رحيل   كوفي عنان ..  80 عاماً في مواجهة العواصف

رحيل كوفي عنان .. 80 عاماً في مواجهة العواصف

أعلنت أسرة كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة الحائز على جائزة نوبل للسلام، وفاته صباح (اليوم) أمس السبت، بعد فترة قصيرة من المرض، وقالت في بيان منشور على حساب "كوفي عنان" على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، إن زوجته نان وأبناءه آما وكوجو ونينا كانوا إلى جانبه خلال أيامه الأخيرة.

وقال بيان الأسرة، إن كوفي عنان كان رجل دولة من الطراز العالمي وقاتل طوال حياته من أجل عالم أكثر عدالة وسلمية، وخلال مسيرته المتميزة وقيادته للأمم المتحدة كان بطلاً متحمساً للسلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان وسيادة القانون.
وأضاف البيان، أنه بعد تنحّيه عن الأمم المتحدة، واصل العمل بلا كلل في قضايا السلام من خلال رئاسته لمؤسسة كوفي عنان وكرئيس لجماعة الحكماء، المجموعة التي أسسها نيلسون مانديلا. وكان مصدر إلهام للصغار والكبار على حد سواء.
وتحدثت أسرته عن تعاطف عنان العميق حيال المستضعفين والمحتاجين، وكيف وضع الآخرين نصب عينيه. وختمت البيان بالقول: "سوف يفتقده الكثيرون فى جميع أنحاء العالم، وكذلك موظفو المؤسسة والعديد من زملائه السابقين في منظومة الأمم المتحدة، سيبقى في قلوبنا إلى الأبد".
وقال مصدران مقربان من عنان، الذي يحمل الجنسية الغانية، إنه توفي في مستشفى في بيرن بسويسرا في الساعات الأولى من صباح أمس السبت.
من جانبه أشاد الأمين العام الحالي للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، السبت، بالأمين العام الأسبق للمنظمة الدولية كوفي عنان، الذي توفي عن 80 عاماً، معتبراً أنه كان "قوة تعمل من أجل الخير".
وقال غوتيريس، إن عنان "كان يجسد الأمم المتحدة بجوانب مختلفة". وأضاف أن عنان "خرج من الصفوف لقيادة منظمة إلى الألفية الجديدة بكرامة وتصميم لا مثيل لهما".
وينتمى كوفي عنان لعائلة ارستقراطية في غانا وهو من مواليد أبريل/ نيسان 1938، التحق كوفي عنان بعدة جامعات في غانا منهم كلية كوماسي للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة كوامي نكروما للعلوم والتكنولوجيا، وكلية ماك الستر في سانت بول، ثم انتقل للدراسة فى المعهد العالي للدراسات الدولية فى جنيف، وأيضاً مدرسة سلون معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا للإدارة في كامبريدج.
وحصل كوفي عنان على عدد من الشهادات، بما في ذلك درجة الماجستير في العلوم، ولم يكتف بذلك بل درس أيضاً العلاقات الدولية، وتمكن من إجادة اللغة الإنكليزية والفرنسية وعدد من اللغات الأفريقية الأخرى.
درس كوفي عنان العلاقات الدولية في الولايات المتحدة وسويسرا، وأصبح موظفاً مدنياً دولياً في الأمم المتحدة عام 1962، تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة في وقت لاحق وكان مبعوثاً خاصاً إلى سوريا.
وبدأ كوفي عنان حياته الوظيفية كضابط في الميزانية لمنظمة الصحة العالمية عام 1962، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة، وكان كوفي عنان موظفاً مدنياً دولياً منذ ذلك الحين، باستثناء فترة انقطاع قصيرة ما بين عامي 1974 - 1976، عندما كان يعمل مديراً للسياحة في غانا.
تم تعيين كوفي عنان أمين عام مساعد للموارد البشرية والإدارة وتنسيق الأمن ما بين عامي 1987- 1996، وكان مراقباً على تخطيط البرنامج والميزانية المالية، وعمليات حفظ السلام، وعقب الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا، كان كوفي عنان قائد قوة بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى رواندا.
تولى كوفي عنان منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في الفترة من مارس/ آذار 1994 إلى أكتوبر/ تشرين الأول 1995، وفي عام 1996 تم تعيينه لمدة خمسة أشهر ليكون بمثابة الممثل الخاص للأمين العام ليوغوسلافيا السابقة.
وأوصى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتولي كوفي عنان منصب الأمين العام للأمم المتحدة، خلفاً للدكتور بطرس غالي، وصوتت الجمعية العامة لصالحه وبدأ فترة ولايته الأولى كأمين عام للأمم المتحدة مطلع يناير/ كانون الثاني 1997.
وكان لكوفي عنان دور في معالجة وباء فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) عام 2001، واقتراحه إنشاء صندوق عالمي للإيدز والصحة العامة، وحصل على جائزة "نوبل" للسلام في ديسمبر/ كانون الأول عام 2001 ، حيث كان يعمل من أجل عالم أفضل تنظيماً وأكثر سلاما.W
وعرف عن كوفي عنان معارضته لغزو العراق عام 2003 ومعارضته أيضاً للبرنامج النووي الإيراني، ورغم ذلك انتقده تقرير على سوء إدارة برنامج النفط مقابل الغذاء الذي كان يسمح للعراق في ظل العقوبات ببيع نفطه مقابل الغذاء والدواء.
وقال التقرير الذي وضعه "بول فولكر" رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي السابق، إن صدام حسين استغل البرنامج لتحقيق أرباح غير مشروعة.
وتمت تبرئة عنان من الاتهام بمساعدة ابنه كوجو، الذي عمل بإحدى الشركات، على فوز الشركة بتعاقد لمراقبة البرنامج.
كما تعرض للنقد أيضاً لعدم تصرفه بسرعة في أزمات البوسنة ورواندا، فقد كان رئيس عمليات حفظ السلام الدولية عندما وقعت مذابح سربرينيتشا ورواندا.
وتقاعد عنان في 31 كانون الأول 2006، وقبل عدة أشهر، ألقى كوفي عنان كلمة وداع لزعماء العالم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وقام بتحديد المشاكل الرئيسة مع الاقتصاد العالمي الظالم.
وفي شباط 2012، تم تعيين كوفي عنان كمبعوث للجامعة العربية المتحدة إلى سوريا في محاولة لإنهاء الحرب التي تجري هناك، وقال إنه وضع خطة من ست نقاط من أجل السلام، واستقال كوفي عنان من المنصب بسبب عناد الحكومة السورية والمعارضة، وكذلك فشل مجلس الأمن في إيجاد حل سلمي فيما بينهما.
 عن/ رويترز , BBC

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top