500 مرشح من الحشد يخلعون ملابسهم العسكرية ويخوضون التنافس الانتخابي

500 مرشح من الحشد يخلعون ملابسهم العسكرية ويخوضون التنافس الانتخابي

 ترجمة: حامد أحمد


عند مدخل أحد أكبر المتنزهات في بغداد يوجد بوستر انتخابي كبير للمرشح هادي العامري، القيادي الكبير في صفوف الحشد الشعبي الذي لعب دورا كبيرا في القضاء على داعش، لكنه يأمل الآن الفوز بأصوات العراقيين .


وعند الاستفسار من حارس يقف عند بوابة المتنزه كيف قاموا بوضع هذا البوستر في مكان بارز تملكه أمانة بغداد ويمر من خلاله آلاف الناس سيكونون ناخبين في 12 أيار القادم، قال وهو يهزّ كتفه مبتسماً "إنهم يملكون المكان، إنهم يملكون كل شيء، ولذلك فإنهم أحرار ولا يوجد من يعارضهم بوضع البوستر هنا !"
لم يملك الحشد الشعبي كل شيء في العراق ولكن منذ تشكيله من متطوعين بأمر من المرجعية الدينية العليا في 2014 للمساعدة في مواجهة تنظيم داعش بدأت أعداده بالتزايد مع نمو نفوذه أكثر .
وبينما يدخل العراق الآن مرحلته الانتخابية الاولى لما بعد داعش فإن الحشد الشعبي يسعى الى تحويل النصر العسكري وسمعته الشعبية الى جولة تنافس سياسي عند صناديق الاقتراع مع طيف واسع من اللاعبين السياسيين الآخرين .
ويقول محللون إنّ مرشحي الحشد الشعبي سيحضون بإسناد إزاء دورهم الذي لعبوه في القضاء على داعش، ولكن بما أنه قد مرت سنة على إعلان النصر فلا يوجد هناك ما يدعو الى المبالغة بنفوذهم، مؤكدين أن شعبيتهم وصلت الى ذروتها في الربيع الماضي بعد أن تم طرد تنظيم داعش نهائيا من الموصل .
أكثر من 500 مرشح من الحشد الشعبي استبدلوا زيهم العسكري ببدلات رسمية أنيقة، يخوضون الآن منافسة انتخابية ضمن 7000 مرشح يتنافسون على 329 مقعداً برلمانياً .
ويقول سجاد جياد، رئيس مركز البيان للدراسات والتخطيط في بغداد، في لقاء مع صحيفة كريستيان ساينس مونيتر الأميركية إن "هؤلاء المرشحين يحاولون قبض ثمن تضحياتهم التي يجب أن تحترم، فضلا عن الحقيقة بأنّ لهم قاعدة شعبية. لقد قاتلوا وسكبوا دماء ولم يجلسوا في مكاتب فارهة .لقد كانوا هناك في الميدان وهذا يحسب لهم."
وأضاف المحلل جياد بقوله "رغم ذلك فإنه لا يوجد هناك ما يشير في الواقع الى أن البلد بأكمله يقف خلف الحشد، فلا يمكنك استخدام بطاقة تحرير الأراضي والانتصار في الحرب لفترة طويلة".
وأوضح "الحقيقة إنّ الحرب قد انتهت العام الماضي ، ولهذا ركبوا قمة الموجة في حينها، ولكن هناك من يقولون نعم نحن تحررنا ولكن لا توجد وظائف، أو قسم آخر من الذين يسكنون بغداد قد يقولون نعم إن الوضع عاد الى طبيعته ولكن ما الذي سأجنيه من تصويتي لهم؟".
ويواجه الحشد الآن التحدي المتمثل بإقناع الناخبين من أنه يستطيع توفير خدمات وتعزيز الوحدة الوطنية بنفس الدرجة التي استطاع فيها مسك الارض في خطوط القتال .
ويقول محلل عراقي، مقرّب من الحكومة طلب عدم ذكر اسمه إن "الحملة الانتخابية ستأخذ منحىً من الذي حرر البلد؟، عندها سيقول مرشحو الحشد نحن من قدّمنا الشهداء وحررنا المدن"، مشيراً الى أن المرشحين الآخرين مثل رئيس الوزراء حيدر العبادي وسلفه نوري المالكي يستخدمان نفس هذه البطاقة في حملتهم الانتخابية.
وأضاف المحلل قائلاً "ستكون هذه النكهة الطاغية على الحملة الانتخابية رغم الحقيقة بأن الناس غالباً لا يفضلون سماع شيء من هذا القبيل عن تحرير مدن أو تحقيق انتصار بل يريدون سماع شيء عن توفير خدمات وفرص عمل.. أقول إن كل هذه الأمور متعلقة بالاقتصاد ."
وكشف استطلاع أجرته منظمة أفكار العراقية في آذار الماضي أن الحشد الشعبي يتمتع بشعبية واسعة بالاخص بين الطائفة الشيعية وحتى بين بعض أهل السنة المنتمين للأجهزة الأمنية.
وبيّن الاستطلاع أيضا أن الجيش العراقي تمتع بأعلى نسبة ثقة من بين مؤسسات الدولة محققاً نسبة 88% من المستطلعة آراؤهم في بغداد و91% في المناطق المحررة .
أما قيادة رئيس الوزراء العبادي فقد حصدت نسبة 79% من القبول بين المستطلعة آراؤهم، رغم ذلك فإن ثلثي العراقيين لم يحسموا قرارهم بعد لمن سيعطون أصواتهم. أما هادي العامري فقد جاء بالمرتبة الثالثة كأفضل شخص يتمتع بشعبية محققاً نسبة 60% من نسبة آراء الخاضعين للاستطلاع .
وخارج مناطق إقليم كردستان جاء الحشد الشعبي كثاني أفضل مؤسسة يوثق بها في العراق، واستناداً الى الاستطلاع فإن الحشد حقق نسبة 65% من ثقة الناس في المناطق المحررة ذات الغالبية السنية .
المتحدث السابق باسم هيئة الحشد أحمد الأسدي، قال وهو يرتدي بدلة مدنية مع ساعة يد أنيقة "لقد حققنا نجاحاً مع الحشد الشعبي، ولكننا لا نستغل هذا الإنجاز كمبدأ أساسي لنا، من الطبيعي أن يرجع عضو الحشد بعد إكمال مهمته الى مضمار السياسة مرة أخرى. إنّ دور الحشد معروف لكل شخص، ولكننا لا نريد ان نستغل ذلك لأغراضنا ، نريد أن نبعد الحشد عن العملية السياسية ،لأن الحشد مؤسسة عسكرية."
 عن: صحيفة كريستيان ساينس مونيتر الأميركية

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top