بغداد/ وائل نعمة
شجّع نوّاب في لجان الاقتصاد والمال في البرلمان، الحكومة العراقية لتعزيز العلاقة مع اليابان خصوصاً وأن الاخيرة لديها تجربة شبيهة بما مر به العراق بعد 2003.
ودعا النواب إلى الاستفادة من التقدم الموجود في الدولة الآسيوية، بالاضافة إلى نجاح وخلو المشاريع التي نفذتها الشركات اليابانية في العراق من التلكؤ أو الفساد.
جاء ذلك مع بدء رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس الاربعاء، زيارة رسمية إلى اليابان يعتقد أنها ستستمر عدة أيام، تهدف لبحث ملف إعمار العراق وخلق فرص عمل واستثمار الخبرة اليابانية.
وأسهمت اليابان بعد الإطاحة بالنظام السابق، بـ5 مليارات دولار، بحسب السفارة اليابانية في بغداد، توزعت على شكل منح وقروض، فضلا عن مشاريع في مجال الطاقة والإرواء والطرق والجسور.
ووصل العبادي أمس، على رأس وفد حكومي ضم وزيري الخارجية والدفاع ومستشار الامن الوطني وعدداً آخر من المسؤولين في وزارات الإعمار والإسكان والعمل والشؤون الاجتماعية والتعليم العالي.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان نشر مساء أول من أمس الثلاثاء، أن العبادي، توجه إلى اليابان على رأس وفد حكومي، مبيناً أن الزيارة تهدف الى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، وفتح آفاق الاستثمار للشركات اليابانية، وحضور مؤتمر طوكيو حول دعم خلق فرص العمل والتدريب المهني وتقليل تداول الأسلحة في المجتمع العراقي.
وأضاف البيان أن العبادي، سيلتقي خلال زيارته رئيس وزراء اليابان شينزو ابي إضافة الى العديد من المسؤولين والشركات اليابانية.
وأوضح أن "الزيارة تمثل استمراراً للجهود الحكومية لتمتين علاقات العراق بالعالم والمجتمع الدولي بعد أن شرعت الحكومة بمرحلة البناء والإعمار ودخول الشركات الاستثمارية العالمية للعراق التي ستنعكس إيجاباً على البلد والمواطنين من خلال توفير فرص العمل وتطوير مختلف القطاعات".
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، قد أكد في مؤتمره الصحفي الأخير، أن اليابان ستعقد خلال الأسبوع الحالي مؤتمراً لمساعدة العراق في إعماره، مشيراً إلى أنه سيزور اليابان من أجل إعمار العراق وخلق فرص عمل واستثمار الخبرة اليابانية في هذا الجانب.
تشابه البدايات
بدورها قالت عضو اللجنة المالية في مجلس النواب، ماجدة التميمي، بأنها تشجع الحكومة لزيارة اليابان، لتشابه البدايات بين البلدين.
وتشيد التميمي في حديث مع (المدى) أمس بالتجربة اليابانية بالنهوض من الدمار الذي حل بالبلد بعد الحرب العالمية الثانية. وأشارت الى أن اليابان "نهضت من تحت الصفر، واهتمت بالإنسان وقيمه، بينما نحن كرّسنا التفرقة والطائفية".
وأوضحت عضو اللجنة المالية أن اليابان نجحت في المشاريع الصغيرة والمصنوعات اليدوية للوقوف بعد دمار الحرب، مبينة أن تلك الصناعات "شكلت نسبة 54% من الدخل القومي، كما أعالت ربات البيوت وكبار السن الذين انخرطوا في تلك الاعمال".
وعقب تلك النجاحات، اتجهت طوكيو الى الصناعات الكبيرة، موضحة أن ما يميز الشعب الياباني بأنه "يعتمد على فلسفة (التحسينات المستمرة)، حيث يقدم العاملون في كل المصانع فكرة جديدة لتطوير العمل".
