ريبورتاج  : مظلات انتظار الحافلات مهجورة ومحطّمة ووزارة النقل تتفرج

ريبورتاج : مظلات انتظار الحافلات مهجورة ومحطّمة ووزارة النقل تتفرج

ثمة اكثـر من مظلة انتظار حافلات نقل الركاب في شارع السعدون، لكن جميعها غير صالح للجلوس والانتظار بسبب تحطم المصاطب وكثـرة النفايات أو بسبب استخدامها من بعض المشردين كمأوٍ في الليل، فيما تحول عدد آخر منها الى مكان لرمي السكراب والنفايات، يحدث ذلك دون متابعة من أمانة بغداد أو وزارة النقل، التي يفترض أن يلتزم سائقو الحافلات الوقوف في الأماكن المخصصة للتوقف، لكن اغلبهم يتوقف أينما يريد، حتى وإن كان في منتصف الشارع وعلى حساب حركة السير.
يقف المواطن رعد محمد، أمام احدى المظلات قرب محطة وقود السعدون منتظراً حافلة الطابقين المتجهة صوب البياع، وهو يمعن النظر بالمظلة المكسّرة من كل الجهات، وبسبب الروائح الكريهة الصادرة منها، قطع بضع خطوات الى الأمام، لكن الحافلة التي لوّح لها بيده لم تتوقف، وبعد أن استفسر عن السبب من مواطن آخر، أخبره أنها تأتي بالركاب من البياع فقط. استغرب الأمر وصعد سيارة كيا وهو يلقي نظرة أخيرة على المظلة..
فيما تنظر الموظفة مروة احمد، الى حالة المظلة المحطّمة في شارع بغداد الجديدة، وهي تنتظر خط الدائرة، تذكرت كيف كان أول أيام نصبها جميلة مرتّبة، لكن الأيادي العابثة وصلت إليها وحولتها الى حطام. متساءلة عن سبب الإهمال من قبل وزارة النقل التي يفترض بها متابعة الموضوع ودوائر البلدية التي يفترض بها رفع النفايات..
على مقربة من وزارة النقل، ثمّة مظلة ربما تعود الى فترة السبعينيات، فقد شيّدت من الخرسانة الجاهزة، ورغم وقوفها الواضح، لكن ثمة مخاطر من سقوطها في أية لحظة، لذا يفضّل اغلب الناس عدم الانتظار قربها فيما لم تحرك وزارة النقل ساكناً لمعالجة أمر هذه المظلة التي حتماً يشاهدها أغلب مسؤولي الوزارة وموظفيها.
شارع النضال الذي يقطعه اكثر من خط لحافلات نقل الركاب ذات الطابقين، يكاد يخلو من أيّ مظلة صالحة للانتظار بسبب التخريب والعبث الذي طالها والإهمال الذي تركها على حالها، في ما يبحث المواطنون عن اماكن انتظار ملائمة تقيهم حرارة الصيف وأمطار الشتاء.
مشتاق فيصل، يفضّل التنقل بالحافلة والصعود الى الطابق الأعلى، يشير الى المظلات المهملة والمحطّمة التي من المفترض أنها إحدى ميزات الشارع الجمالية والحضارية التي يأسف لإهمال الجهات المعنية لها.. فيما أوضح زيد الحسن، طالب جامعي، كنت احلم أن انتظر الباص أو الحافلة في المظلة، كما اشاهد ذلك في الافلام، لكن الذي يبدو اننا كعراقيين محرومون من ممارسة هكذا تقاليد متحضرة تحفظ للإنسان كرامته. متذمراً من وضع الحافلات الحالي الذي يحتاج الى حملة تأهيل وصيانة ومتابعة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top