ريبورتاج:  إطلاق الحملة الوطنية لإدامة مدينة بابل الأثرية

ريبورتاج: إطلاق الحملة الوطنية لإدامة مدينة بابل الأثرية

تستمر الجهود الحكومية والشعبية في ملف ضم بابل للتراث العالمي اليونسكو، إذ انطلقت حملة تنظيف وادامة المدينة الأثرية وبمشاركة 1000 موظف من منتسبي مفتشية آثار بابل اضافة الى الجهد البلدي للمحافظة وقيادة شركة بابل، والعديد من منظمات المجتمع المدني والدوائر الحكومية التي ستشارك في الحملة على مدار أيامها السبعة.

 

رئيس فريق ادراج بابل على لائحة التراث العالمي مدير عام الدائرة الادارية لوزارة الثقافة رعد علاوي، قدّم شكره وتقديره للاستجابة السريعة والمثمرة لتحشيد طاقات الموارد البشرية كافة والكوادر المتقدمة في المحافظة والدور الكبير الذي تقوم به هذه الدوائر متمثلة بقيادة شرطة المحافظة والدوائر البلدية. مبيناً: أن هناك خطوات أخرى مقبلة ستسهم في اعادة البريق والجمال للمدينة الأثرية، وإن الاستعدادات قائمة لأجل الادراج على لائحة التراث العالمي.
المشاركة الشعبية الفاعلة في تنظيف المدينة من قبل شرائح مجتمعية عدّة في بابل، اثبتت مدى تمسك العراقي بحضارته الضاربة في القدم. وليد محسن متطوع في حملة التنظيف والتأهيل، عبّر عن سروره وهو يشارك بهذه الحملة التي وصفها بالوطنية كونها تسهم في تقديم وجه حضاري مشرق للعالم..
فيما بيّنت المواطنة هيام كريم، أن المشاركة في هكذا حملة بمثابة وسام شرف، إذ عدّتها خطوة من بين خطوات عدّة للنهوض بالواقع الجمالي لمدينة بابل، التي تستعد لإدراج في لائحة التراث العالمي وهو استحاق تأخر كثيراً، داعية كل الجهات الى تقديم المزيد من العمل في سبيل تحقيق هذا الإنجاز المهم.
الدوائر العاملة في مدينة بابل، شاركت أيضاً في الحملة الوطنية للتنظيف والتأهيل، ومنها مديرية شرطة المحافظة التي شاركت بعدد من آلياتها وكوادرها، اضافة الى الدوائر الأخرى التي ستشارك في الأيام المتبقية من حملة التأهيل التي ترمي الى تنظيف الشوارع الرئيسة للمدينة الأثرية وأبنيتها ونصبها المتعددة. من جانبه، قال الأمين العام لمجلس بابل عقيل الربيعي: إن انطلاق حملة التنظيف في المحافظة، تأتي للإيفاء بمتطلبات هيئة اليونسكو بعد إدراج مدينة بابل الآثارية على لائحة التراث العالمي، مبيناً أن الجهد الفني والهندسي في دوائر وزارة الموارد المائية في بابل، نفذ عمليات كبيرة لكري وتنظيف الأنهر والبحيرات في مدينة بابل، لجعلها أنهرَ جميلة ينساب فيها الماء من شط الحلة، بدلاً من وضعها الحالي كمبازل اضافة الى تأهيل الساحات والمرافق العامة. مبيناً: أن وزارة الكهرباء تعمل على تأهيل الشبكة الكهربائية في المدينة الأثرية من أجل إضاءة المدينة والشوارع المحيطة بها.
وأكد الربيعي في تصريح صحفي: أن تأهيل مدينة بابل سيكون له الأثر الكبير في جذب السيّاح والمهتمين بإدراج المدينة ضمن التراث العالمي لزيارتها، لتكون صرحاً حضارياً من جديد واظهاره بشكل يليق بمكانة المحافظة التراثية وموقعها في الحضارة الانسانية. مشيداً: بـالجهود المبذولة من قبل الناشطين المدنيين و الإعلاميين في حملة ادراج بابل ضمن التراث العالمي، مؤكداً أن تضافر جهود أبناء المحافظة، سيعيد لمدينتهم مكانتها كأول حضارة على الأرض. متابعاً: نسعى لافتتاح اقسام لدوائر الدولة ضمن المدينة حتى يكون العمل فيها مستمراً بدون انقطاع.
لكن هل تكفي هذه الحملات التي تجري بإمكانيات متواضعة وبسيطة وبمبادرات شخصية وهل هي بمستوى الطموح لإدراج بابل في التراث العالمي. توفيق يحيي، مختص بشؤون الآثار والسياحة، دعا الى اهمية ايجاد خطط مدروسة وفق رؤى وتصورات حديثة تأخذ بنظر الاعتبار عمر المدينة واهمية الآثار. منوهاً الى ضرورة إشراك الدوائر البحثية والأكاديمية في الملف والترويج له، مع ضرورة التثقيف الشعبي لهذا الإدراج وفوائده.
يحيي، شدّد أيضاً على ضرورة أن تأخذ الحكومة دورها بهذا الشأن، وتخصص المبالغ اللازمة للتأهيل والصيانة والتنظيف والترويج الإعلامي الذي يُعد من الأمور المهمة في الحملة، كذلك استقبل المقترحات الموضوعية من قبل كل الجهات والمختصين بالشأن الآثاري، عاداً إدراج بابل مشروعاً وطنياً يستحق الاهتمام والعمل. الاستعدادات تنوعت بين حملات تأهيل واجتماعات ولقاءات مع منظمات ووفود دولية معنية بهذا الشأن، إذ التقى وفد من خبراء منظمة اليونسكو ضم السيندرا بيروز والسيد مصطفى الخنوسي، بوكيل الوزارة لشؤون الآثار قيس حسين رشيد، والمركز الايطالي ورئيس فريق إدراج بابل على لائحة التراث العالمي ومدير عام الدائرة الإدارية في وزارة الثقافة رعد علاوي في بغداد لمناقشة كل ما يتعلق بإدراج ملف مدينة بابل على لائحة التراث العالمي مع الفريق المكلف بكتابته والمعنيين في الهيئة العامة للآثار والتراث، للتداول في الترتيبات الخاصة بالملف وما توصلت إليه اللجنة العاملة على الملف.
كما أقام الوفد وخلال زيارته لمدينة بابل الأثرية عدداً من الورش في مدينة بابل والمركز الايطالي، استمرت لعّدة أيام، وذلك لتوضيح واستكمال الآليات الخاصة بالملف ومناقشة فقراته من اجل تبادل الخبرات بما يخدم هذا المشروع الوطني الكبير ومن خلال الزيارات والجولات الميدانية للمواقع الأثرية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top