محاولات أسبوعيّة من داعش لاختراق الحدود العراقيّة مع سوريا

محاولات أسبوعيّة من داعش لاختراق الحدود العراقيّة مع سوريا

 بغداد/ وائل نعمة

لا ينفكّ تنظيم داعش الموجود في سوريا من محاولات العبور باتجاه الاراضي العراقية، حيث يتكرر هذا الامر أسبوعياً. وتقلق محاولات التنظيم الإرهابي المسؤولين في محافظة الانبار من عودة التنظيم مرة أخرى عبر بوابة الصحراء، وهو ربما ما دفع التحالف الدولي لأن يقول أمس إن القوات الامريكية "باقية في العراق" دون أن يحدد سقفا زمنيا لإجلائها.

ويطمح عناصر التنظيم المحليين، خصوصاً في غرب الانبار، الذين هربوا نهاية العام الماضي بالعودة الى مدنهم، على الأقل للقاء أقاربهم أو الحصول على بعض المعونة، مستغلين معرفتهم الجيدة بجغرافيّة المنطقة.
وفي بعض الاوقات ينجح عدد منهم في عبور الحدود بالفعل، لكن تطور إمكانات القوات العسكرية العراقية وعناصر حماية الحدود، لاتسمح لهم بالبقاء أكثر من بضع ساعات حتى يتم قتلهم أو اعتقالهم في مناطق قريبة من الشريط الحدودي مع سوريا.
وماتزال القوات الامريكية، المتواجدة بكثافة في الأنبار، تلعب دوراً محورياً في عملية حماية الحدود ورصد التحركات المشبوهة عبر الاقمار الصناعية، كما توجه في أغلب الاوقات غارات ضد أي محاولات للتسلسل.

القوات الأميركيّة باقية
وفي السياق ذاته أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل شون رايان أمس الأحد، أن القوات الأمريكية ستبقى في العراق طالما اقتضت الضرورة. وتابع: "القوات ستبقى للمساعدة في تحقيق الاستقرار بعد هزيمة تنظيم داعش".
وأضاف رايان في مؤتمر صحفي عقده في دولة الإمارات "سنبقي القوات هناك طالما رأينا أن هناك حاجة لها... بعد هزيمة داعش عسكرياً فإن السبب الرئيس لبقائنا هو جهود تحقيق الاستقرار وستظل هناك حاجة للبقاء لهذا السبب. لذلك فهذا أحد الأسباب التي ستجعلنا نبقى".
وفي شباط الماضي، أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية أن القوات الأميركية بدأت بخفض أعدادها في العراق بعد أن أعلنت السلطات العراقية "النصر" على تنظيم داعش.وكان لدى الولايات المتحدة أكثر من 5500 عسكري في العراق وقت ذروة معركة الموصل في حزيران 2017 أي ما يمثل نصف قوات التحالف الدولي في البلاد.
حينها، رفض متحدث باسم التحالف تأكيد أو نفي البدء بتخفيض أعداد القوات، وقال "استمرار وجود التحالف سيتحدد وفقاً للظروف وبما يتناسب مع الحاجة وبالتنسيق مع الحكومة العراقية".
وعلى النقيض من تصريحات الحكومة، تقول مصادر أمنية مطلعة في الانبار لـ(المدى) انه "منذ أشهر تقوم القوات الامريكية بتوسيع قاعدة عين الأسد في غرب المحافظة، ولا إشارات تدل على قرب انسحابهم أو تقليص أعدادهم".
وتظهر الحاجة لبقاء القوات الاميركية الآن بسبب عدم زوال خطر داعش بشكل نهائي داخل البلاد ومن محيطه أيضاً، فضلاً عن عدم استكمال القوات العراقية كل قدراتها وخاصة في ما يتعلق بالغطاء الجوي والاستخبارات.
وفي منتصف آب الجاري ذكر تقرير أصدرته الأمم المتحدة، أن ما بين 20 و30 ألفاً من مسلحي تنظيم داعش لا يزالون في العراق وسوريا (موزعين بالتساوي تقريبا بين البلدين) رغم هزيمة التنظيم وتوقف تدفق الأجانب للانضمام إلى صفوفه.
وجاء في التقرير أيضاً أن تنظيم داعش "لا يزال قادراً على شن هجمات داخل الأراضي السورية، ورغم انه لا يسيطر بشكل كامل على أي أراضٍ في العراق، فإنه لا يزال نشطاً من خلال الخلايا النائمة" من العملاء المختبئين في الصحراء وغيرها من المناطق.

