رؤية تحليلية:جَدّ (جدو) بقدميه فوجد كأس إفريقيا بين يديه

رؤية تحليلية:جَدّ (جدو) بقدميه فوجد كأس إفريقيا بين يديه

تحليل /علي النعيمي لن نبالغ لو قلنا بأن الذي حصل في انغولا كان شيئاً خارقاً لا بل وحتى أدهى عرافي مصر لم يتوقعوا أيضاً بأن ذلك الرجل البسيط المتواضع باخلاقه المؤمن بطباعه والذي حل بديلاً للايطالي ماركو تارديلي منذ 6 سنوات سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأول مدرب يحرز 3 ألقاب افريقية متتالية مع 17 مباراة دون أن يتجرع طعم الخسارة في ثلاث بطولات تحديداً،

 اي اعجاز هذا ياسادة؟! فالمعلم كما يحلو للمصريين على تسميته أعاد رسم خارطة بلاده الكروية بنقوش فرعونية حديثة حيث أبدع كثيراً في انتقاء تكتيكاته الهيروغليفية الساحرة وهو يكرر انجازه الفريد بعد هزيمته (النجوم السود) منتخب غانا في ضحى نهار لواندا السعيدة وهي تسدل الستارعلى نهائي أمم إفريقيا 2010 حيث جاءت مباراة النهائي وهي تحمل سمات الإثارة وفصول الحماسة منذ دقائقها الأولى فما أن أطلق حكم المالي كوليبالي صافرة البداية راودنا شعور غامر على أنها ستكون منازلة مفتوحة ومثيرة في كل تفصيلاتها التكتيكية والفنية دخلت غانا وهي تمني النفس للحصول على لقبها الخامس قارياً في حين ما زلت ملامح (البطل السادس) المصري واضحة على وجوه لاعبيه وهم على مشارف خطوات قليلة من لحظات التتويج التاريخية بسباعية قارية. لعبت غانا بتشكيل 4-4-2 يتحول إلى 4-3-3 في الهجوم بصعود الظهير الأيمن إنكوم او آيو من الوسط اسامواه في جهة اليسار بالإضافة المهاجمين وجيان اوبوكو في حين تمييز قلبي الدفاع آدي وفورساه في مراقبة متعب وزيدان في حين لعب المنتخب المصري بطريقته المعهودة 3-5-2 مع احدى مشتقاتها عند عودة حسام غالي او حسني عبد ربه كمدافعين في الوسط من اجل الزيادة العددية والتحول إلى 3-2-3-2 في بعض فترات اللعب خصوصاً عند نزول عبد الشافي في الشوط الثاني لكن المعلم لم يحرر الكابتن احمد حسن من مهامه الدفاعية من اجل الإسناد والتغطية والربط السلس ما بين خطوط الفريق بالتعاون مع فتحي منعاً من المرتدات الغانية في حين كانت المنظومة الدفاعية حاضرة بفعالية ومتيقظة لقوة الخصم والمكون من وائل جمعة سيد معوض والمحمدي هاني سعيد ومتجانسة من حيث التقارب في المسافات لأن الفريق الغاني كان يلعب على المساحات المتاحة بإيقاع عال وانتشار سريع بانتظار الإسناد القادم من خط الوسط وهي احدى اوراق خطورته..بالإضافة إلى إجادتهم الهائلة لأسلوب دفاع المنطقة ونفذوها بأفضل الحالات لا بل انهم كان يمارسون الدفاع المرتفع (العالي) من خلال الضغط على حامل الكرة في منطقة الدفاع المصري لذا فقد واجه معوض صعوبة كبيرة في التحرك والصعود خوفاً من الارتداد واللعب على مساحاته لمهارة وسرعة لاعبي غانا تحديداً من جهة انكوم وآيو الخطيرين اوعن طريق المزعج جيان والمرعب اسامواه على اليسار لذا كان الفريق الغاني يغلق المساحات أمام الفريق المصري وعند حيازته للكرة يلعب الكرة في المساحات تارة على الأطراف وتارة بالعمق مع استغلال قوة انطلاقاته وقوته الجسمانية والروح القتالية العالية مع ميزتي التغيير والضغط في جهة القطع والعودة بسرعة لتغطية المنطقة وغلق مجالات اللعب لكن منتخب غانا امتاز ايضاً بميزة بتسريع إيقاع اللعب متى ما شاؤوا أملاً في اختراق الدفاع المصري عبر استغلال مهاراتهم الفردية من اجل المرور وفتح زاويا لتهديف من على بعد كما فعلها كل من إيمانويل بادو، أوبوكو، أيو،عنان ، جيان وبانت هناك عدة محاولات غانية خطرة لكن يقظة الدفاع المصري وبراعة الحارس المصري حالت دون ذلك. في حين تعامل المصريون بواقعية حذرة أمام طموحات هذا الفريق المندفع روحياً وكان تحضير هجماتهم تميل إلى نقل الكرات بشكل سريع وتغيير اتجاهات اللعب فكاً لضغط الغاني او البحث على فراغات واختراق دفاع المنطقة عن طريق سحب زيدان إلى منتصف الملعب ودخول عماد متعب في منطقة الفراغ (الطريقة المصرية الشهيرة) بالاعتماد على مناولات المايسترو احمد حسن وتحركات عبد ربه وغالي وفتحي عند الهجوم لكن الدفاع الغاني صعّب من مهمة خطي الوسط المصري فلعب متعب على يسار زيدان عند أقصى اليمين من أجل سحب الدفاع الغاني وإعطاء خيارات لتسديد لأحمد حسن المحميدي في تنشيط الجهة اليمين او بأسلوب الكرات الطويلة من الدفاع المصري لكن دون إي فائدة تذكر على أمل إحداث تغييرات خططية في الشوط الثاني من اجل كسر نتيجة التعادل السلبي الذي كان بدوره أكثر حماسة وتشويقاً لكونه قد جعل نسق المباراة مفتوحاً يميل للهجوم وقد استمتعت الجماهير بلمحات كروية فنية تبادل عليها لاعبو الفريقين وتمكن المدرب الصربي راييفاج من تغيير أسلوب اللعب بإعطاء حرية مطلقة لأوبوكو من إشغال جهة المحمدي والذي أرهقه كثيرا عبر الاختراقات وشكل عبئاً تقيلاً على وائل جمعة في حالات الواحد ضد واحد سرعان ما أدرك شحاته الموقف طالباً من اللاعب حسام الغالي اللعب مع هذا اللاعب بالتنسيق مع احمد حسن في بعض الأحيان لكن الظهير انكوم أزعج كثيرا جهة اليسار المصري واللاعب معوض الذي تم استبداله باللاعب عبد الشافي. في المقابل شهدت المباراة تحولاً في الأداء إذا واصل الغانيون رفع إيقاع اللعب وشكلوا خطورة حقيقية على المرمى المصري واقتربوا كثيراً من فرصة تسجيل الهدف الاول لو براعة الحضري والاستعجال بالهجمات والملاحظ هنا ان خطوط غانا كانت تصعد بتناسق في الإسناد الهجومي في

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top