بغداد/ المدى
باشرت قوات الحشد الشعبي، أمس الاحد، بنشر سيطرات وتثبيت كاميرات حرارية على طول الطريق الرابط بين الطوز وبغداد لتأمينه من الهجمات الارهابية التي يشنها داعش.
جاء ذلك بعد اعتقال تنظيم داعش عدداً من المنتسبين ومقاتلين في سرايا السلام، وإعدام ما يقارب 8 منهم قرب الحويجة.
ونشرت مواقع مقربة من تنظيم داعش الإرهابي فيديو يبين عملية الإعدام، وهذا الفيديو هو أول إصدار للمجموعة الإرهابية منذ تحرير الموصل في الربع الأخير من عام 2017.
ومنذ شهر شباط الماضي ارتفعت بشكل ملحوظ وتيرة عمليات "الاصطياد الفردي" للقوات الأمنية ونصب السيطرات الوهمية على الطرق الرئيسة، ما أدى الى قتل وجرح نحو 100 شخص بين مدنيين وعسكريين، كما هدّد تنظيم داعش باحتلال مدن في غرب الانبار وشرق ديالى بالاضافة الى كركوك، إذ جهز عشرات الانتحاريين.
وحدثت أغلب الهجمات في أطراف المدن، حيث ترمي قيادات العمليات المتعددة مسؤولية حماية المناطق التي تقع فيها الخروق على عاتق الاخرى، فيما سيطر التنظيم بشكل مؤقت على طرق مهمة في الانبار، ومحافظة ديالى، وجنوب كركوك.
ويفسّر مسؤولون أمنيون تحدثوا لـ(المدى) مؤخراً، تصاعد هجمات داعش الى الصراع السياسي، وانشغال بعض القادة بالحملات الانتخابية، إضافة الى مشاكل قومية في بعض البلدات.
ومن أجل التصدي للتهديد الأمني على الطريق الربط بين الطوز وبغداد كلف اللواء 52 في الحشد الشعبي بحماية الطريق خلال اتفاق تم التوصل إليه اثناء اجتماع موسع بين قيادات الحشد وقيادة عمليات دجلة مساء السبت.
وقال آمر اللواء 52 في الحشد مهدي تقي في تصريح نشر على موقع الحشد وتابعته (المدى)، إن مهمة "حماية الطريق الرابط بين العاصمة بغداد وقضاء طوزخورماتو أوكلت إلى اللواء الـ 52 بالحشد الشعبي"، لافتا الى انه "تم نصب سيطرات مرابطة وكاميرات حرارية على طول الطريق بعد إكمال الاتفاق مع قيادة عملية دجلة".
بدوره، علق أمين عام عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، على الاحداث الامنية الاخيرة التي شهدتها البلاد، عازياً إياها الى "لامبالاة المعنيين"، مهدداً بـ"العودة مرة أخرى إلى الميدان".
وقال الخزعلي في تغريدة له على موقع تويتر، تابعته (المدى)، إن "الاحداث الامنية الاخيرة دليل واضح على التراخي والتهاون بسبب انشغال المعنيين بالانتخابات"، مشدداً على "ضرورة القيام بعمليات واسعة لتطهير كل المناطق المحررة".
وأكد الخزعلي أنه "في حال استمرار اللامبالاة، قد نضطر الى العودة مرة أخرى الى الميدان".
وفيما كان النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي منشغلين بالحديث عن "المجزرة" التي طالت عدداً من منتسبي وزارة الداخلية، أعلن الحشد والقوات الأمنية العثور على جثث أربعة من المغدورين.
وقال الحشد في بيان تلقته (المدى)، إن "قوة مشتركة من اللواءين الثاني والـ56 في الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية عثرت على جثث أربعة شهداء مغدورين قام عناصر تنظيم داعش الإرهابي بقتلهم بعد اختطافهم ضمن عملية بحث وتفتيش شملت مناطق قرية سادة الهلول وقرية دغيله والبزول الزراعية جنوب قضاء الحويجة".
وأضاف البيان، أن "الشهداء المغدورين هم من أهالي تلك المناطق حيث قام تنظيم داعش الإرهابي باختطافهم بعد كمين غادر"، مؤكداً "استمرار عمليات البحث والتفتيش عن المتبقين".
