داعش ينجح بفتح ثغرة بطول 50 كم شرقي ديالى بعد انسحاب عمليات دجلة

داعش ينجح بفتح ثغرة بطول 50 كم شرقي ديالى بعد انسحاب عمليات دجلة

 بغداد/ وائل نعمة

يسحب تنظيم داعش الأنظار هذه المرة الى شرقي البلاد، حيث تدل تحركات مشبوهة وعمليات مسلحة مقابلة هناك على تواجد التنظيم قرب الحدود العراقية - الإيرانية.
ودفعت تلك التحركات قيادات عسكرية الى قضاء عدة ليال في مناطق شرقي ديالى للتعرف على حقيقة الاوضاع ، خاصة بعد نصب مسلحين كمائن لقتل المارة.
وقتل الاسبوع الماضي، ضباط وجنود أثناء مرور رتلهم العسكري بين بلدتي مندلي وبلدروز في شرقي ديالى بكمين نصبه مسلحون. وعقب الحادث قررت القيادة منع التجوال بعد حلول الظلام في طريق طويل يمتد لمئات الكليومترات من وسط ديالى الى الحدود مع إيران.
وبحسب مسؤولين، هناك عشرات المسلحين يعيشون في مناطق وعرة ومشتركة بين ديالى وصلاح الدين، مرجّحين تصاعد الهجمات في ديالى باستخدام انتحاريين اذا لم يُضبط الأمن هناك.
وواجه داعش عقب إعلان تحرير العراق من سيطرة المسلحين نهاية العام الماضي، أزمة مكان اضطرته الى إحياء تحالفات قديمة مع جماعات متطرّفة جمعت في ما بينها العزلة.
ومؤخراً، حاول التنظيم التنسيق مع متطرفين إيرانيين لإيجاد موطئ قدم له عند الشريط الحدودي الشرقي للعراق، مستغلاً وجود ثغرات أمنية. وظهر في الأيام الأخيرة، تنظيم داعش مع بعض الحلفاء القدامى بشكل مفاجئ في مدينة حلبجة، حيث كان يخطط لهجمات من هناك قبل ان يتم تفكيك الشبكة الارهابية.

حظر تجوال في طريق رئيس
بدوره يقول مصدر أمني في ديالى طلب عدم ذكر اسمه إن "قيادات عسكرية رفيعة قررت قضاء عدة ليال في مناطق شرقي ديالى، بعد ورود معلومات عن تحركات للمسلحين هناك". وأكد المصدر في تصريح لـ(المدى) أمس أن "القيادة العسكرية في ديالى قررت حظر التجوال في طريق ستراتيجي يربط مدينتي مندلي وبلدروز، كحل مؤقت قد يمتد لأسبوع أو أكثر، لمنع تكرار نصب مسلحي داعش لكمائن في الطريق".
ومساء الأربعاء الماضي تعرض رتل عسكري مكون من 6 عجلات لإطلاق نار كثيف أثناء مروره في ذلك الطريق، وتسبب الحادث، بحسب المصدر، الى إعطاب عجلتين وقتل 5 عسكرين بينهم ضابطان.
ويبلغ طول الطريق مسافة تتجاوز 250 كم، لكنه يمر في مناطق وعرة وجبلية، حيث يمكن لعناصر التنظيم الاختباء بحيث يصعب العثور عليهم.
ويتواجد عدد من قوات الشرطة وفوج من الجيش لحماية ذلك الطريق، لكن المصدر يقول إن داعش يستغل بعد وجود السيطرات الرسمية، حيث تفصل عشرات الكليومترات بين الواحدة والأخرى".
وشن داعش خلال هذه الفترة أكثر من هجوم في الطريق، بعضها على عناصر في أحزاب كردية، فيما يقول المصدر إنه في بعض مدن ديالى قام داعش" بتنفيذ هجمات عن بعد 10 كم فقط عن حاجز تفتيش للشرطة.

