التأشيرة مهر الإخفاق

محمد حمدي 2017/03/15 09:01:00 م

التأشيرة مهر الإخفاق

ترهنّي وتحزنني حدّ الجزع مجرد الإشارة الى الأزمة المتكررة التي تخلفها استحصال سمات الدخول لفرقنا الوطنية بمشاركتها في استحقاقات عالمية برسم العراق والدفاع عن الوانه وقد استنزفت كلماتنا في الاعلام جميع الامثلة والعبر التي تدور بفلك لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ، فاذا بنا نلدغ ونطعن ونسقط بفخ صنعناه لأنفسنا . المتبقي لمباراة منتخبنا الوطني مع استراليا في إيران سبعة أيام ومازال الحديث يدور عن الاخفاق في تأمين وصول اللاعبين بكامل عدّتهم الى طهران والتحضير لمباراة ودية واحدة مع إيران قبل خوض النزال الحاسم ضمن المجموعة الثانية المؤهلة الى مونديال روسيا 2018. إن تناول هذه الأزمة اليوم حتى لو انتهت وتم تأمين سمات الدخول بشق الأنفس وبطرق فردية واجتهادات لمن يحاول ان يصنع نفسه البطل المنقذ كما في جميع المشاهد المستنسخة السابقة هو من يوصلنا الى الجزع الذي أشير اليه ، فقد تحولت انظار الإعلام الرياضي وانظار الجماهير الى تفاصيل من تقرر دخوله ومن يجلس على دكة الانتظار برغم أنفه ومن المعيب حقاً أن يتم تعاطي هذا الملف في الإعلام العربي وهو ما لم يحدث حتى لمنتخب ليبيا الذي يجوب غابات أفريقيا دون أن تظهر له مثل هذه الأزمات .
ومَن يدري فربما كانت هذه أحد اسباب جلب الأنظار الى عذر جديد لاخفاقات محتملة لاسيما وقد أصبحنا حقلاً للتجريب بمختلف ألوان الأعذار التي تساعدنا إدارياً في التنصّل عن اخفاقات كبيرة ، وإلا ليجيبني أحدهم عن سؤال متكرر على ألسنة الجماهير والإعلام معاً : هل كانت مشكلة التأشيرات والدخول الى الأراضي الإيرنية جديدة ؟ ألم يتردد أسم الإداري كوركيس معها وهو يطوي الطرقات ذهاباً وإياباً ليكون وحده في الواجهة؟
إن الأجابة الشافية ستنهي تماماً مشكلة عشرات الفرق الوطنية التي تعاني الأمرين من سوء الإدارة والتصرّف وقد خسرنا المشاركة ببطولات عربية ودولية كثيرة كنتيجة طبيعية لها وليس منتخب شباب الملاكمة ببعيد عنا وهو يخسر فرصة المشاركة في القاهرة لعدم استحصال سمات الدخول مع أنه كان ينتظرها بارض المطار الى اللحظة الأخيرة.
 تابعنا وأطلعنا على آلية عمل الإدارة والتخاطب بين الخارجية وإدارة الاتحاد المعني والسفارات وترجمة الدعوات ورأينا بأمِّ أعيننا أن المعتمد في العمل طريقة بدائية لا تفي بالغرض وإن تمّت بوقتها المناسب على أفضل الأحوال فإن ملفات أخرى منتظرة ستطل برأسها من قبيل عدم تأمين الحجز الفندقي أو دفع نفقات المشاركة أو الأخطاء في الأسماء وتأكيد حجوزات الطيران في الإياب والأدهى أن تصل فرقنا الى الهدف المقصود متأخرة بعد انطلاق البطولات وتفقّد أحقية المشاركة لسوء تقدير فارق الوقت كما يحصل في الغالب لتواجد فرقنا بجنوب غرب آسيا وقد عشت هذه اللحظات شخصياً في بطولة آسيوية  !
لا نعوّل على الحلول المنتظرة من أي أسرة رياضية كما لا يمكن أن تكون مشكلة منتخبنا الوطني بكرة القدم في إيران فقط  فقد عايشنا المشاكل في دول أخرى وليس من سبب يدعونا لسردها بالأسماء والتواريخ فهي معروفة كما لا يمكن أن نعوّل أيضاً على الاتحادات في حلّها وإنهاء هذه الصورة المرهقة ، ونتمنى أن تخصص الخارجية لجنة متمرّسة بتكليف مركزي من أعلى المستويات لمتابعة الأحداث الرياضية قبل فترة مناسبة وتعمل على تلافي اخفاقاتها حفاظاً على اسم العراق ومكانته بعد أن تعذّر الاعتماد على إدارات بالية. مجرّد اقتراح ، فالرياضة والمشاركات تستحق أن نقدم لها ما يمكن تقديمه.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top