مستشفى الوقف الشيعي ؟

حسين رشيد 2016/09/28 09:01:00 م

مستشفى الوقف الشيعي ؟

ذات مساء في صالة  الانتظار الرئيسية لمستشفى الراهبات في الكرادة جلس بجواري رجل دين معمم (سيد) اثناء الحديث وبعد الثناء على الدور الذي يقوم به المستشفى بتوفير الخدمات الطبية وفتح أبوابه أمام الجميع، بادرت بسؤاله: مولانا لماذا لا يتم انشاء مثل هكذا مستشفى من أموال الأوقاف الدينية والعتبات المقدسة ليقدم خدماته بأسعار مناسبة للفقراء، فكما ترى ان الدولة ومن يديرها ومن يقف خلفهم يسيرون بها نحو الخصخصة والاستثمار الخاص  وبالتالي سيأتي اليوم الذي لن يجد فيه الفقير مكان علاج يمكنه دفع نفقاته بسهولة، ناهيك عن غياب الرقابة على المنتجات الغذائية والمواد الكيمياوية وما تتسبب به من اضرار تستوجب متابعتها ومكافحة النتائج المترتبة عليها، فإننا نكون أمام مشهد مرعب قوامه البون الشاسع بين الحجم الفعلي المتوفر من الخدمات الصحية والطبية وبين الحاجة الفعلية لها. بعد ان أخذ نفساً عميقاً جداً وسحب آخر قال: هذا الذي يفترض ان يكون، والذي يجب ان يسبقه تأكيد هذه الجهات على الاهتمام بالجانب الصحي للناس، خصوصاً ان الحكومة بكل مرافقها تدار من قِبَل كتل وأحزاب إسلامية. واسترسل السيد: هناك من الأموال الموجودة في خزائن وأرصدة الوقفين ما يكفي لبناء مستشفى في كل محافظة يمول نفسه من الوارادت واستيفاء  أجور الخدمات التي يقدّمها على رمزيتها ولكن، هنا صمت السيد وعاود الحديث.. حين ينعدم الضمير والشعور الإنساني بالآخر يصل الأمر الى أبعد مما نحن فيه الآن. بقدر ما أفرحني كلامه ووعيه الإنساني أحزنني ما باح به والذي لايصلح للنشر لما فيه من كشف لمعلومات فساد لا حدود لها في الأوقاف.
على أرض بناية فندق صحارى في ساحة الاندلس أعلن قبل قرابة سنتين عن إنشاء مجمع طبي عائد للوقف الشيعي، إذ أعلن عن شكله الهندسي وما يضمه من اقسام واختصاصات طبيّة مع تجيهزه بأحدث المعدات والأجهزة الطبية وان الأسعار ستكون مناسبة وتنافسية مثلما بيّن ذلك اعلان التصميم، وقتها أخذتني الغبطة، سيكون هناك مستشفى او مجمع طبي على غرار مستشفى الراهبات  يقدّم خدماته للفقراء والشرائح المعدمة التي لاتقدر على دفع تكاليف العلاج في المستشفيات الأهلية او السفر الى خارج البلاد للعلاج اسوة بالمترفين والأغنياء ورجال الساسة والدين. وفعلا تمت  المباشرة بالمشروع ووصلت نسب الإنجاز الى مراحل متقدمة، اذ حرصتُ على متابعة الموضوع إنْ كان من خلال المرور اليومي بالساحة او بالجلوس الاسبوعي في حديقة اتحاد الأدباء التي ضُيِّقَ على فضائها بالبنايات العالية خاصة بناية جامعة (اوراك)، لكن الأمر مع المستشفى او المجمع الطبي (المفترض) كان أمراً آخر ومقبولاً ما دام يقدم خدماته للفقراء.
قبل اشهر معدودة ومع ارتفاع بناية جامعة(اوراك)، توقف البناء في المجمع الطبي، لكن سرعان ما عاد مضافة اليه مساحة الأرض المحصورة بينه وبين الجامعة، واختفت اعلانات التصميم التي كانت تبين شكل المجمع الطبي العائد (للوقف الشيعي) وتصميم جامعة (اوراك) دون اعلان عائديتها لمن، وارتفع اعلان اخر بشكل وتصميم هندسي ضم البنايات الثلاث ببناية واحدة بواجهة مزينة بالزخارف الاسلامية حملت اسم (جامعة الاسراء)؟! ربما تم ذلك التحويل والضم (بتوقيع او توقيعين)، بينما يحتاج المواطن الفقير وعوائل الشهداء وجرحى العمليات الإرهابية والعسكرية عشرات الأوارق والتواقيع والمراجعات لاستحصال حقوقهم!؟
يبدو أن زيادة ارصدتهم أولى من صحة الفقراء.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top