حواجز تفتيش وهمية
وسجلت في الأسابيع الأخيرة عدة عمليات نفذها التنظيم في المدن المحررة، بإسلوب السيطرات الوهمية، مستخدماً أزياء وسيارات عسكرية.
وفي الاسبوع الماضي، قُتل نحو 15 مدنياً في ليلة واحدة بطريقة بشعة في الطريق الرابط بين بغداد وكركوك. وتعتبر العودة إلى أسلوب السيطرات الوهمية، تطوراً خطيراً في حركة التنظيم بعد تحرير المدن، حيث تعيد تلك المشاهد الى الذاكرة ما كان يحدث قبل سقوط الموصل.
من جهته دعا عبد الخالق العزاوي، عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى، الى "نشر كاميرات مراقبة في الطريق بين بلدروز ومندلي، لمنع تكرار الهجمات". وأكد العزاوي لـ(المدى) أمس أن "مناطق شرقي ديالى مفتوحة على حدود إيران والى مدينة الكوت، حيث تتضمن مساحات جبلية وعرة".
ويختبئ داعش في طيات الجبال وبعض الكهوف الطبيعة، خاصة في سلسلة جبال حمرين، فيما يقول المسؤول المحلي إن "هناك 20 قرية ضمن حدود صلاح الدين وقريبة من ديالى غير محررة".
وكان تشرف على مناطق شرقي ديالى ثلاث قيادات عمليات، هي عمليات سامراء، وصلاح الدين، ودجلة، وانسحبت الأخيرة مؤخراً بعد تكليفها بمهام داخل ديالى، فيما بقيت المهام موكلة للبقية.
وبحسب العزاوي فإنه كان من المفترض أن تشارك عمليات سامراء بفوج لحماية مناطق شرقي ديالى بعد التغيرات الاخيرة في مهام القيادات العسكرية، لكنه أمر لم يحدث لأسباب غير معروفة.
ومنذ إعلان تحرير مناطق ديالى من سيطرة داعش في 2015، لم تجر عمليات تطهير حقيقية. ويقول المسؤول المحلي إن "داعش استغل تلك الفرصة ليتواجد في مناطق هشة في الزور والعظيم شمالي ديالى، بالاضافة الى شرقها".
وكانت القوات العسكرية قد اعلنت أكثر من مرة تطهير مناطق الجبل في حمرين، إلا أن التقارير الأمنية تؤكد استمرار وجود المسلحين هناك منذ عدة سنوات .
وفي آب الماضي، وقبل خسارة التنظيم للموصل بشكل كامل، أعلن التنظيم عن تشكيل (ولاية الجبل)، أو (حمرين). وقدر حينذاك، عدد المسلحين في تلك المناطق بنحو 200 مقاتل. وكانت أعدادهم قد تضاعفت بعد تحرير الموصل.
الى ذلك قدر عبدالعزيز حسن الباجلاني، النائب عن ديالى وعضو اللجنة الأمنية في مجلس النواب، عدد المسلحين في شرقي المحافظة قرب الحدود الإيرانية بنحو 65 عنصراً.
وقال الباجلاني لـ(المدى) أمس إن "داعش يتحرك بحرية في مسافة 50 كم لا يوجد فيها أي تواجد عسكري، تبدأ من حدود إيران إلى مدينة جلولاء".
ويتحرك المسلحون في تلك المناطق مستخدمين الدراجات النارية نظراً لوعورة التربة، حيث لا يمكن مرور العجلات من هناك.
وتزداد صعوبة تلك المناطق الى حد فشلت فيه أكثر من حملة تمشيط راجلة قامت بها القوات العسكرية، واضطرت بحسب الباجلاني الى العودة دون تحقيق أهداف واضحة.
وحتى الآن تملك عناصر داعش في تلك المنطقة أسلحة متوسطة، لكنهم وفق ما يقوله عضو اللجنة الأمنية قد تزداد وتتحول إلى سيارات مفخخة وانتحاريين، خصوصاً بعدما استقلبت تلك الجماعات مسلحين فارين من مدينة الحويجة.
ويدعو الباجلاني الى تكثيف الجهد الاستخباراتي هناك، والسيطرة على هويات التعريف الأمنية والازياء العسكرية التي يستخدمها داعش في شن هجماته.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top