غارات جويّة عراقيّة داخل سوريا.. وقوّة كرديّة تنهي  الهجمات  قرب الحدود

غارات جويّة عراقيّة داخل سوريا.. وقوّة كرديّة تنهي الهجمات قرب الحدود

 بغداد/ وائل نعمة

بينما تستمر القوات العراقية بشنّ غارات جوية على مناطق سوريّة قريبة من الحدود العراقية يتجمّع فيها مقاتلو داعش، وصلت الى نحو 15 ضربة خلال الاشهر الخمسة الاخيرة، نجحت"قوات كردية"هناك بإبعاد عناصر تابعين للتنظيم عن البلدات العراقية المتاخمة لمحافظة دير الزور التي ما زالت تحت سيطرة الإرهابيين.
ووصلت القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة الى مناطق شرق الفرات قبل أيام قليلة من الانتخابات التشريعية العراقية، حيث ترددت معلومات عن إمكانية شن"التنظيم"هجمات مسلحة تزامناً مع يوم الاقتراع الذي مرّ بسلام.
ومنذ ذلك الحين تراجعت بشكل واضح الهجمات المستمرة التي كان ينفذها مقاتلو"داعش"ضد عناصر حرس الحدود وقوات الحشد الشعبي المرابطة على الشريط الحدودي الغربي، التي تستخدم فيها الاسلحة الثقيلة.
لكنّ"التنظيم المتطرف"يعتمد على جيوب أخرى في شرق العراق القريب هذه المرة من إيران، لمهاجمة أهداف داخل العراق، مستغلاً الطبيعة الجغرافية المعقدة في تلك المناطق الجبلية الوعرة.
ولأسباب غير واضحة"لم تمسك"القوات العراقية مناطق في شرق صلاح الدين، على الرغم من شن حملات أمنية متعددة، إلا أنها لم تنه النشاط المسلح الذي يعود سريعا عقب انسحاب القطعات العسكرية.
وما تزال مناطق"هشة"بين تكريت وديالى تمثل نقطة التقاء مهمة لعناصر"داعش"المنهزمين الذين يعانون منذ حسم العمليات العسكرية العام الماضي، من أزمة مكان وانقطاع التواصل مع القيادات التي هربت الى سوريا ودول في أفريقيا.

غارات عراقيّة
وفي هذا الشأن يكشف مصدر عسكري تحدث لـ(المدى) أمس شريطة عدم ذكر اسمه عن"تنفيذ الطيران العراقي غارة أو اثنتين أسبوعياً ضد أهداف داخل الاراضي السورية". وأشار الى أن"الهجمات تتركز في مناطق هجين والصالحية والعش التابعة لمحافظة دير الزور السورية".
وتستهدف تلك الغارات التي تشير المصادر الى أنها تجري بالاتفاق مع الحكومة السورية مواقع تبعد كيلومترات فقط عن مدينة القائم الحدودية، ونحو 100 كم عن منفذ"التنف"السوري المشترك مع العراق الذي تتواجد فيه قوات أمريكية.
وكثف داعش خلال اليومين الماضيين هجماته على نقاط تجمع ومواقع قوات النظام السوري وحلفائها في منطقة البادية السورية القريبة من العراق، ما أوقع عشرات القتلى بينهم مقاتلون روس.
ويؤكد المصدر المطلع أن"العراق نفذ منذ بداية العام الحالي أكثر من 15 هجمة داخل تلك المناطق، استهدفت تجمعات مهمة لتنظيم داعش". ولا تدفع دمشق، بحسب تقارير عسكرية، تكاليف تلك الهجمات التي تنفذ عبر طائرات"أف 16"العراقية، وأغلب الظن أن الولايات المتحدة هي من تتحمل الكلفة، وهي من ضغطت على العراق لشن الغارات، حيث كان رئيس الحكومة حيدر العبادي حتى نهاية 2016 يرفض التدخل في الشأن السوري، قبل أن يغيّر موقفه في آذار من العام الماضي ويوجه أول ضربة جوية خارج الاراضي العراقية.
وكانت آخر الضربات قد نفذت قبل أقل من أسبوع، حيث أعلنت قيادة العمليات المشتركة، الخميس الماضي، أن طائرات F16 العراقية نفذت ضربة جوية على موقع لقيادة داعش في سوريا، مبينة انه تم تدمير الموقع بالكامل.

