في مثل هذا اليوم التاسع من اذار عام 1958 وضعت أول حقوقية عراقية وهي السيدة صبيحة الشيخ احمد الداود كتابها الشهير أول الطريق الذي يُعد اول مطبوع يتناول تاريخ وأُسس الحركة النسوية في العراق.
ولِدَت صبيحة ابنة احمد الشيخ داود (الذي اصبح فيما بعد وزير الأوقاف) في بغداد سنة 1912. وأُقيم في بغداد في شباط 1922 المهرجان الأدبي المعروف باسم سوق عكاظ، فدُعيت وهي فتاة صغيرة الى تمثيل دور الشاعرة الخنساء، فاعتلت ظهر جمل وألقت قصيدة. قال امين الريحاني في كتابه «ملوك العرب» : «اقامت جماعة المعهد العلمي سوق عكاظ في عاصمة العباسيين، وكانت اول حفلة باهرة فريدة بعد التتويج، حضرها جلالة الملك فيصل، فجلس في فسطاط بين النخيل يسمع الشعراء ينشدون والخطباء يخطبون. وكان قيس بن ساعدة في مقدمة الخطباء يمثله احد الصبيان الاذكياء، وكانت الخنساء في طليعة الشعراء تتلو قصيدتها احدى الأوانس المسلمات سافرة صافنة..».
تخرجت صبيحة الشيخ داود في دار المعلمات الابتدائية فعيّنت معلمة في المدارس الرسمية في ايلول 1927. ثم انتمت الى كلية الحقوق سنة 1936، فكانت اول فتاة وطأت اقدامها هذا المعهد. ولما تخرجت بعد اربع سنوات عُينت مفتشة في وزارة المعارف 1940 فمدرِّسة في دار المعلمات الابتدائية (أيار 1950). ونقلت سنة 1956 عضوا بمحكمة الاحداث، فظلت فيها حتى اعتزلت الخدمة في كانون الثاني سنة 1970، وانصرفت الى ممارسة المحاماة والّفت كتاب «تجربتي في قضاء الأحداث».
ساهمت في النهضة النسائية فاشتركت في المؤتمر النسائي الاول الذي عُقد ببغداد في تشرين الاول 1932 واختيرت سكرتيرة له وألقت محاضرة عن حقوق المرأة المسلمة. واشتركت بعد ذلك في المؤتمر النسائي العربي في بغداد (اذار 1952)، وكانت لها جهود مذكورة في الجمعيات الخيرية كالهلال الاحمر وحماية الاطفال .. توفيت في بغداد في العاشر من تشرين الثاني عام 1975.
اترك تعليقك