بعد ثبوت عدم صلاحها ..الكلاب البوليسية بديلاً عن أجهزة كشف المتفجرات

بعد ثبوت عدم صلاحها ..الكلاب البوليسية بديلاً عن أجهزة كشف المتفجرات

بغداد / وكالات بعد موجة من الانتقادات بسبب عدم كفاءة أجهزة كشف المتفجرات ، لجأت الحكومة الى الاستعانة بالكلاب المدربة كبديل عن الأجهزة غير الفعالة، في البحث عن المتفجرات. وكانت الشرطة البريطانية قد أعلنت الشهر الماضي توقيف رجل الأعمال جيم ماكورنيك مدير شركة \"ايه تي اس سي\" بتهمة الاحتيال بالتزامن مع إصدار قرار يمنع تصدير منتجات هذه الشركة من أجهزة الكشف عن المتفجرات.

 فيما اضطرت الحكومة للبحث عن خيارات أخرى بعد ان اكدت الفحوصات البريطانية والاميركية عدم جدوى وقدرة اجهزة الكشف عن المتفجرات على حماية المواطنين من التفجيرات الدموية. ويعد استخدام الكلاب البوليسية في الحواجز الأمنية ردا مباشرا على عجز أجهزة كشف المتفجرات التي أثيرت مؤخرا. ويقول العميد محمد مصحب، مدير وحدة الكلاب البوليسية التي يطلق عليها (كي 9) في كلية الشرطة في بغداد \"لدينا 47 كلبا مدربا للعثور على المتفجرات\". وعند إحدى نقاط التفتيش انطلق نيل الكلب الألماني من فصيلة الشيبرد البالغ من العمر 18 شهرا والذي وصل مؤخرا من الخارج، يتفحص إحدى السيارات بحثا عن متفجرات، وبعد لحظات سمح مدربه للسائق أن يمضي في طريقه. ويقوم الكلب نيل بحسب (ا ف ب ) والذي يرافقه مدربه العراقي بشم المقاعد الأمامية والخلفية بالإضافة الى البدن وصندوق السيارة، الأمر الذي يزعج السائقين. ولا يحبذ الكثير من العراقيين استخدام الكلاب، ويتجنب الكثير منهم لمسها. ويقول ضابط في الشرطة \"نحن نتحقق فقط من السيارات المشبوهة\". ويضيف هذا الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه، ان السائقين من الذين نخضعهم للتفتيش هم من الذكور نظرا لأنهم الأكثر ترجيحا لارتكاب هجمات انتحارية. والكلاب المستخدمة في العراق هي من فصيلة الشيبرد الالمانية، والبلجيكية (مالينويز) واللابرادور والتي يبلغ عمرها عاما واحدا وتبلغ كلفة كل منها ما بين 8000 الى 9000 دولار وتصل من الولايات المتحدة او هولندا مدربة تدريبا كاملا وأمامها عشر سنوات متوقعة من العمل. وعلى الرغم من حظر بريطانيا تصدير هذا الجهاز الا ان السلطات العراقية لا تزال تواصل استخدامه في الحواجز الامنية. ووضعت السلطات الحكومية خطة تقضي بنشر ستة كلاب في 18 حاجز تفتيش رئيسيا حول العاصمة بغداد في نهاية 2011، بالإضافة الى نشر عشرين كلبا في مراكز الشرطة الواقعة في شرق وغرب المدينة، وعدد آخر في المحافظات الـ17 المتبقية. وتتزايد المخاوف الأمنية في الفترة الأخيرة خصوصا في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من آذار المقبل. وتتعرض الحكومة ايضا لضغوط شديدة من خصومها الذين اتهموها بفشل خططها الأمنية بعد سلسلة الهجمات الانتحارية المنسقة التي راح ضحيتها أكثر من 400 شخص في بغداد خلال الستة أشهر الماضية. ومع تزايد تقنيات التفخيخ وانواع المتفجرات المستخدمة والتي تضم اخفاء المتفجرات داخل إطارات السيارات ما جعل من المستحيل اكتشافها بالعين المجردة، أصبحت الكلاب اكثر موثوقية في الكشف عن المتفجرات. ورغم أن الكلاب تصل الى بغداد مدربة تدريبا كاملا، الا أنها تحتاج الى فريق متخصص للعناية بها يضم بيطريين وفنيين ومدربين يأخذون دورات تدريبية لمدة تسعة اسابيع لزيادة قدرتها.ويعتقد عسكريون اميركيون، وهم اول من اثار الشكوك حول عدم فعالية اجهزة كشف المتفجرات، ان الكلاب وعربات اشعة اكس وهي اعلى سعرا، هي افضل وسيلة للوقاية من التفجيرات. ويستغرق نيل دقيقتين ونصف لتفتيش سيارة، بينما تصطف نحو سبعين سيارة أخرى بينها شاحنات وحافلات كبيرة في طابور في انتظار دورها. ويقول السائس حسين إسماعيل \"لا يمكنك استخدام الكلب في مثل هذه الطريقة في الشوارع.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top