فايننشال تايمز: كتلة العامري أكبر تحدٍّ أمام تولّي العبادي ولاية ثانية

فايننشال تايمز: كتلة العامري أكبر تحدٍّ أمام تولّي العبادي ولاية ثانية

 ترجمة/ حامد أحمد

صوت قذيفة الآر بي جي أوقف هادي العامري عند منتصف كلامه وهو يروي تفاصيل الهجوم الذي قاده ضد داعش في محافظة الانبار التي كانت على مر سنوات معقلا لمسلحي تنظيم داعش.
أفراد قواته من عناصر الحشد انطلقوا عبر أشجار النخيل والانقاض الناجمة عن المعارك الماضية للتحقق من أمر القذيفة بينما كان العامري يجلس بهدوء مع شيوخ محليين من المحافظة. وبعد أن أكد له عناصره بأن إطلاق القذيفة كان بالخطأ استمر وهو يمتّع الحضور بقصص الحرب .
والعامري من أبرز قادة الحشد وهو رئيس ائتلاف الفتح الذي يضم أبرز فصائل الحشد الشعبي ويحاول تحقيق مكاسب في الانتخابات القريبة المقبلة.
الحادث الذي وقع الأسبوع الماضي في قرية عند ضواحي مدينة الرمادي، جاء بينما كان القيادي في الحشد يروّج لحملته الانتخابية في قلب مدينة سنّية قبيل الانتخابات البرلمانية المزمع إقامتها في 12 أيار .
سلوك العامري الهادئ يناسب الصورة التي سعى لرسمها في محاولة منه لأن يصبح رئيس وزراء العراق، تتمثل تلك برجل وطني قوي تعهد بتخليص البلد من الطائفية التي أشعلت فتيل عنف مدمر وخلقت بيئة خصبة للتطرف .
في الانتخابات المقبلة سيتحدد المسار الذي سيسلكه العراق بعد استنزافه بأربع سنوات حرب ضد داعش، وقد ظهر العامري كأحد أكثر الشخصيات نفوذاً في البلاد. كتلته السياسية الجديدة (الفتح) تعتبر أهم تحدّ أمام سعي رئيس الوزراء حيدر العبادي لولاية ثانية .
ويتوقع البعض أن تفوز قائمة (النصر) التي يقودها العبادي بالمركز الاول في حين تأتي قائمة الفتح في المركز الثاني، ولكن نظراً لطبيعة الوضع السياسي العراقي المتشظي فإن العامري قد يظهر كوسيط رئيس في عملية توزيع المناصب بعد ظهور نتائج الانتخابات.
وتنطلق البطاقة الرئيسة لحملة الرجلين الانتخابية من دورهما في إلحاق الهزيمة النهائية بتنظيم داعش العام الماضي. العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، في حين تولى العامري قيادة قوات الحشد التي يشهد لها العراقيون بإيقافها زحف التنظيم نحو بغداد في العام 2014 ومشاركتها الجيش في الحرب الطويلة ضد داعش .
وقال العامري متحدثاً للفايننشال تايمز بقوله "نجاحنا مع الحشد يعطي الناس ثقة بأننا قادرون على بناء العراق ."
والعامري في نظر مناصريه، بطل محبّ للشعر دافع عن البلاد في أحلك الظروف وهو زعيم يستحقّ رمز الأسد لقائمة الفتح. أما بنظر المنتقدين فإن الفتح والعامري هم وكلاء إيرانيون.
ويقول حامد المطلك، سياسي من محافظة الأنبار: "من الواضح أنهم أداة بيد إيران للسيطرة على العراق. العامري رجل هادئ ولكنه يتلقى أوامر من آخرين ."
روابط العامري بإيران تعود للعام 1981 عندما غادر العراق ليقاتل نظام صدام في الحرب العراقية ــ الإيرانية التي ساعدته في تأسيس منظمة بدر.
وفي 2009 ادّعت وثائق مسربة عن موقع ويكيليكس بأن العامري "لعب دورا رئيسيا في تنظيم هجمات نفذتها قوات بدر ضد أبناء السنّة خلال الحرب الطائفية بين عامي 2004 و2006 ، لكن العامري ينكر هذه الادعاءات، مشيراً الى أن قوات بدر كانت تحارب الإرهابيين والمتمردين من أتباع نظام صدام البعثي السابق، مؤكداً بقوله "أنا أتحدى أي شخص يقدم أيّ دليل على أننا ارتكبنا انتهاكات ضد أبناء السنّة ."
وأنكر العامري أيضا الادعاءات التي تشير الى أن قوات الحشد متورطة بانتهاكات خلال المعارك ضد داعش التي جرى معظمها في مناطق سنّية .
ومضى العامري بقوله "إذا نحن ضد السنّة فلماذا نحن نحميهم ونضحي من أجلهم؟". وقال إن المخاوف من أن (العامري) يريد أن يدفع العراقب باتجاه إيران عارية عن الصحة، ولكنه يريد ان تغادر القوات الاميركية العراق ما عدا المدربين، وهذا يمثل أحد أهم خلافاته السياسية مع العبادي .
وقال العامري "نريد علاقات سياسية واقتصادية جيدة مع أميركا. هناك دول أخرى مثل تركيا وسلطنة عمان لهما علاقات قوية مع كل من إيران والولايات المتحدة، لماذا يطلب من العراق أن يقف مع جانب واحد فقط إما أميركا أو إيران؟.. نحن لن نقبل بهذا ."
وفي الرمادي تلقى العامري ترحيباً مهذباً وهو يتحدث عن الدماء السنّية الشيعية المشتركة التي سكبت على أرض المعركة ضد داعش والحاجة "لرسم عراق جديد ."
وقال العامري "نحن نؤمن بوحدة العراق وقاتلنا في سبيل الدفاع عن هذه الوحدة. إذا تستمر الطائفية فسنواجه موجة جديدة من الإرهاب."
وقال أحد شيوخ الانبار عن العامري إن "رسالته جيدة، إنه يسعى للوحدة الوطنية ولا يدعو للخلاف، ولكننا لا نعرف ارتباطاته الخفيّة."

عن: صحيفة فايننشال تايمز البريطانية

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top