العودة إلى الأراضي العراقية
بدوره يؤكد عيد عماش الكربولي، المسؤول المحلي في غرب الانبار، أن هناك مجاميع من مسلحي داعش مازالوا متواجدين في مناطق واقعة بين العراق وسوريا، وهؤلاء يحاولون دوماً العبور داخل أراضي المحافظة.
ويضيف الكربولي، وهو عضو مجلس محافظة الانبار، في تصريح أمس لـ(المدى) إن "منطقة الباغور التابعة لناحية الرمانة شمال القائم، قريبة بمسافة 50 كم فقط عن مناطق سوسة وهجين السوريتين، وهما تحت سيطرة داعش".
وتابع: "أكثر المسلحين الهاربين من غرب الانبار والقائم خاصة، لجأوا الى تلك المناطق، وهم يحاولون في كل مرة العودة الى المدينة". وأشار الى أن الهجمات تحدث في الشهر الواحد 4 مرات على الأقل.
وقبل أسبوع أعلن آمر الفوج الثالث في قيادة عمليات الجزيرة، العقيد محمود المحلاوي، مقتل خمسة من عناصر تنظيم داعش واعتقال اثنين آخرين، خلال محاولتهم التسلل من سوريا إلى الأراضي العراقية في قضاء القائم غرب الأنبار.
وقال المحلاوي إن "القوات ضبطت مع العناصر الإرهابية ثلاثة أحزمة ناسفة وخمسة صواريخ (آر بي جي) وأسلحة خفيفة مع أجهزة اتصال وهويات مزورة وكمية من المواد المتفجرة". وأشار إلى أن عناصر التنظيم حاولوا التسلل إلى الأراضي العراقية هرباً من معارك تحرير المناطق السورية، وخصوصاً في منطقة هجين السورية.
وينتظر المسلحون، بحسب المسؤولين في الانبار، الوقت المناسب للهجوم، وهو عادة يتزامن مع المناخ السيّئ، أو حدوث حالات استرخاء للاجهزة الامنية في بعض الاوقات. ويقول الكربولي: "لولا دور التحالف الدولي وإعطاؤه المعلومة عن تحركات المسلحين وتوجيه ضربات لصار الوضع أسوأ".
وتكررت عملية عبور المسلحين في شهر آب الجاري وتموز الماضي، حيث تتسلل في العادة مجاميع صغيرة متكونة من 5 الى 10 أفراد في كل مرة، لكن قطري العبيدي، وهو قيادي في الحشد العشائري في غرب الانبار يؤكد انه يتم إفشال أغلب محاولات التسلل.
ويضيف العبيدي في اتصال مع (المدى) أمس إن "هناك فرقتين عسكريتين بالاضافة الى فرقة حرس حدود تقوم بتأمين الشريط الحدودي من جنوب سنجار الى منفذ الوليد، بمساعدة الحشدين العشائري والشعبي".
ويكشف المسؤول في الحشد عن إنشاء سواتر ترابية في بعض مناطق الحدود، وإن العمل جارٍ على إنشاء مثل تلك السواتر والخنادق بشكل تدريجي على طول الشريط الحدودي في المحافظة الذي يبلغ 300 كم.
من جهته يشير أحمد المحلاوي قائممقام القائم، إلى أن الوضع في المدينة طبيعي، لكنّ هناك مخاوف من تسلل المسلحين من الصحراء الرابطة مع نينوى. ويؤكد المحلاوي في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس: "هناك مسلحون في الصحراء القريبة من القائم، لكنّ أعدادهم صغيرة".
وعاد نحو 65% من نازحي القائم حتى الآن، على الرغم من أنّ 105 منازل قد سويت بالارض تماماً وآلافاً أخرى قد تعرضت لأضرار متفاوتة. ويقول المسؤول المحلي: "هناك منظمات إنسانية تساعد في إعادة إعمار 740 منزلاً متضرّراً، أما المهدم فننتظر التعويضات من بغداد".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top