم ويقصد به يوم توقيع العقد.
بعيدا عن الخوض بالارقام ومبلغ الاستثمار ومدته ووفق اي نظام ومبدأ تم الاتفاق على ذلك، لو فرضنا ان هناك مليون شخص يدخلون الجزيرة سنويا، واستيفاء ما يعادل دولار واحد عن كل شخص، يعني مليون دولار في السنة (38) مليون دولار طوال مدة العقد، ولنفترض ان اجور استيفاء موقف السيارات ايضا مليون دولار في السنة يعني ان هناك (38) مليون دولار اخرى، مجموعهما سيكون (76) مليون دولار قرابة (100) مليار دينار. اما أرباح بقية منشآت ومرافق الجزيرة مدينة الألعاب فهي وحدها كفيلة بسد كل مبلغ العقد.  
هيئة السياحة أعلنت ان هذا المشروع سيكون نموذجيا بطريقة استثماره. دون أن تذكر كيف ، خاصة اجور الموظفين والكيفية التي تضمن استمرارهم بالعمل حتى الإحالة الى التقاعد، وهل سيتم تعيين او تنسيب موظفين جدد من كادر الهيئة ام سيستعين المستثمر بموظفين اخرين من خارجها، ويعطي موظفي الهيئة اجازة اجبارية، بالراتب الاسمي، كما حدث بالعديد من مشاريع القطاع العام التي طُرحَت على (طاولة) الاستثمار.
منذ 2003 والجزيرة مهملة، بشكل تام. اذا كان بالأمكان تأهيلها من وارداتها التي لن تكون شحيحة حتما، في ظل غياب المرافق السياحية في العاصمة. وان لم يكن فإن بالامكان تخصيص مبلغ الاستثمار الذي يفترض انه سيعيد تأهيلها بالموازنة العامة للبلاد، او فرضه كضرائب على قطاعات استثمارية اخرى خاصة قطاع النفط والاتصالات. او طرح اسهمها في السوق للمواطنين عامة او لموظفي وزارة الثقافة والسياحة. وان لم يكن فبالإمكان الاقتراض من البنك المركزي، او دخوله شريكا ممولا. وان لم يكن فبالإمكان عرض مرافقها السياحية للإيجار لمدة معينة، لاتزيد عن خمس سنوات، على ان يدفع نصف المبلغ الذي سيعيد تأهيل المرافق العامة والساحات والحدائق ويقسط الباقي على سنوات العقد. بما ان العقد قد دخل حيز التنفيذ، فهل تم تحديد سقف محدد لاستيفاء اجور الدخول واستخدام المرافق الترفيهية في الجزيرة؟
تختلف المسميات لكن النتيجة واحدة .. السرقة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابن العراق

    كاتب المقال المحترم يتعجب من هذه السرقة الاستثمارية البسيطة في ظاهرها متناسيا ان العراق كله مستثمر لصالح السراق بدا من السياسيين ومرورا بنواب الشعب وانتهاء باقارب مسؤولي الدولة من الوزراء ووكلائهم والمدراء العامين والاحزاب ! البلد يحكم من قبل السراق الرع

ملحق معرض اربيل

العمودالثامن: متى يُقدم سراق أموال الكهرباء للمحاكمة ؟

 علي حسين بشرنا وزير الصناعة خالد بتال أن مشكلة الكهرباء في البلاد لن تحل " حتى بعد ألف سنة" ، وأن ما صرف من أموال كانت تكفي لبناء مدن جديدة تتسع لملايين العراقيين...
علي حسين

كلاكيت: وفاة نورمان جويسون.. الأكثر ترشيحا للأوسكار

 علاء المفرجي غيب الموت فبل مدة المخرج الكندي نورمان جويسون عن عمر يناهز 90 عاماً، صاحب المسيرة الزاخرة بالأعمال الهوليوودية؛ أبرزها (في حمى الليل) و"جيزس كرايست سوبرستار" (يسوع المسيح نجما).وانطلقت مسيرة جويسون في...
علاء المفرجي

قناطر: عن الموسيقى وهاندكه وابن خال ابي

طالب عبد العزيز ربما بسبب الفوضى التي أحبّني فيها أحياناً، أجدني أمْيلَ لسماع ومشاهدة ولقراءة غير ممنهجة، فقد أقرأ مثلاً في عشرة كتب مرة واحدة، أفتح هذا، واغلق ذاك، ثم اعود لورقة كنت قد...
اسم المحرر

كلام غير عادي: رائد مهدي الشِفِي

 حيدر المحسن هو ابن خالتي، نشأنا معاً في مدينتنا البعيدة عنّا نحن الاثنين، العمارة، والذكرى التي ما زلتُ احتفظ بها تعود إلى السبعينات. كنّا نلعب كرة القدم في حيّنا، بستان عائشة، وغشّ الفريق...
حيدر المحسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram