اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > تقنيات حديثة رافدٌ للإعمار وإعادة البناء.نظام البناء الجاهز بتكنولوجيا الـ GRC أنموذجاً

تقنيات حديثة رافدٌ للإعمار وإعادة البناء.نظام البناء الجاهز بتكنولوجيا الـ GRC أنموذجاً

نشر في: 7 مايو, 2017: 12:01 ص

في دراسة عملية لواقع تنفيذ المشاريع السكنية والابنية الخدمية بأسلوب البناء التقليدي القديم والسائد متعدد المراحل الذي ينجز بفترات تنفيذ طويلة، اصبح لا يتماشى مع حاجة العصر ومع تطور الحياة الحالية، حيث بات من الصعب الحصول على عمال بناء بخبرات عالية ول

في دراسة عملية لواقع تنفيذ المشاريع السكنية والابنية الخدمية بأسلوب البناء التقليدي القديم والسائد متعدد المراحل الذي ينجز بفترات تنفيذ طويلة، اصبح لا يتماشى مع حاجة العصر ومع تطور الحياة الحالية، حيث بات من الصعب الحصول على عمال بناء بخبرات عالية ولجميع اختصاصات العمل، وكذلك  ثقافة العامل اليوم تميل الى الراحة وتقليل الجهد

 

لماذا نستخدم بدائــل البنــاء
بدأ يقتنع بأن الحياة الوظيفية هي الضمان له ولعائلته، فبالتالي اصبح سوق العمل تعاني من النقص في عدد العمالة الماهرة وبات الحصول على عمالة ماهرة تنجز العمل بدقة وبأوقات تنفيذ قياسية صعباً جداً، وكذلك عملية توارث هذه المهن اصبحت نادرةً، لأن الحياة العصرية لأرباب هذه المهن جعلتهم يزجون ابناءهم في التعليم الاكاديمي أو العمل الوظيفي بدل زجّهم بالعمل الحرفي، فأصبح العمل التنفيذي لأسلوب البناء التقليدي منهكاً للمواطن، وكذلك منهكاً للمستثمر وأيضاً منهكاً للدولة، بسبب تدني العاملين فيه بالاضافة الى انجازية العامل الفعلية التي لا تتعدى ربع وقت العمل، مقارنة بعدد ساعات العمل التي لا تقل عن 8 ساعات عمل يومي، وهذا يشكل هدراً بالوقت وبالتالي هدراً بالمال.
فهنا يأتي دور الطرق البديلة لأسلوب البناء التقليدي التي لا تحتاج الى عمالة ماهرة والى اعداد كبيرة من العمال، وكذلك هذه الطرق الحديثة تمتاز بمواصفات مصنعية عالية تختصر بعضاً من فقرات العمل التنفيذي لأعمال البناء الموقعي، وبالتالي نحقق اختصاراً بوقت التنفيذ للمشاريع السكنية، وأكيد هذا ينعكس إيجاباً على كلفة العمل التي ستكون اكثر ملائمة للمواطن وللمستثمر وحتّى لمشاريع الدولة وخصوصاً "مشاريع اعادة اعمار المناطق المدمّرة التي يجب أن يعاد بناؤها خلال فترة زمنية قياسية".
دراسة علمية متخصصة بعدّة عوامل تؤكد ضرورة اعتماد أنظمة البناء الحديث
1- اختزال زمن الانجاز: تساعدنا تقنية البناء الجاهز الحديثة في بناء وحدات سكنية متعددة الطوابق بوقت انجاز قياسي، فمثلاً هيكل منزل طابقين بمساحة 300 مترمربع، يتم انجازه خلال 4 ايام عمل، والهيكل يكون جاهزاً لأعمال الطلاء الخارجي والداخلي مع شكل الواجهة الخارجية بالاضافة الى التمديدات الصحية والكهربائية تكون جاهزة.
2- عامل توفير الطاقة: بما أن تقنيات البناء الجاهز الحديثة تمتاز بالعزل الحراري العالي، ففي هذه الحالة تكون الحاجة الى قدرات تكييف بنصف قدرات التكييف المستخدمة في الابنية التقليدية او نستخدم نفس القدرات ولكن لفترات تشغيل تصل الى نصف فترات تشغيل اجهزة التكييف المستخدمة في الابنية التقليدية، وبالتالي نحصل على توفير في الطاقة والكلفة فيما اذا حسبت على فترات زمنية بعيدة، فسوف نحقق توفير مبالغ كبيرة بسبب استهلاك الطاقة المنخفض.
3- الابنية الصديقة للبيئة: تقنيات البناء الجاهز الحديثة هي صديقة للبيئة، ولاينتج عنها مخلفات بناء اثناء التنفيذ، لأن المواد هي جدران وسقوف جاهزة تركب موقعياً وكذلك صديقة للبيئة من حيث انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون الناتج من عمليات الانتاج والنقل للمواد، حيث المواد تأتي مرة واحدة للموقع مقارنة بعدد النقلات للمواد ومخلفات البناء في حالة البناء التقليدي ومنها نحصل على تخفيض انبعاث غاز CO2 المنبعث بالمقارنة بالبناء التقليدي وهذا يحقق توصيات اتفاقية المناخ العالمي التي وقعها العراق في مؤتمر باريس للمناخ.
4- خفة الوزن مما تساعد في التوسعة واضافة بناء فوق الابنية القديمة و الـ Light weight concrete  يساعد على البناء في الاماكن التي تكون قوة انضغاط التربة منخفضة مما لايشكل حملاً على الأساسات.
5- الصيانة الدورية تكون بسيطة جداً مقارنة بأعمال وكلف الصيانة الدورية للمباني المنفذة بطرق البناء التقليدي.

