اللافتات الانتخابية العملاقة تستفز أكثر المحافظات فقراً

اللافتات الانتخابية العملاقة تستفز أكثر المحافظات فقراً

 بغداد/ وائل نعمة

في الديوانية، حيث المدينة التي تتصدر نسب الفقر في العراق، يسأل الجمهور عن مصادر تمويل الأحزاب التي وضعت لافتات انتخابية عريضة حجبت الرؤية في بعض الطرق الرئيسة.
وفيما ترتفع معدلات البطالة في المدينة التي تمتلك آباراً نفطية، تحاول الاحزاب الإسلامية إعادة تسويق الوعود القديمة، وأهمها التعيينات.
وتستغل بعض الاحزاب الفقراء في الديوانية ضمن الدعاية الانتخابية لتعرض الأموال مقابل التصويت.

خيبة أمل
ويعزو النائب والمرشح عن الديوانية علي مانع البديري، في حديث مع (المدى) أمس أسباب مقاطعة بعض السكان في المحافظة للانتخابات الى "وجود خيبة أمل في التجارب الانتخابية الثلاث الماضية". وأشار الى أن أغلب الجمهور كان يتوقع حدوث تغييرات في أوضاعه وحال المحافظة مع كل تجربة انتخابية، لكن ما يحدث هو العكس.
وتعدّ الديوانية من أفقر المحافظات في العراق، وبحسب مؤشرات وزارة التخطيط فإن نسبة الفقر فيها بلغت 45 % إذ تخطى عدد الفقراء فيها (518942) شخصاً من مجموع سكانها البالغ مليوناً و700 ألف نسمة، فيما تشكل نسبة الأمية بين الأهالي (25.6) % التي تفاقمت مؤخرا بين الإناث، فيما بلغت نسبة العاطلين عن العمل بعمر 15 سنة فأكثر (13.3) في المئة.
وتقع في المحافظة خمس مناطق نفطية ثلاث منها مشتركة مع محافظات واسط وبابل والنجف لكنها غير مستغلة، بالإضافة إلى وجود مصفى نفط في ناحية الشنافية تستعد المحافظة لزيادة إنتاجه لتبلغ إيراداته مليار دينار سنويا.
وبحسب تقديرات مفوضية الانتخابات ومنظمات المراقبة فإن نسبة مشاركة المواطنين في الديوانية في الانتخابات الماضية، بلغت 79% ما جعلها واحدة من أكثر المحافظات مشاركة في الانتخابات.
وينتقد الشارع في الديوانية، بحسب البديري، "الصور العملاقة للمرشحين ويتساءل عن مصادر أموال الأحزاب"، مضيفاً "غالباً ما تكون البوسترات الكبيرة تحمل صور مرشحين لمسؤولين تنفيذيين في الدولة مما يعزز الشكوك".

دعاية حزب الدعوة
ورغم أن الرياح والأمطار الشديدة التي ترافق حدوثها مع بداية انطلاق الحملة الانتخابية أسقطت عدداً من اللافتات، إلا أنها تعاد مرة أخرى بوقت قياسي وبأحجام أكبر.
ويؤكد البديري، وهو مرشح عن تيار الحكمة، أن "الحزب الحاكم هو صاحب أكبر اللافتات في المحافظة"، في إشارة إلى حزب الدعوة. وأشار الى أن مرشحاً من حزب السلطة نشر صوراً في المحافظة في الفترة التي سبقت بدء الدعاية الانتخابية (صور من دون اسم ائتلاف أو تسلسل) وقد كلفته 50 مليون دينار.
وكشف المرشح عن "فرق نسائية تجول الأحياء لعرض الاموال مقابل التصويت لمرشحين وقوائم انتخابية معينة".
ويحق لـ600 ألف ناخب في الديوانية الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، فيما توزع 190 مرشحاً على 11 قائمة، لشغل 11 مقعداً.
ويرأس ائتلاف دولة القانون في المحافظة، النائب عبدالإله النائلي، فيما احتلت النائبة هدى سجاد التسلسل الاول في قائمة النصر التابعة لرئيس الحكومة حيدر العبادي.
بالمقابل يرأس قائمة الفتح في الديوانية، التي تضم أغلب قوى الحشد الشعبي، النائب عن المجلس الأعلى والرئيس السابق لائتلاف المواطن، حامد الخضري.