علاوة على ذلك، وصفت التميمي مشاريع اليابان في العراق في مجالات الإرواء والكهرباء والطرق، بالناجحة والنزيهة، كما قالت إن "اليابان درست الشخصية العراقية، لذلك لم تواجه صعوبة في إكمال مشاريعها، كما نجحت في اختيار دبلوماسيين تواصلوا مع العراقيين في مناسبات عدة".
الدبلوماسيّة اليابانيّة
واكتسب السفير الياباني في العراق فوميو إيواي شعبية كبيرة بسبب تواجده في أغلب المناسبات الوطنية والاجتماعية وتشجيعه الصناعة المحلية ومعرفته الجيدة باللغة العربية.
وتحول إيواي خلال السنوات الماضية الى نجم "فيسبوك" في العراق. وظهر الاخير في صيف 2017 في مقطع فيديو مرتدياً قميص المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم قبل يوم من لقاء فريق بلده مع العراق ضمن تصفيات كأس العالم.وقال إيواي الذي يرتدي نظارت مستديرة، بلغة عربية بلا تعثّر: "غداً يوم مهم، لكني لا أستطيع تحديد أي الفريقين يجب أن أشجعه، لأن العراق هو بلدي الثاني. حبنا لكرة القدم هو ما يربط بين اليابان والعراق، دعونا جميعاً نشجع كلا الفريقين".
وشاهد مقطع السفير البالغ من العمر 57 عاماً، الذي نشر على فيسبوك، أكثر من 708 آلاف مرة، وجرت مشاركته حوالي 8000 مرة.
ويقيم العراق واليابان علاقات دبلوماسية منذ تشرين الثاني 1939، لكن إيواي يبرز عن أسلافه بطريقة لم يتخيلها أحدهم أبداً وهي استخدام مقاطع الفيديو على الإنترنت للتواصل مع السكان المحليين.
وسواء كان المقطع بغرض إرسال تحياته بمناسبة العيد أو تقديم المأكولات العراقية الشهية خلال شهر رمضان، أو لتهنئة الشعب العراقي بالإنجازات التي تحققت في مدينة الموصل، يستخدم إيواي اللغة العربية للتواصل مع الشعب العراقي من خلال رسائله المصورة.
وبحسب الموقع الإلكتروني للسفارة في العراق، فإن اليابان ساهمت بـ5 مليارات دولار منذ عام 2003، تمثلت في إعانات للنازحين، وقروض ومشاريع في مجال الكهرباء، الصحة، التعليم، النفط، في بغداد ومحافظات البصرة، والمثنى، وبابل، وإقليم كردستان.
وتقول ماجدة التميمي إذا أردنا الاستفادة من اليابان علينا أن نطلب منهم "تنفيذ مشاريع خدمية جديدة، خاصة في الطرق والجسور، حيث كانت لديهم مشاريع مهمة في العراق خلال ثمانينيات القرن الماضي في هذا المجال".
لماذا دولة آسيوية؟
من جهته قال مستشار العبادي، إحسان الشمري، إن اختيار رئيس الحكومة لليابان جاء على وفق نظرة جديدة بالتوجة نحو الدول الآسيوية الكبرى. وأضاف في صفحته على (فيسيوك) ان "اليابان لم تؤشر أنها انخرطت في صراع الأقطاب بالعالم او منطقة الشرق الاوسط، وهذا ما يتطابق مع سياسة الحياد التي اعتمدها العراق ونهج العبادي".
وأكد الشمري أن "الزيارة تستغرق بضعة أيام سيبحث فيها العبادي الملف الاقتصادي وخصوصاً في مجال بناء المدن الصناعية، وملف الاستثمار، وتشجيع الشركات اليابانية الكبرى للدخول كمساهم أساس في مجال الاستثمار، إضافة الى مجال الطاقة ".
إلى ذلك دعا جواد البولاني، عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب، العراق الى توسيع مجال التعاون مع اليابان في عدة مجالات.
وقال البولاني لـ(المدى) أمس: "علينا الاستفادة من التجربة الصناعية والثروة الزراعية في اليابان. يجب ان ندخل الآن عالم الصناعة ونقلل الاعتماد على النفط".
اترك تعليقك