تقنية البناء الجاهز بتكنولوجيا الـGRC  أنموذجاً "معتمداً" للإعمار والبناء
من خلال عملي الهندسي  في دول الخليج العربي  تولدت لديّ رغبة شديدة بنقل كل ما هو جديد بتكنولوجيا البناء الحديث الى بلدي، حيث لاحظت التطور العمراني بأسلوب البناء الحديث الذي نفتقره في بلدنا، وكذلك لاحظت أن عامل الوقت مهم جداً، وهناك تسارع في انجاز المشاريع بالاضافة الى رعاية الدولة لكل ماهو جديد وحديث من مواد وانظمة البناء وتحويلها الى تطبيق عملي ينعكس ايجاباً على نوع المشاريع السكنية والعمرانية، وبالتالي نرى دول الخليج قد قطعت شوطاً كبيراً في التقدم العمراني، واصبح هدفي هو البحث عن تكنولوجيا حديثة غير تقليدية في مجال البناء و العمران، لأسهم بنقلها الى بلدي العزيز العراق، وكان الاختيار نظام البناء الجاهز بتكنولوجيا الـ GRC (( نظام البناء الجاهز بتكنولوجيا الخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية وبدون استخدام حديد التسليح )) علماً أن الـ GRC معروف عالمياً ومستخدم في العراق سابقاً في مجال اكساء الواجهات الخارجية فقط وليس كنظام انشائي وبعد دراسة عميقة لتكنولوجيا الـ GRC استنتجت انها ذات فائدة كبيرة للعراق لأنها تحقق أولاً" طفرة نوعية في عالم مواد وانظمة البناء من خلال مراحل التصنيع المسبق والتركيب الانشائي الموقعي، ومن ثم اعمال الانهاءات المختصرة، وثانياً "يتم تقليل نسبة البطالة في حال تم نقل التكنولوجيا للعراق وفتح خطوط معملية انتاجية بخطوة تسمى الصناعة السكنية الخضراء في العراق .

تعريف لخرسانة الـGRC
 هي الخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجيةGlass Fiber Reinforced Concrete   تم استحداث نظام انشائي من الخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية وبدون استخدام حديد التسليح مطلقاً، حيث يتيح هذا النظام بناء وحدة سكنية متكاملة متعددة الأدوار وفق نظام التحميل للجدران ( Bearing Wall ) أي أن الجدران هي الكتلة الحاملة للمبنى.
خرسانة الـ GRC اشبه بالعجينة، فهي تأخذ شكل القالب الذي تصب فيه وهذه الخاصيّة تجعل المنتج ذا مرونة عالية في تنفيذ التصاميم المعمارية غير التقليدية وكذلك تمتاز بمقاومة عالية للاحتكاك ولها اجهاد كسر ثلاثة اضعاف اجهاد كسر الخرسانة الاعتيادية وايضاً، تمتاز بمرونة عالية لتصل الى 230 ضعف مثيلتها للخرسانة الاعتيادية.
خرسانة الـGRC  تتكون من :(اسمنت بروتلاندي + رمل نقي + الياف زجاجية + مضافات + ماء صالح للشرب).