صوتك مقابل إطار سيارة!
أما في المثنى فهناك 99 مرشحاً يتنافسون على 7 مقاعد، ضمن 8 قوائم، فيما يقدر عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في المحافظة بنحو 400 ألف شخص.
ويرأس تيار الحكمة التابع لعمار الحكيم في السماوة، الناب فالح الساري، فيما يظهر النائبان عدنان الأسدي ورسول أبو حسنة على رأس قائمة المالكي.
والمثنى أيضاً تعدّ من أكبر المدن الفقيرة في العراق، إذا لم تكن الاولى على مستوى البلاد، حيث تشير تقديرات وزارة التخطيط أن نسبة الفقر تخطت حاجز الـ50%.
ورصد مراقبون في السماوة، مركز محافظة المثنى، تراجعاً كبيراً في نسبة الراغبين بالمشاركة في الانتخابات، فيما كانت صفحات على "فيسبوك" قد نشرت مقطع فيديو تحدث فيه مواطن عن بيع بطاقته الانتخابية للحصول على إطار سيارة!
وقال الرجل في الفيديو إنه باع بطاقته الانتخابية مقابل 50 ألف دينار لأحد المرشحين واشترى إطاراً لسيارته، بعدما تأكد أن البيع غير محرم!، كما أكد في المقطع أنه تسلم 25 ألف دينار مقابل حضور مؤتمر انتخابي لـ"عمار الحكيم" خلال زيارته للمحافظة. وكذلك قال إنه "سيبيع بطاقات عائلة لشراء إطار سيارة ثانٍ".

مرشّحون من خارج المحافظة
بدورها تعتقد آلاء إسماعيل الحاجم، مرشحة عن واسط، أنّ عملية بيع وشراء الأصوات متبادلة بين بعض المرشحين والناخبين.
وتؤكد الحاجم لـ(المدى) أن "بعض الناخبين في القرى والأرياف طلبوا منها مبلغ 50 ألف دينار مقابل التصويت لها"، مؤكدة أنها رفضت دفع المبلغ وطلبت منهم بدلاً من ذلك التصويت للمرشح الكفوء الذي يضمن لهم مستقبلاً وليس مقابل أموال لا تكفيهم ليومين.
وتؤكد الحاجم، وهي مرشحة عن ائتلاف النصر، أن بعض المرشحين خاصة غير المعروفين يقومون بتوزيع الاموال. وتضيف قائلة: "هناك مرشحان اثنان من خارج المحافظة يخوضان الحملة الانتخابية في واسط".
وبرزت عملية توزيع الاموال والهدايا بشكل كبير في مناطق وسط وجنوب العراق خلال الحملة الانتخابية، مقابل عمليات شراء بطاقات التصويت في شمال وغرب البلاد.
ويحق لأكثر من 700 ألف ناخب التصويت في واسط، فيما زاد عدد مقاعد المحافظة الى 12 مقعداً، بعد إضافة (كوتا) للكرد الفيليين، حيث تتنافس 7 كيانات على ذلك المقعد.
بالمقابل هناك 181 مرشحاً يمثلون 19 قائمة وائتلافاً، ويسعون للحصول على المقاعد وسط عزوف بدأ يظهر في بعض مناطق الكوت، مركز محافظة واسط.
وترى حاجم وهي عضو في مجلس المحافظة، أن إعلان بعض الجمهور مقاطعة الانتخابات وراءه أسباب تتعلق بـ"انقطاع المرشح بعد أن يكون نائبا أو مسؤولا عن ناخبيه"، فضلا عن تراجع الخدمات وزيادة البطالة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top