الكوميديـا بـين الترويـج السياسـي وواقــع المواطـن

الكوميديـا بـين الترويـج السياسـي وواقــع المواطـن

بغداد/ أفراح شوقياحتلت الكوميديا السياسية مكانة متميزة من اهتمام الجمهور، برغم  المحطات غير المتوازنة التي مرت بها الدراما المحلية في تناولها لهذا النوع من الكوميديا، الا انها ظلت تشكل علامة فارقة من علامات الواقع العراقي بعفويته وهو يتناول مواضيع من صميم حياة المواطن البسيط.

وعن دور الكوميديا السياسية في تأشير الخلل الاداري والسياسي استطلعنا آراء عدد من المعنيين والمتلقين وكان أول المتحدثين المؤلف فاروق محمد الذي قال : كثير من المفاهيم المعروفة عالميا تضيع معانيها حين تصل الينا، واساءة الفهم تأتي من سوء تقديم هذه المفاهيم بما يتناسب ووضعنا الفكري والاجتماعي، ومن هذه مفهوم الدراما السياسية بشكل مطلق، وقد حاول بعضهم  تقديم  نقد سياسي لكنه  يتحول الى مناهضة وشتم للسلطة خاصة اذا كان من يتولى الموضوع مناهضاً للسلطة ايضاً.واضاف : حقيقة الأمر ان تقديم اي موضوع سياسي او غيره يأتي من باب النقد البناء وصولاً الى الاصلاح، مثلا (بريخت) كانوا يعتبرون مسرحه أيديولوجيا باعتباره فكراً شيوعياً ولكن طرحه لم يكن مباشراً ولا توجد فيه اساءة، كان يقدم المواضيع التي تشكف المساوئ بشكل بناء من اجل الاصلاح. وتابع يقول: في وقتنا هذا تبنت بعض الجهات مواضيع ومسلسلات وتمثيليات فيها اساءة للوطن والمواطن العراقي على اساس انها انتقاد للوضع السياسي، وهذا خطأ وذو خطورة، واحيانا يتبنى مثل هذه المواضيع الخطرة من لا يمتلك الثقافة والوعي والموضوعية.اما  المخرج المسرحي عماد محمد فقال : عندما يكون المسرح السياسي تابعاً للسلطة ولجهة سياسية سوف يكون سلاحاً ذا حدين، اي حين يكون مسرحاً ذا اهداف سياسية محددة يقوم بالدعاية والترويج لتلك الافكار والاحزاب او السلطة، وبالتالي ستخرج تلك الاعمال من مهمتها الفنية والانسانية، والخطورة تكمن في ان المسرح الشعبي مقبول من الجمهور وتأثيره عندما يمتلك قدرة اقناع الجميع بدءاً من النص عندما تكون لديه القدرة على ما يطرحه بشكله الكوميدي، علما ان بين الكوميديا والتجريب خطا رفيعا، وهذا الخط هو الذي يحدد طبيعة توجه الرؤية الاخراجية  ولهذا فان كل الاعمال الشعبية الناجحة كان وراءها مخرج ناجح ومقتدر. واضاف: المسرح الكوميدي السياسي يجب ان تكون فيه قدرة عالية من الوعي والخيال، بدون ان يكون بشكل مباشر مع السياسي، لكي تتبلور الفكرة وتتوهج لدى  المتلقي فيكون تأثيرها واضحا فيه، فلا بد من ان يكون هناك اسقاط وتأويل، وهذا الاسقاط والتأويل من سمات العرض المسرحي، على المخرج ان يضع الفكرة ويوصلها الى المتلقي بشكل غير مباشر.الفنان عدنان شلاش تحدث عن التهريج الذي رافق الكثير من الاعمال والتي وصفت بأنها كوميديا سياسية  ساخرة من السلطة وقال : منذ البدء المسرح الكوميدي كان راصداً نقدياً ساخراً لمواقف واداء الحكومات والمجتمع ولكنه كان يرصد ظواهر المجتمع ويسقطها على اداء الحكومات، الا انه في الاعوام الاخيرة اصابت الكوميديا العراقية عدوى التهريج مع ان التهريج علم في اوربا، ولكننا للأسف نأخذ القشور من كل شيء ولا نتمعن في لب الموضوع.واضاف : على المسرح الكوميدي السياسي ان لا يهتم لزعل او رضا هذا السياسي او ذاك، بل يجب ان يكون العاملون فيه راضين عما يقدمونه من موضوعات ساخنة ولها علاقة مباشرة وحميمية بمعالجة قضايا المجتمع. الاعلامية غادة علاء قالت: لانحبذ الترويج للاعمال التي تتخذ من التهريج والاسفاف مادة لتسخر من المواطن بدلاً من التصدي لأوضاعه الصعبة وعلاقته بالسلطة، وهو ما طالعتنا به بعض الفضائيات لكن المواطن العراقي صار حصيفاً بنقاط الضعف والايجاب في أي عمل فني.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top