وفي وقت متأخر من يوم السبت، نعت قيادة الشرطة الاتحادية، عدداً من عناصرها قتلهم "العدو الإرهابي" بعد اختطافهم من الطريق بين كركوك وبغداد.
وقال قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إن العدو "أقدم على قتل أسرانا الذين تم اختطافهم وهم عزّل من السلاح، وبعد أن عجز في مواجهة فرسان الشرطة الاتحادية مواجهة الرجال للرجال، انهزم أمام صولاتهم البطولية في الموصل وتلعفر والشرقاط والحويجة، لجأ الى عمليات الغدر والاعتداء على المدنيين والمنتسبين العزّل من السلاح".
وأضاف جودت، "بكل فخر نزفّ هذه الكوكبة من الشهداء الميامين لتلتحق بقافلة المجد والخلود من شهداء العراق الذين سطّروا أروع الملاحم البطولية خلال معارك تحرير العراق وأذاقوا الإرهاب مرارة الهزيمة والخذلان"، موضحاً "كان شهداؤنا المغدورون في مقدمة الفرسان المحررين لمدينة الموصل".
ودعا جودت، المقاتلين الى "توخي الحذر، وعدم الركون للطمأنينة، واعتماد اليقظة، وترصد المخاطر ونوايا العدو الغادر الجبان"، مطالباً القوات المسلحة بـ"مطاردة فلول الإرهاب المتبقية وتدمير أوكارهم وخلاياهم المسمومة بكل عزيمة وثبات واقتدار".
وتابع قائد قوات الشرطة الاتحادية، أن "العدو الإرهابي الجبان ما زال يترصد الدوائر ويحيك النوايا الإجرامية رغم هزائمه وإسقاط دولته المزعومة على أيدي أبطال الشرطة الاتحادية وباقي الصنوف في قواتنا المسلحة".
وفي سياق متصل، أصدر مركز الإعلام الامني، أمس الاحد، توضيحا بشأن الانباء التي نشرت عن تفجير ضريح إسلامي صوفي في كركوك. وقال المركز في بيان تلقت (المدى)، نسخة منه إن "ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن إقدام عصابات داعش الإرهابية على تفجير ضريح إسلامي صوفي في تل حمى جنوب شرقي قضاء داقوق بمحافظة كركوك لا أساس له من الصحة"، مبيناً أن "المعلومات المؤكدة هي انفجار عبوة ناسفة داخل مقبرة تقع غرب داقوق استهدفت قبراً وليس مرقداً للسيد زيبار الكيكائي".
واضاف ان "الحادث لم يسفر عن تفجير القبر بل كانت هناك أضرار في الجدار الخارجي له"، مشيرا الى ان "القوات الامنية توصلت الى خيوط مهمة عن المتهمين الذين أقدموا على تفجير هذه العبوة".
وفي الانبار، نفت قيادة العمليات المشتركة، ما تناقلته إحدى الفضائيات بشأن اختطاف 50 منتسباً من قوات حرس الحدود والجيش على الطريق الدولي بالأنبار.
وقالت القيادة في بيان تلقته (المدى)، إن "إحدى القنوات الفضائية نشرت خبراً كاذباً عن اختطاف 50 منتسباً من قوات حرس الحدود والجيش على الطريق الدولي بمحافظة الانبار"، مبينة أنها "ستتخذ الإجراءات القانونية بشأن هذا الموضوع بالتنسيق مع هيئة الإعلام والاتصالات".
وأضافت إن "الفرقة الاولى في الجيش العراقي قامت يوم امس بتفريغ الشارع من الشاحنات وعجلات المواطنين بين منطقة الصكار والكليو 160 في محافظة الانبار بعد أن كانت الرؤية منعدمة"، مشيرة الى أنها "شرعت بإيواء العجلات داخل المقرات العسكرية وبالقرب منها لتأمينها".
وتابعت القيادة ان "العجلات المدنية باشرت صباح اليوم بالسير الى وجهتها المقصودة بعد أن تحسنت الأجواء في تلك المنطقة".
اترك تعليقك