المواصفات العامة لنظام البناء بتكنولوجيا الـ GRC
العزل الحراري العالي والعزل الصوتي... السرعة الفائقة في التنفيذ .. توفير في استهلاك الطاقة ....... ابنية تحقق الاستدامة في العمارة ..... ابنية خضراء صديقة للبيئة ..... ابنية غير قابلة للاشتعال نهائياً ... ابنية مقاومة للزلازل حتى 8 ريختر .....عدم التأثر بالماء والرطوبة وأملاح البحر حيث درجة امتصاص الماء تصل الى الصفر..... مقاوم لجميع العوامل الجوية الصعبة في المناطق الساحلية أو الصحراوية.....مضاد للحشرات والقوارض ولا تساعد في نمو البكتيريا فهي الافضل لبناء المستشفيات والمراكز الصحية.....العمر الافتراضي للبناء هو ضعف العمر بالبناء بالطرق التقليدية.

استخدامات نظام البناء بتكنولوجيا الـ GRC
1- بناء الوحدات السكنية والخدمية وبأيّ تصميم يتم اعتماده من قبل المصمم  والمستفيد.
2- بناء المدارس ورياض الاطفال وفق التصاميم العصرية الحديثة وبوقت انجاز قياسي.
3- بناء المستشفيات والمراكز الطبية خصوصاً بأن الجدران والاسقف لا تنمو عليها الفطريات والبكتريا.
4- بسبب خفة الوزن يمكن بناء اضافات البناء فوق المباني القديمة .
5- الاكساءات الخارجية للمباني بألواح الـ GRC وفق التصاميم الحديثة التي تعطي اشكالاً اسلامية و شرقية.
6- اعادة ترميم المباني القديمة التراثية والاثرية بمواد ذات ديمومة عالية.
7- الغرف محصنة وضد الانفجارات.
8- القنوات الاروائية + قنوات الكيبلات الكهربائية مع اغطيتها
9- غرف المحولات الكهربائية وغرف السيطرة.
10- غرف العمليات وغرف العزل لمرضى السرطان.

اعتماد النظام الانشائي الـ GRC   من قبل وزارة الإعمار والإسكان العراقية
 تم تقديم تقنية البناء الجاهز بتكنولوجيا الـ GRC الى وزارة الاعمار والاسكان،  حيث تم تنفيذ نموذج لدار متكاملة  داخل مقر الهيئة العامة للاسكان (( دائرة الاسكان )) وذلك بعد منافسة 35 شركة عربية واجنبية ومحلية، قدمت تقنيات بناء مختلفة، حيث تم التحليل الانشائي والمعماري بالاضافة الى التحليل السعري، حيث فازت تقنية الـ GRC كواحدة من 3 تقنيات أخرى كبديل للبناء التقليدي حسب خطة وزارة الاعمار والاسكان  بتغيير انظمة ومواد البناء في العراق لكي تواكب التطور العمراني العالمي، وكذلك تساهم في حل جزء من مشكلة السكن باختصار وقت التنفيذ للمشاريع السكنية واعادة اعمار المناطق المدمّرة وكبديل للعشوائيات المنتشرة في عموم البلد، وبالتالي يتم تحقيق السلم المجتمعي وادخال الفرحة للعوائل العراقية بامتلاكهم منزلاً بمواصفات عالية وكذلك تسهم في خطة تنفيذ المساكن الاقتصادية حسب سياسة التخفيف من الفقر التي أقرتها وزارة التخطيط في عام 2013 التي من خلالها يتم شمول شريحة الفقراء بامتلاكهم مساكن تأويهم من حر الصيف و برودة الشتاء، وتوفر لهم راحة العيش وتحفظ لهم كرامتهم.

الـخاتمة
 ادعو الجميع الى أن نتأمل ولو قليلاً لنقارن بين الطرق التقليدية بالبناء وبين طرق البناء الحديث كخطوة اولى الى التغيير، فالعلم والتكنولوجيا دخلت بيوتنا في جميع متطلبات الحياة، حيث المواطن العراقي اليوم، يبحث عن اعلى المواصفات باقتناء ممتلكاته الخاصة كأن تكون سيارة فارهة أو اجهزة منزلية ولا سيما التكنولوجيا والمواصفات العالية  تدخل اليوم،  في علم وانظمة البناء ومواد البناء، فإنها أيضاً تتغير وتتقدم تكنولوجياً لتواكب تكنولوجيا العصر الحديث، فمن حق المواطن أن يحلم ببيت حديث بمواصفات عالية يحقّق له العيش المريح وأن يكون اقتصادياً.
* خبير في قطاع السكن وطرق البناء الحديث

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. نور فوزي

    السلام عليكم اذا ممكن حابه اتواصل مع المهندس القائم بهذا النوع من التنفیذ الهندسي؟

  2. Ali Al_iraqi

    السلام عليكم ارجو التواصل مع المهندس المسؤال على هذا النوع من تقنيات البناء الحديث لطفآ.

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

12-09-2023

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي

تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي.

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram