الكرد ينتظرون تشكيل تحالف   قوي   قبل الركون إلى مفاوضات تشكيل الحكومة

الكرد ينتظرون تشكيل تحالف قوي قبل الركون إلى مفاوضات تشكيل الحكومة

  محاولات لتفكيك قائمة العبادي بعد فشل مساعي تحالفه مع المالكي

 بغداد/ وائل نعمة

تنتظر القوى السُنيّة والكردية اتضاح الصورة في بغداد، وهدوء العواصف التي فجرتها نتائج الانتخابات على الاحزاب الشيعية قبل الدخول في مفاوضات تشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر.
وفي هذه الفترة تسعى الأحزاب الكردية الى جمع 60 أو 40 مقعداً على أقل تقدير، قبل الجلوس على طاولة التفاوض، فيما يبدو الامر أكثر صعوبة لدى" السُنّة" الذين تقسموا قبل الانتخابات في قوائم بينها شيعية بعضها قريبة من طهران.
وإن لم تنجح مساعي توحيد القوتين غير الشيعيتن، فـ"السيناريو" المحتمل ذهاب أكثر الأطراف المؤثرة في تلك القوى باتجاه" سائرون"، التي وجهت دعوة مفتوحة قبل أيام الى بعض تلك الاحزاب عبر تغريدة نشرها الصدر على حسابه في تويتر.
واستمرت قائمة" الصدر- الشيوعيين" بالحفاظ على الصدراة بـ55 مقعداً، فيما قفز ائتلاف" النصر" بزعامة رئيس الحكومة الى المركز الثاني، بحسب مراقبين، عقب انتهاء" مفوضية الانتخابات" من إعلان النتائج الأوليّة لكل المحافظات، فيما تراجع" الفتح" الى المرتبة الثالثة.
النتائج المتقاربة وغير الحاسمة للقوى الفائزة في الانتخابات، تتطلب اندماج 4 اتئلافات كبيرة على الاقل، لإعلان الكتلة البرلمانية الأكبر التي ستسمّي رئيس الحكومة. ويحتاج لإعلان ذلك 165 مقعداً على أقل تقدير، من أصل 329 مقعداً.

رياح الشرق والغرب
ولا يبدو حراك إعلان الكتلة الاكبر، عراقياً صرفاً، فمنذ أيام يتحدث أنصار" الصدر" عن تواجد قائد" فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني في بغداد لإقناع حيدر العبادي، بالانضمام الى هادي العامري ونوري المالكي، فيما كشف أمس عن جولات قام بها المبعوث الأمريكي الى العراق بيرت ماكغورك الى عدد من الزعامات السياسية.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الأربعاء" زعماء التحالفات الجديدة" الى الاجتماع والتحاور" رغم الخلافات" وتشكيل حكومة" تكنوقراط نزيهة وأبوية".
وقال الصدر في تغريدة في" تويتر": إنه" على الرغم من خلافاتنا.. فلنبحث عن مشتركاتنا من دون التنازل عن ثوابتنا.. إذن (فلنتحاور).. أدعو زعماء التحالفات الجديدة للاجتماع وبابي مفتوح ويدي ممدودة لأجل بناء عراقنا وتشكيل حكومة تكنوقراط نزيهة وأبويّة".
وتلقى الصدر الثلاثاء الماضي، اتصالات هاتفية من زعماء سياسيين عراقيين أبرزهم حيدر العبادي وهادي العامري ومسعود بارزاني ونيجيرفان بارزاني وعمار الحكيم وأسامة النجيفي لتهنئته على حصول ائتلاف سائرون الذي يتزعمه على المرتبة الاولى في نتائج الانتخابات النيابية التي جرت مطلع الأسبوع الحالي.
واعتبر الصدر، أمس الأربعاء، تدخل المبعوث الامريكي في الشأن العراقي" أمر قبيح". وقال في رد له على سؤال بشأن موقفه من تواجد المبعوث الامريكي داخل العراق لتحديد مسار العملية السياسية للمرحلة القادمة، قبل إعلان نتائج الانتخابات،وهذا الامر يثير مخاوف التزوير والتلاعب، إنه" ليس من المستغرب تواجده في العراق".
وأضاف أن" القبيح في البيان هو تدخله في الشؤون العراقية"، مشيرا الى أنه" إذا استمرت صار تواجده قبيحا في العراق".
وكان ماكغورك قد التقى عدداً من القيادات العراقية، من بينهم زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم ورئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري.
وتعهد الزعيم الشيعي بأن تكون الحكومة العراقية المقبلة حكومة كفاءات. وأوضح الصدر في تغريدة فجر أمس الأربعاء أن الحكومة المقبلة" لن تكون خلطة عطار"، في إشارة إلى أن اختيار الوزراء سيكون بعيدا عن المحاصصة الحزبية.
وتطرق الصدر إلى ملف الفساد الحكومي، قائلاً إن الحكومة المقبلة لن تكون أيضا" منالاً لسرقة الأحزاب"، بل" باباً لرزق الشعب".
وألمح الصدر في تغريدة أخرى الإثنين من خلال اللعب على المعنى إلى نية التحالف، مستخدما كلمات هي أيضا أسماء قوائم حصلت على مقاعد في الانتخابات. ومع أن تغريدة الصدر تضمنت أبرز القوى الفائزة، كان استثناء الفتح التي تضم فصائل من الحشد الشعبي، وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، واضحا.

توحيد الموقف الكردي
وإزاء تلك الاحداث يعلق النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي، على أجواء التفاوضات قائلا إنه" على القوى الكردية التوحد قبل الذهاب الى بغداد والدخول في جولات التفاوض".
وبحسب شنكالي فإن حزبه ضمن 24 مقعداً، وقد يرتفع العدد بعد إعلان النتائج النهائية الى 26، مشيراً الى أنه" في حال اجتمع الكرد سيحققون 60 مقعداً، وهو أكبر مما حصل عليه سائرون".
لكن حتى الآن هناك إرباك في مشهد الانتخابات داخل كردستان، بسبب اعتراض بعض القوى السياسية على النتائج والحديث عن حالات تزوير، لكن النائب الكردي يقول لـ(المدى):" كل ذلك سينتهي قريباً بعد إعلان النتائج النهائية، ويفكر الجميع في التحالف". وعلى أقل تقدير فإن" الديمقراطي" يفكر في جمع 40 مقعداً بعد تحالفه مع" الاتحاد الوطني" الذي حصل ـ بحسب النتائج الاولية ـ على نحو 15 مقعدا، ويبدو الاقرب إليه في كردستان.
أما خارج الإقليم فيقول شنكالي:" سننتظر ما سيحدث في بغداد، وإلى أين ستصل اتفاقات القوى الشيعية". وكانت العلاقة قد ساءت مؤخراً بين القوى الكردية ورئيس الحكومة حيدر العبادي إثر العقوبات التي فرضها بعد استفتاء تقرير المصير العام الماضي. لكنّ شنكالي يؤكد أن حزبه" منفتح على كل الجهات وليس لديه خطوط حمراء ضد أي شخص".

تفكّك قائمة العبادي وتشتُّت السُنّة
ويسود حديث في الأروقة السياسية، عن إمكانية تفكك قائمة" العبادي" لأنها مشكّلة من شخصيات وليس من أحزاب كبيرة، بعدما انسحبت أغلب القوى المؤثرة التي انضمت إليه، قبل شهرين من الانتخابات.
وهو أمر تعوّل عليه طهران، بحسب مراقبين، في جذب أطراف من داخله" سُنية وشيعية" لإعادتها مرة أخرى الى ائتلاف المالكي، خصوصاً بعد تسريبات فشل مساعي" سليماني" في ضمّ رئيس الحكومة الى التحالف الذي تسعى إيران لتشكيله.
من جهته، يقول إبراهيم العوسج، عضو تحالف القرار الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي في حديث مع (المدى) أمس إن" 25% من الفائزين في ائتلاف النصر هم من السُنّة".
ويرى العوسج، أن ذلك هو واحد من أهم أسباب تشتت" السُنة" وصعوبة توحيدهم في كتلة كبيرة لخوض تفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة، بالاضافة الى دخول قوى" سُنية" أخرى ضمن ائتلاف الوطنية، والفتح.
وكانت محاولات قد جرت قبل أسابيع قليلة من الانتخابات، حاولت توحيد الموقف السنّي بعد الاقتراع، لكنّ عضو" القرار" الذي كان حاضراً في أحد أهم الاجتماعات التي عقدت في منزل النجيفي في بغداد، قال ان" الاجتماع كان بروتوكولياً ولم يسفر عن اتفاق".
وعن خيارات القوى السُنية في الحكومة المقبلة، يقول العوسج إن" تحالف القرار" وأطرافاً في" الوطنية" التي يتزعمها إياد علاوي، ستذهب باتجاه" سائرون"، خصوصاً بعد تغريدة الأمين العام للمشروع العربي خميس الخنجر التي أشادت بدعوة" الصدر" وبرغبته في التحالف مع" الحكمة" و"النصر" وغيرها من الكتل.
بالمقابل، يؤكد العوسج، أن" ما يعرف بـ(سُنّة المالكي) وهم حزب الحلّ المنضوين معه في تحالفات هويتنا، يبدو أنهم سيبقون مع الاخير، بالاضافة الى الشخصيات السنيّة ضمن تحالف الفتح".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top