رغم إعدام 316 ألف دجاجة وخسارة المليارات... مخاطر انفلونزا الطيور تتحيّن الفرص

رغم إعدام 316 ألف دجاجة وخسارة المليارات... مخاطر انفلونزا الطيور تتحيّن الفرص

منذ نحو شهرين وحقول الدواجن في بعض المحافظات تعيش حالة من القلق والهلع نتيجة انتشار المرض في عدد من الحقول، ما تسبّب بإعدام مئات الآلاف من الطيور نتيجة اشتباه إصابتها بفايروس (انفلونزا الطيور) الأمر الذي تسبّب بخسائر مالية كبيرة لأصحاب تلك الحقول الذين بيّنوا أن ثمة تآمراً على الإنتاج الوطني من الدجاج والبيض بعد أن عاد الى صدارة طلبات المواطن العراقي..

 

رفع الحظر
عن حقول ديالى
يقول وسام التميمي، إن ما حدث في الأسابيع الماضية كان مخيفاً لأغلب أصحاب حقول الدواجن في محافظة ديالى بعد انتشار شائعة الإصابة بالفايروس، خاصة أن أغلبهم وضع رأسماله في مشروع دواجن يهدف الى إنعاش الاقتصاد الوطني، لكن التميمي توقّف أمام عدم اللامبالاة الحكومية بالأمر، على حدّ قوله، مشكّكاً بوجود المرض، عادّاً ذلك مؤامرة تستهدف النيل من الإنتاج الوطني والسماح للمستورد بأن يتسيّد السوق المحلية. وفي ما يخص قرار المنع بدخول منتجات الدواجن في محافظة ديالى إلى بغداد، أورد التميمي أن هذا القرار رغم الاجراءات الاحترازية لمنع انتشار المرض في مدن أخرى كما أعلنت الجهات المسؤولة، لكنه مجحف وغير مدروس، متسائلاً عن سر وصول طبقة البيض المستوردة الى ثلاثة آلاف دينار، اثناء فترة المنع؟! الأمر الذي دفع بأصحاب الحقول غير المصابة بالفايروس، الى التظاهر أمام مبنى مجلس المحافظة للمطالبة برفع حظر التسويق عن منتجات حقولهم ومطالبة حكومة ديالى، بتنفيذ مطالبهم التي منحتها إليهم خلال التظاهرة الماضية، لإنقاذهم من خسائر مادية جسيمة في حال بقاء الحظر فترة أطول. الى ذلك أعلن مجلس محافظة ديالى، عن اتفاق على فتح طريق أمام اصحاب الدواجن لتسويق منتجاتهم صوب بغداد، ولكن بشروط محدّدة. وقال المجلس في بيان صحفي، اطلعت (المدى) على نسخة منه، تم عقد اجتماع مع قائد عمليات دجلة بحضور عدد من أعضاء مجلس المحافظة وأصحاب حقول الدواجن ومدير المستشفى البيطري في ديالى لمناقشة الأمر، بعدما استقبل عدداً من ممثلي اصحاب حقول الدواجن الذين خرجوا بتظاهرات للمطالبة بالسماح لهم بالمرور ونقل الدواجن غير المصابة بمرض انفلونزا الطيور. وأضاف البيان، أن قائد عمليات دجلة، أكد على السماح وتسهيل مرور العجلات التي تحمل منتجات الدجاج غير المصابة بأيّ مرض عبر الطريق السياحي (النهروان) صوب بغداد، شرط أن تخضع للفحوصات الطبية والتراخيص من قبل المستشفى البيطري للحفاظ على صحة وسلامة المواطن.
سبق وأن أعلنت المنظمة العالمية للصحة الحيوانية (حكومية دولية)، أن بغداد أبلغت عن رصد تفشٍ للسلالة (إتش 5 إن 8) الشديدة العدوى من فايروس أنفلونزا الطيور في ديالى، وأوضحت المنظمة، ومقرها باريس، نقلاً عن وزارة الزراعة العراقية، أن الفايروس اكتشف في 27 كانون الأول الماضي، في مزرعة تضم 43 ألف طائر، وأدى إلى نفوق 7 آلاف و250 منها.


