الحكومة تفرض طوقا أمنيا لحماية مسيحيي الموصل وتفتح تحقيقا فـي الاعتداءات

الحكومة تفرض طوقا أمنيا لحماية مسيحيي الموصل وتفتح تحقيقا فـي الاعتداءات

بغداد/ علي ناجياعلنت وزارة الداخلية أن قواتها فرضت إجراءات مشددة، لحماية خمسة أقضية ونواح في محافظة نينوى، معظم سكانها من الطائفة المسيحية، فيما رأى برلمانيون ان خطوة الحكومة لحماية الطائفة متاخرة، مؤكدين ان الذي يستهدف المسيحيين هم القاعدة لزعزعة امن البلاد وعرقلة مسيرة الديمقراطية فيها. وقال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ:

 إن مجلس الوزراء قرر تشكيل لجنة للتحقيق في الاعتداءات التي استهدفت أبناء الطائفة المسيحية في الموصل في الآونة الأخيرة. موضحا في بيان تلقت (المدى) نسخة منه أمس الجمعة: إن تشكيل اللجنة يهدف إلى توفير إجراءات أمن إضافية لحماية الأفراد والممتلكات والمؤسسات الدينية المسيحية والتحقيق مع نقاط الحماية التي حدثت عمليات الاستهداف بالقرب منها، وفقا لما ذكره البيان. الى ذلك أكدت النائبة عن التحالف الكردستاني تانيا طلعت، ان إجراءات الحكومة جاءت متأخرة، ونحن في التحالف طالبنا بهذه الإجراءات في وقت سابق. وأضافت طلعت في تصريح لـ (المدى): إن هذا الاستهداف لم يأت للمرة الأولى ، حيث طالت مسيحيي بغداد ما أدت الى سفرهم الى خارج العراق، والطوائف الأخرى كالصابئة والشبك والإيزيدية، مؤكدة ان القاعدة ومن يتبعها هي التي تستهدف أبناء الموصل وغيرهم من المواطنين لعرقلة الانتخابات وزرع الرعب في قلوب المواطنين، مستبعدة أن تقوم الجهات السياسية بممارسة مثل هذه الأعمال. فيما قال النائب المستقل وائل عبد اللطيف: ان على الحكومة ان تحمي جميع أبناء الشعب وليس طائفة واحدة، وان حماية المواطنين احد اركان الدولة. موضحا في اتصال هاتفي لـ (المدى): ان القاعدة وما يتبعها من أمثال ما يسمى ابو عمر البغدادي، كانت قد هددت بعرقلة العملية السياسية في العراق، والآن هي تطبق أفعالها القذرة من استهداف طائفة معينة، مبينا ان هذه الاعمال تأتي لإقصاء المسيحيين من الانتخابات البرلمانية، متابعا ان الجهات السياسية لا تمارس مثل هذه الاعمال. من جهته قال مسؤول امني رفيع المستوى في وزارة الداخلية: ان اللجنة الأمنية المكلفة بالتحقيق في الجرائم الأخيرة التي طالت مسيحيين في المحافظة \"تواصل أعمالها ميدانياً لاستقصاء الحقائق في هذه الجرائم والتحقيق فيها من جميع الجوانب للوصول إلى الجناة المسؤولين عنها، مؤكدا أن قوات أمنية تابعة للوزارة فرضت إجراءات مشددة لحماية خمسة أقضية ونواح في محافظة نينوى، معظم سكانها من الطائفة المسيحية. وفي السياق ذاته كانت مصادر إعلامية محلية قد نقلت امس عن عضو مجلس محافظة نينوى عن قائمة عشتار المسيحية سعد طانيوس قوله: إن نحو ثلاثة آلاف طالب وطالبة من المسيحيين من سكان نينوى علقوا دراستهم الجامعية بمدينة الموصل خلال الأيام السابقة بسبب الخشية من تهديدات الجماعات الارهابية. واتهم طانيوس تنظيم القاعدة بالوقوف وراء تهديد الطلبة المسيحيين، منوها إلى أن \"عمليات استهداف المسيحيين أدت إلى مقتل المئات منهم، ونزوح الآلاف على مدى السنوات الماضية\"، واصفاً ذلك بالخطر الكبير، ليس فقط على المسيحيين، وإنما على الأقليات القومية والدينية كافة في البلاد، مضيفا أن \"المسيحيين طالبوا الحكومة المحلية والدولة بحمايتهم في السابق، إلا أنها لم تتخذ إجراءات جدية للحد من قتلهم\". كما نوّه بأن \"المسيحيين سيضطرون للجوء إلى الجهات الدولية لوضع حد لهذه الهجمات، في حال عدم تدخل الحكومة\" العراقية . يذكر أن مدينة الموصل شهدت منذ مطلع العام الحالي العديد من عمليات استهداف المسيحيين وكان آخرها يوم الثلاثاء الماضي حيث قام مسلحون مجهولون بقتل ثلاثة مسيحيين من عائلة واحدة، في هجوم على منزلهم غربي المدينة، وبعدها أعرب البابا بنديكتوس السادس عشر عن ألمه الكبير إزاء استهداف المسيحيين في الموصل، حيث قتل ثمانية منهم في غضون خمسة أيام. الى ذلك دعا مجلس مطارنة نينوى، أمس الجمعة، جميع المسيحيين لتنظيم مسيرات يوم الأحد المقبل احتجاجا على عمليات استهدافهم في مدينة الموصل، بحسب بيان أصدره المجلس. وجاء في البيان بحسب (آكانيوز) ان مجلس مطارنة نينوى يطالب بإيقاف المراسيم الدينية في الموصل احتجاجا على الأعمال المسلحة التي تستهدف المسيحيين في الموصل، ويطالب \" جميع المدن والبلدات المسيحية بتنظيم مسيرات احتجاجية يوم الأحد القادم التي تصادف الذكرى السنوية الثانية لاختطاف مثلث الرحمة المطران مار بولص فرج رحو\". ودعا المجلس في بيانه أيضا \" المسيحيين والمسلمين كافة الذين هم ضحايا العنف للصلاة من اجل السلام وعودة الأمن الى البلاد وعودة روابط المحبة والتآخي والتضامن بين جميع أديان وقوميات مدينة الموصل\". وطالب المجلس في بيانه \"الحكومة المحلية في نينوى والحكومة التحادية في بغداد بتحمل واجباتها في حماية المواطنين جميعا مسلمين ومسيحيين و جميع الأقليات الدينية\".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top