د. فلاح حسن الخطّاط في المنتدى العراقي بباريس..الوضوح والمقروئية فـي تصميم أبجديات الحروف

د. فلاح حسن الخطّاط في المنتدى العراقي بباريس..الوضوح والمقروئية فـي تصميم أبجديات الحروف

ضيّف (المنتدى العراقي في باريس)، وضمن مناهجه الثقافية د. فلاح حسن الخطّاط في محاضرة عنوانها (الوضوح والمقروئية في تصميم أبجديات الحروف الطباعية .. الصحافة العراقية أنموذجاً)، قدّمه فيها د. جمال العتابي متحدثاً عن أهمية الموضوع وحيويته رغم كونه يبدو خارج الاهتمامات الساخنة للعراقيين الآن، مؤكداً استمكان القطيعة التي واجهت هذا النمط من أشكال الحروف الجديدة المستخدمة في الطباعة بواسطة الحاسوب، رغم أن اساليب الطباعة والتصميم الالكتروني كانت باعتراف الجميع تُعد من الإنجازات الكبيرة في مجال الطباعة والتصميم الطباعيين ليس فقط في مجالي الصحافة والتأليف. ثم تحدث عن المحاضر قائلاً بأنه، واحد من أهم المشتغلين في حقل التصميمات الصحافية، وعمل مسؤولاً عن تصميم العديد من الصحف والمجلات والمطبوعات العراقية، وصمّم عشرات اللوغات المهمة والتي اتسمت بالابتكار والحداثة والمغايرة، وهو يعمل الآن تدريسياً لمادة الإخراج الصحفي  في كلية الإعلام - جامعة بغداد . وقد بدأ الخطّاط حديثه مؤكداً على اهمية ايجاد هوية متميزة للمطبوع من خلال الفونت واللون والتصميم واللوغو الخاصة، ثم تتبع رحلة التحول المفصلي والتأريخي للحرف العربي من هندسيته الأولى إلى نمط الحروف اللينة المتصلة على يد الخطاط ابن مقلة، ومساهمات من جاء بعده من الخطّاطين، وأكد أن المشكلة الحالية هي تصميم أبجديات عربية مطواعة ومقبولة في الطباعة بالحروف العربية، إذ للحروف العربية خصيصة متفردة في كونها حروفاً متصلة وليّنة، أي ليست هندسية ومنفصلة. وتتبع الخطاط المحاولات الأولى التي جرت في إيطاليا وقام بها مصممون إيطاليون، أما في العراق فكانت أولى تلك المحاولات المهمة هي أبجدية الصكار في السبعينات من القرن الماضي، ثم محاولات ناظم رمزي وكان وقتها تطبع تلك الأبجديات ورقياً، ثم محاولة سامي العتابي ثم أبجدية صادق الصائغ. وقد تعرضت هذه المحاولات للاتهام من قبل جهات متعددة بأنها تشويه للخط العربي وإنها متأثرة بالحروف العبرية وغير ذلك من الاتهامات التي وصلت حد الانضمام الى الماسونية!.  وقد كانت أهم العقبات وجوب توفر تلك الأبجديات على خصائص: المقروئية وطواعيتها للاتصال مع بعضها، وتقليل عدد الحروف، وجماليتها، كما وأوضح الخطّاط أن له محاولة جارية الآن من اجل تصميم حرف حالياً وبثلاثة أوزان تستوعب حاجات العناوين، والعناوين الداخلية والمتون.. وقد جرت مناقشات مهمة شارك فيها العديد من الحاضرين ومنهم كاتب السطور، حيث أوضح أن الصعوبات التي واجهت المصممين كانت: تحقيق المقروئية، وتقليل عدد الحروف الى أقل قدر ممكن، وتحقيق سهولة في اتصال الحروف ببعضها وحسب موقع الحرف من الكلمة، كانت غالبيتها بسبب الطبيعة اليدوية لصف الحروف أولاً ثم افتقار المبرمجين الى مهارة البرمجة، والى المعرفة في أسرار الخط العربي، حيث يتفرد الحرف العربي بخصائص من الصعب تطويعها للطباعة إلا بثلاث (خسائر) لابد من تقبلها:  أولاً، إزاحة القداسة عن الحرف العربي والتفريق بين الحرف كونه خطّاً ينتمي الى حقل الفن وبين الحرف الذي ينتمي الى حقل الطباعة والمهمات التجارية كإعلانات الشوارع واللافتات وتصاميم اللوغات وغيرها، وهو أمر بدأ تقبله والإقرار به بسهولة، فالخط العربي وان تضمن دلالة لغوية إلا أنه واقعة جمالية (شيئية) مستقلة عن دلالات النص وعن الجوانب التقوية والدعوية والاخلاقية والايديولوجي.. ثانياً، الاقتراب بدرجة ما من الهندسية، غير المستساغة، لتحقيق الاتصال السلس بين الحروف. ثالثاً، زيادة عدد الحروف المستخدمة، وهو أمر لا مفر منه خلافاً لأبجديات الحروف اللاتينية. وإن هذه المعضلات تحل الآن بفعل الاشتغال بالحاسوب وقدرة الذكاء الصناعي على حل مشاكل الطباعة بسرعة فائقة ودقة متعاظمة بمرور الوقت، حيث انتجت العديد من الخطوط الطباعية التي لا تفارق نماذج الخط العربي في خطوط مهمة كالنسخ والخطوط الكوفية، أما المعضلة، فمازالت قائمة في خطوط النستعليق والديواني لصعوبة ضبط امتداداته في بعض الحروف وصعوبة إمكانية ضبطها.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top