حاجز كردي
بعد تحرير القائم غرب البلاد، أواخر العام الماضي، انتقل آلاف المسلحين إلى سوريا، ومنذ ذلك الحين بدأ التنظيم بشنّ هجمات شبه يومية على الحدود العراقية. لكنّ المصدر العسكري يقول:"قبل 20 يوماً تقدمت قوات سوريا الديمقراطية الى منطقة هجين، وبذلك أصبحت حاجزا بين قواتنا والمسلحين".
وأحاطت قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ"قسد"في 8 أيار الجاري مناطق شرق الفرات القريبة من الاراضي العراقية، بدعم جوي من الولايات المتحدة. وكان داعش قبل ذلك يفرض تهديدا، بحسب المصدر المطلع، على العراق على طول شريط حدودي مشترك مع سوريا بمسافة 90 كيلومترا.
وكان داعش يستعدّ قبل شهر واحد من الانتخابات العراقية الى شن هجمة كبيرة لاستعادة القائم العراقية. وبحسب مصادر أمنية تحدثت لـ(المدى) وقتذاك، فإن التنظيم كان"يعدّ هجوماً بـ3000 مسلح على العراق". وقبل أسبوعين من الاقتراع تصاعدت عمليات الاغتيال ضد مرشحين للانتخابات التي وصلت الى 15 حادثة تقريبا، كما زادت التجذيرات من شن هجوم عن مراكز التصويت منطلقين من الأنبار.
بدوره، قال قطري العبيدي، وهو قيادي في حشد الغربية، في اتصال مع (المدى) أمس ان"داعش لم يعد قادرا على شن هجمات كبيرة ومنظمة"، وأشار الى أن التنظيم"ينتشر بشكل جماعات صغيرة في المناطق الصحراوية بالمحافظة يعانون من الجوع وقلة الامدادات، لذلك يهاجمون القرى البعيدة ورعاة الغنم للحصول على الطعام".
كما أكد أن في يوم الانتخابات"دخلت القوات العراقية وحرس الحدود في إنذار كامل، وهو ما منع داعش من التحرك وشن أي هجمات".

عمليّة سريعة
قبل ذلك ظهرت تحذيرات من شرق البلاد، إذ أعلنت السلطات المحلية الأحد، عن وجود تهديدات حقيقية لاستهداف دور العبادة والمدنيين شرقي المحافظة.
وفي هذا الشأن يقول مراون الجبارة، وهو قائد عشائري بارز في صلاح الدين، إن"مناطق مشتركة مع ديالى، مازالت تمثل حواضن للتنظيم"، وأشار الى أن"مطيبيجة"وهي قرية صغيرة تقع على حدود المحافظتين، تعدّ أبرز مناطق الخطر وتضم عشرات المسلحين.
ومنذ عام 2015 أُعلن عن تحرير هذه البلدة 5 مرات، كما شنت قوات مشتركة من المحافظتين بالاضافة الى الحشد الشعبي، نحو 10 حملات عسكرية من دون ان تسيطر على تلك البلدة التي تمثل تهديدا على طرق رئيسة تربط بغداد بالمناطق الشمالية.
ويقول الجبارة لـ(المدى) أمس إن"مطيبجية تقع في نهاية سائبة لثلاث قيادات عمليات (شرق دجلة، صلاح الدين، وديالى) وكل من تلك الجهات ترمي مسؤولية أمن المنطقة على الاخرى".
وتتميز تلك البلدة بوعورة الاراضي ووجود مبازل كثيفة تسهل عميلة اختباء المسلحين الذين هربوا من الحويجة والموصل.
وخلال اليومين الماضيين، نفذت القوات العسكرية حملة جديدة على"مطيبيجة"وقتل خلال الهجوم قائد شرطة ناحية العلم في انفجار عبوة ناسفة، فيما أكد الجبارة وهو قيادي في حشد شرق تكريت، ان العملية"توقفت اليوم (أمس الإثنين) ولم يتم مسك الارض".
بدوره يقول عبدالخالق العزاوي، عضو اللجنة الامنية في ديالى في اتصال مع (المدى) امس ان"العملية كانت مستمرة حتى مساء الاحد الماضي، من محوري ديالى وصلاح الدين". وأكد ان"هدف العملية كان تحرير ومسك أرض من قبل الجيش والحشدين الشعبي والعشائري".
لكنّ العزاوي قال"هناك معلومات غير مؤكدة عن انسحاب الجيش وانتهاء المهمة"من دون إعطاء تفاصيل أخرى.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top