ارتفاع معدلات البطالة  يزيد من حركة الاحتجاجات

ارتفاع معدلات البطالة يزيد من حركة الاحتجاجات

 ترجمة: المدى

بعد مرور ثلاث سنوات على تخرجه حاول ، كرار علاء عبد الواحد ، الحصول على وظيفة مستقرة في أحد دوائر الدولة وفي القطاع الخاص ولكن بدون جدوى .
عرضت عليه مرة وظيفة ضمن وزارة النفط في مدينته البصرة ، ولكن مقابل سعر باهظ جدا ، كان عليه ان يدفع مبلغ 5,000 آلاف دولار رشوة للحصول عليها ولكنه غير قادر على تسديد هذا المبلغ .
عبد الواحد 26 عاماً ، خريج معهد تقنيات البصرة ، قال في لقاء مع اسوشييتدبرس " في كل دائرة حكومية من دوائر البصرة هناك نسخة من سيرتي الذاتية برفقة طلب تعيين ولكنني لم أظفر بأي وظيفة . أما إذا كانت لديك ارتباطات قوية مع الأحزاب السياسية ولديك أموال فانك ستحصل على أي وظيفة تحلم بها ، وإذا لايوجد ذلك فلن تحصل على أي شيء ."
سوء الإدارة ، الذي عقب الغزو الاميركي للعراق عام 2003 ، زاد من معدل البطالة في البلد . وخلال السنوات الأخيرة الماضية انخرط كثير من الشباب العاطل عن العمل في صفوف المجاميع المسلحة ، وفي الوقت الحاضر تسببت البطالة المنتشرة في تأجيج احتجاجات عنيفة في العاصمة بغداد وبقية المحافظات الجنوبية للعراق .
اندلعت في البصرة هذا الشهر مظاهرات شارك فيها الآلاف من المحتجين ضد انعدام فرص العمل والافتقار للخدمات العامة والانقطاعات المستمرة للطاقة الكهربائية .
استناداً الى البنك الدولي فان معدل البطالة الكلي في العراق يقف عند نسبة 11.2 % ، أما نسبة البطالة في المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش وعانت كثيراً من الدمار بعد تحريرها العام الماضي فهي ضعف ذلك الرقم تقريباً وتقف عند 21.6 % .
وأضاف البنك الدولي بان معدل الفقر في العراق ازداد من 19.8 % خلال العام 2012 الى مايقارب من 22.5 % اعتباراً من العام 2014 .
ووفقا لما ادلى به نائب محافظ البصرة ، ضرغام العوادي ، فان معدل البطالة في البصرة ، التي تضم أكثر من 4 ملايين نسمة ، ارتفع بشكل حاد ليصل الى نسبة 30% . مشيراً الى أن مابين 30,000 و 35,000 طالب يتخرج من الجامعات والمعاهد ينتهي بهم المطاف الى الجلوس في البيت بدون وظيفة ، ملقياً باللوم على الحكومة لعدم تركيزها على حاجة السوق من الأيدي العاملة .
وفي مسعى منها لاحتواء الاحتجاجات ، وعدت الحكومة الفدرالية بتخصيصات عاجلة للبصرة قدرها 3.5 ترليون دينار عراقي ( بحدود 3 مليارات دولار ) مخصصة لمشاريع الكهرباء والماء وكذلك إطلاق 10,000 درجة وظيفية .
ويقول العوادي إن طلبات الحصول على وظيفة تجاوز هذا العدد المطلق من درجات التعيين باضعاف مضاعفة حيث وصل العدد لحد الآن الى 85,000 خمسة وثمانين ألف طلب . مؤكدا بقوله " لحد الآن لاتوجد خطة في كيفية تنفيذ هذا الإجراء ومتى ."
البطالة هي من أكثر المشاكل صعوبة تواجهها الحكومة حيث إن 70% من العراقيين هم ضمن أعمار دون الأربعين ويبحثون عن فرص عمل .
منذ العام 2015 عمل الطالب الخريج ، عبد الواحد ، في عدة أعمال حرة لمساعدة عائلته في معيشتها حيث هو الابن الاكبر من بين ستة أطفال آخرين ، واستقر مؤخراً لمزاولة عمل بيع مشروبات ساخنة وباردة عبر تجواله في شوارع البصرة في سيارته .
وقال عبد الواحد " احببت هذه المهنة فهي جديدة من نوعها في البصرة ولم يسبق أحد أن زاولها سابقاً في المدينة ."
وكان عبد الواحد قد اقترض مالاً من أقارب وأصدقاء لشراء وتعديل سيارة صغيرة لهذا الغرض ، وفاتح مجهز مكائن قهوة الذي ساعده بمنحه ماكنة تحضير قهوة مجاناً وخصومات على التجهيزات . وهو الآن يتجول بين شوارع البصرة يعرض من سيارته مختلف المشروبات الحارة من قهوة وشاي ومشروبات أخرى حارة وباردة ، ويجني مايقارب من 9000 دينار باليوم.
ويعتبر عبد الواحد نفسه من المحظوظين لأن أقرانه الآخرين اضطروا للعمل في مهن مرهقة أخرى رغم تحصيلاتهم الدراسية .
وقال عبد الواحد " هناك خريجون اضطروا للعمل كمحاسبين " كاشير " في بعض المحلات أو كعمال بناء ومنظفين في مستشفيات أو حراس أمنيين في متاجر عامة ، لأنهم يريدون الحصول على قوت يومهم ومساعدة عوائلهم ، الأوضاع التي يعيشها الشباب في البصرة أوضاعاً مزرية ."
علي فاضل 25 عاماً ، أحد المشاركين في احتجاجات البصرة ، عاطل عن العمل ويحمل شهادة علوم تربية فيزياوية ، قدم هو الآخر طلباً للحصول على وظيفة بعد أن اطلقت الحكومة درجات وظيفية للمحافظة ، يقول بأن " هذه الوعود مجرد تخدير للشعب لابقائهم صامتين لقد بدأنا انتفاضتنا ولن نتخلى عن مطالبنا ."
 عن: اسوشييتدبرس

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top