إعدام 316 ألف دجاجة
ومع اشتداد أزمة الدواجن المحلية واصابة عدد منها بفايروس انفلونزا الطيور، أعلنت رئاسة جامعة الكوفة، عن تمكن إحدى التدريسيات من اكتشاف لقاح لمرض انفلونزا الطيور، لافتة الى أن اللقاح أنتج محليّاً ومتوافق مع البيئة العراقية. وقال رئيس الجامعة محسن الظالمي في تصريح صحفي: إن التدريسية فادية مهدي العميدي من كلية العلوم، اكتشفت لقاحاً لمرض انفلونزا الطيور والأشخاص، مبيناً أن اللقاح جرّب على ستمئة شخص". مضيفاً: أن اللقاح أنتج محلياً ومتوافق مع البيئة العراقية ويشفي نهائياً.
ويلفت الظالمي: إلى أن اللقاح المستورد لا يحصّن المصاب، ويُصاب به أكثر من مرة. مؤكداً: أن اكتشاف اللقاح سجّل براءة اختراع للتدريسية المخترعة، مبيناً أنه تمت مخاطبة وزارة الصحة لإنتاجه ونشره.
وبعد أن أعدمت 316 ألف دجاجة منذ انتشار المرض‎ في كانون الأول 2017‎، أعلنت وزارة الزراعة العراقية، القضاء على انفلونزا الطيور بالعراق، وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف، إنه تم إنهاء وجود انفلونزا الطيور بالعراق، ولم يتم رصد أية إصابات جديدة بعد أن تم إعدام 316 ألف دجاجة لغاية الآن في محافظات ديالى وبابل وبغداد، معلناً أن الفرق البيطرية مستعدة لأيّ طارئ وهي بحالة استنفار تحسباً لظهور إصابات جديدة .
وكانت النائبة عن ديالى غيداء كمبش، دعت مجلس النواب الى عقد جلسة خاصة لمناقشة ملف انفلونزا الطيور في المحافظة وتعويض أصحاب حقول الدواجن. وبحسب وكيل الوزارة مهدي القيسي، فقد تمت السيطرة الكاملة على مرض انفلونزا الطيور الذي ظهر في بؤر صغيرة في محافظتي ديالى وبابل. وطمأن القيسي المواطنين ومربّي الثروة الحيوانية، بأن المرض لا يشكل أيّ خطورة أو تسرب إلى المناطق الأخرى. لكن الطبيب البيطري الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، بيّن أن أيّ أزمة أخرى في قطاع الدواجن أو الاشتباه بالإصابة بمرض انفلونزا الطيور، ستكون خطيرة في ظل نقص المواد الطبية والمختبرية التي تشكو منها أغلب العيادات البيطرية، خاصة تلك القربية من الأماكن التي أشّرت فيها اصابات. لافتاً الى أن الفايروس يمكن أن يتحرك أسرع من الكوادر الطبيبة البيطرية في ظل الاجراءات الأمنية الاحترازية التي وصفها بالمبالغ فيها، وتتسبّب بعرقلة عمل الفرق البيطرية التي تحتاج هي الأخرى الى المواد والأجهزة الخاصة بمكافحة الفايروس.
ويعزي مختصون بالشأن الطبي البيطري، الى وجود الطيور البرية التي تعتبر العامل الأساس والمباشر لنقل الإصابة من موقع إلى آخر، خاصة وأن المنطقة الوسطى شهدت هذا العام، وصول أعداد كبيرة من البطّ المهاجر، مما رفع من احتمال زيادة انتشار الوباء في أكثر من موقع بمختلف مناطق العراق القريبة من الحقول التي أصيبت بالمرض. في ذات الوقت استغرب عدد من أصحاب الدواجن من عدم منع الاستيراد الخارجي، خصوصاً من الدول التي سجّلت انتشاراً واسعاً للوباء، مطالبين في الوقت ذاته، الحكومة بإيقاف استيراد الأفراخ والدجاج والبيض من إيران، وتشديد الرقابة على الحدود، والقيام بحملة تفتيش وفحص في المحافظات الأخرى، للتأكد من سلامة حقولها من المرض.
رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية فرات التميمي، أكد أن خسائر مربي الدواجن في محافَظَتَي ديالى وبابل تجاوزت حاجز الخمسة مليارات دينار، فيما دعا الحكومة إلى تسريع وتيرة التعويضات. منتقداً التلكؤ الحاصل من قِبَل وزارة الصحة والبيئة والمالية، في التعاطي مع ملف التعويضات للمواطنين، خاصة وأن تلك المشاريع هي ستراتيجية، وتهمّ المواطنين بشكل عام، ولا يمكن التهاون فيها. موضحاً أن أغلب الإصابات التي حدثت هي في مشاريع بيض المائدة، وهو ما يهدّد الأمن الغذائي لتلك المحافظات.
مثنى الزيدان، يملك أكثر من حقل دواجن قرب العاصمة بغداد، أبدى تذمّره من الاجراءات الحكومية الخاصة بمكافحة مرض انفلونزا الطيور، بطرق غير مجدية تفتقر الى العلمية الميدانية، كما أبدى استغرابه من عدم منع دخول الدواجن والطيور من الدول التي أعلن عن انتشار المرض فيها، خاصة دول الجوار، إيران والسعودية، لافتاً الى منع البحرين والإمارات دخول أي طيور من السعودية الى متاجرهما. رزاق العامري، صاحب حقل دواجن، دعا الجهات المعنية الى مكافحة المرض واستئصاله لا محاربة اصحاب حقول الدواجن في رزقهم ورزق عوائهم والعاملين معهم. منوهاً الى أهمية ضبط الحدود خاصة مع دول الجوار لمنع انتشار المرض وتفشّيه في انحاء البلاد، بالتالي إلحاق الضرر بالإنتاج الوطني.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top