عراقيون عائدون من المهجر.. مواطنون من دون وطن

عراقيون عائدون من المهجر.. مواطنون من دون وطن

أُجبر أحمد العظمي على ترك البلد حين هدد مسلحون بقتله وداهموا بيته لأكثر من مرة لأسباب طائفية ,وبعد انحسار العنف في العراق بشكل نسبي عاد إلا انه يروم الرحيل مرة أخرى بسبب ضياع أحلامه في الداخل .
الأعظمي تحدث لـ"المدى"، "انه غادر إلى سوريا في عام 2006 بعد أن انفجرت قنبلة محلية الصنع بالقرب من ابن أخيه ، مرعبة الصبي ، فيما هدد المسلحون بقتله.
وفي إحدى ليالي بغداد ، كان يجد صعوبة في السيطرة على تنفسه حين يتحدث عن التفجيرات اليومية في الحي الذي يقيم فيه .
وأضاف "لا يوجد أمن هنا،  ، وعلى سبيل المثال ، كنت مرة  في شاحنة أخي حين فتح مسلحون النار على الجسر ،  وقتل صديقي أمامي بسكين ،لقد تم تدمير حياتي  ووالدتي بحاجة إلى إجراء عملية جراحية لعينيها ، وليس لديّ المال الكافي .نحن بحاجة إلى المساعدة المادية"   .
وقبل أن يسرق المسلحون بضاعة محله في عام 2006 كان وارد الأعظمي  من العمل في محله الذي يعرض أدوات الكهرباء لا يقل عن "ألف دولار" في الشهر بينما كان يخطط للزواج, وبعد تكرار سفره إلى دول مختلفة بحثا عن مورد عمل آخر عاد للعراق دون ذلك، ومنذ عودته إلى بغداد وهو يكافح للعثور على فرصة عمل .
وذكر الأعظمي " أنني دفعت أموالا كثيرة لأكثر من مرة لصالح مهربين مقابل حصولي على فرصة مغادرة البلاد نحو النمسا مرة والى ايطاليا مرة أخرى, لكن في كل مرة يؤخذ مالي دون آمالي .  
وزاد " الحياة كانت أفضل في سوريا ، لكني لم اعثر على عمل هناك,والشيء نفسه ينطبق على الأردن وتركيا وكان العيش مكلفا هناك ،لهذا السبب كان علي أن أعود لكن بلدنا يتغير يوميا إلى الأسوأ " . 
أبو فاروق هو الآخر الذي فقد زوجته بعد سقوط قذيفة هاون على منزلهما، متحدثا لـ "المدى"، إن " الشيء الوحيد الذي يقف في طريق سفري الآن هو أني لا أملك المال، فنحن عراقيون بالاسم فقط لا نملك أية حقوق في هذا البلد " .
وأضاف " عند الرجوع من سوريا ، وجدت الأمر مازال مثلما كان ، وأنا 
" أفكر يوميا بالسفر إلى أي دولة في العالم، لتكون لدي كرامة واستطيع العيش مثل بقية البشر ولكن الأموال التي خسرتها في سفري الأول تعيق ذلك " . وأوضح "تفاجأت عند عودتي من الهجرة  باحتلال منزلي من قبل عائلة لا اعرفها، فيما أتابع أن الوضع الأمني هش عكس ما وصفته السلطات بمطالبتها لنا مغادرة بلدان المهجر والعودة للبلاد، مما اضطرني إلى الإقامة عند احد أقربائي لكن إلى متى لا اعرف " .يذكر أن الأمم المتحدة وضمن برنامجها توفر بعض تكاليف النقل وراتبا بسيطا للعائلات العائدة ، وبأقل من 4 في المئة من العائدين تمكنوا من الاستفادة من البرنامج .
ويرى خبراء أن سبب الهجرة الثانية يعود إلى استمرار العنف والنقص الشديد في الوظائف إضافة إلى أن العراقيين العائدين بدأوا يتسربون إلى الخارج، في وقت يبدو فيه العراق مستقراً، وأن هذه الهجرة الجديدة تظهر المدى الذي لا تزال فيه الدولة بعيدة عن أن تكون مستقرة أو آمنة .
هجرة جماعية ثانية
وتشير تقارير الحكومة العراقية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إلى أن نحو 200 ألف لاجئ عراقي عادوا منذ 2008 من بين أكثر من مليونين غادروا البلد منذ الغزو الأميركي,كذلك تشير إحصائيات الحكومة العراقية إلى أن 18240 لاجئاً عراقياً عادوا إلى العراق خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، فيما عاد 89700 عراقي إلى منازلهم التي كانوا قد هجّروا منها داخل العراق .ووفقا للتقرير، فإن مقدمي طلبات اللجوء في سوريا ارتفع إلى أكثر من 50 في المئة منذ شهر أيار الماضي,وأشارت المفوضية في هذا الشأن إلى بدء هجرة جماعية ثانية للعراقيين الذين كانوا قد عادوا إلى العراق عقب اضطرارهم إلى الفرار من بلادهم بعد المجازر التي تعرض لها العراقيون بسبب غزو الولايات المتحدة واحتلالها العراق في آذار 2003 .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top