الصراع على الكتلة الأكبر يُوتِّر العلاقة بين الحشد والعبادي

الصراع على الكتلة الأكبر يُوتِّر العلاقة بين الحشد والعبادي

 بغداد/ وائل نعمة

حذرت فصائل شيعية ضمن الحشد الشعبي في بيان مما وصفتها"مؤامرة قذرة"قالت إن الولايات المتحدة تقودها بالتعاون مع أطراف في حزب الدعوة لتشكيل الحكومة الجديدة، فيما دعت، بطريقة أقل حدة، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي حازت كتلته أكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب الجديد الى"وضع النقاط على الحروف"بشأن المؤامرة المزعومة.
وقالت جهات في الحشد، إن "التدخلات" الامريكية باتت مكشوفة، وإن سياسيين سُنّة"تلقوا تهديدات مباشرة"من أجل منعهم من الانضمام الى تحالف البناء (الفتح- دولة القانون) الذي يضم أكثر من 40 شخصية سنيّة.
وقبل أيام من إعلان محوري تحالف الإصلاح (سائرون- النصر) وتحالف البناء أن كلاً منهما هو الكتلة الاكبر في البرلمان، بدأت الاتهامات المتبادلة بين الطرفين على وجود تهديدات إيرانية وأمريكية تمارس على الجانبين.
وأكدت فصائل في الحشد، أنها ستتعامل مع التواجد الامريكي في العراق كـ"قوات احتلال"، لكنها استبعدت المواجهة العسكرية على المدى القريب، رغم أن البيان الصادر في وقت متأخر من مساء الإثنين من قبل 11 فصيلا قال إن"جميع الوسائل متاحة لإخراج الاحتلال". واعتبرت هذه الجهات أن التغييرات الأخيرة التي جرت في هيئة الحشد الشعبي، وآخرها إقالة رئيس الهيئة فالح الفياض، كان بدفع من الولايات المتحدة، فيما ألمح البيان الى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال حيدر العبادي، من دون أن تسمّيه، ساعدهم في ذلك.

ردّة الفعل
من جهته قال المتحدث باسم تحالف"البناء"أحمد الأسدي في تصريح لـ(المدى) إن البيان الذي صدر عن فصائل الحشد"هو ردة فعل على التدخلات الامريكية المكشوفة في العملية السياسية". وتابع:"لكل فعل ردة فعل تساويه أو تغلبه في الشدة".
ونص بيان قوى الحشد على أن ما يحدث الآن هو"تدخل سافر في العملية السياسية لفرض إرادة التحالف الإنجلو - أميركي على العراقيين، وتشكيل حكومة هزيلة وضعيفة تأتمر بأوامر الثنائي ماكغورك – السبهان".
ويعلّق الأسدي وهو المسؤول السابق عن"جند الإمام"أحد تشكيلات الحشد الشعبي أن"ماكغورك قام بطريقة غير مهذبة بتهديد بعض القوى السُنيّة من أجل منعهم من الانضمام الى تحالف البناء، وقال إن مبعوث الولايات المتحدة"فرضَ إملاءات على تلك القوى بتأييد فلان ومخاصمة فلان".
ويبين النائب الأسدي أن بعض التهديدات تتعلق بإيقاف المساعدات الاقتصادية الامريكية الى العراق، ورفع الحماية الامريكية عن المناطق السُنية المحررة، وإلغاء إقامات بعض الشخصيات السياسية السُنية في الدول العربية.
وتأتي هذه التطورات في وقت يواجه تحالف"البناء"اتهامات بتزوير وتكرار أسماء نحو 40 نائباً ضمن تحالفه في محاولة لإظهاره الكتلة الأكثر عدداً في البرلمان، لكنّ الأسدي يقول إننا"مستعدون لمواجهة أي مسؤولية قضائية في حال تم إثبات وجود تزوير". وقال أيضا: لم ينسحب أي أحد من التحالف، والقوى التي قررت البقاء رغم التهديدات الامريكية"تحتمي بالوطن وبالشعب".
وبحسب قوائم"البناء"التي نشرها التحالف مؤخراً، فإن أعداد النواب وصل الى 150 نائبا، تضم نحو 40 نائباً سنياً، وهو أكثر من نصف السُنة الذين فازوا في الانتخابات. في المقابل انضمّ غالبية القوائم الشيعية الى المحور الثاني (الإصلاح) الذي يتهمه (محور الحشد) بأنه مدعوم من الولايات المتحدة.

تحالف السلاح
في المقابل نفى القيادي في تحالف الإصلاح حيدر الملا في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس، تعرض القوى السنية الى تهديدات من أجل الانضمام الى محور"سائرون- النصر". وقال ان"المدن المحررة تشتكي من انفلات السلاح، ومحور الإصلاح يريد معالجة تلك الظاهرة ولذلك قررنا الانضمام إليه".
وتابع الملا:"من الطبيعي أن ترفض القوى السنية الذهاب باتجاه تحالف مكون من جماعات مسلحة ومدعوم من إيران"، واعتبر أنّ"طهران هي من هددت شخصيات سنية لدفعهم نحو الانضمام الى تحالف البناء".
واتهم البيان الأخير لفصائل الحشد الـ11، أبرزهم بدر، كتائب الإمام علي، وجند الامام، وسرايا الخراساني، وعصائب أهل الحق، رئيس الوزراء المنتهية ولايته من دون تسميته بشكل صريح، بالمشاركة في"المؤامرة"، حيث نص البيان على ان"بعض قيادات حزب الدعوة الإسلامية (....) منغمسة في هذه المؤامرة". ودعا البيان"الدعوة"الى أن"يضع حداً للتصرفات اللا مسؤولة"الصادرة عن بعض أطراف الحزب.

بعد إقالة الفيّاض
كذلك أشار البيان الى ما وصفها"محاولات الحكومة المنتهية ولايتها للنيل من مكانة المجاهدين بعد إعلان نتائج الانتخابات... عبر إجراءات العزل والإقالة والإقصاء، وعبر حجب حقوق المجاهدين والعمل على تفكيك وضعهم رغم قانونيته ودستوريته، الأمر الذي لا يمكن أن يمرّ دون رد مناسب منا يعيد الأمر إلى نصابه"، وهو ما يبدو ردّ على إجراءات العبادي الاخيرة بإقالة رئيس الحشد فالح الفياض من منصبه وتعيين نفسه بديلاً عنه. ولم ينشرالبيان على موقع الهيئة الرسمي.
بدوره أكد القيادي في الحشد علي الحسيني في تصريح لـ(المدى) أمس، أن:"التغييرات الأخيرة التي جرت في الهيئة كانت بدفع من الولايات المتحدة التي لا ترغب ببقاء الحشد الشعبي"، واستدل الحسيني على كلامه بـ"تدخل"واشنطن في السياسة الداخلية، بالاجتماعات"المكثفة"التي أجراها"ماكغورك"في الايام الاخيرة مع بعض السياسيين.
وكان لافتاً في بيان فصائل الحشد الاخير الرسالة التي وجهت الى مقتدى الصدر، وطالبته بأن"يضع النقاط على الحروف، ويقول كلمته المدوية بوجه هذه المؤامرة الخبيثة".
وأضاف البيان"نحن متأكدون من أنه (الصدر) سيتخذ الموقف المناسب الذي يحفظ العراق والعراقيين، وهو موقف ينسجم مع تاريخ آل الصدر بمقارعة الظلم والاستكبار".
كذلك قال البيان إن فصائل المقاومة"على استعداد لإحباط هذا الفصل الجديد من التآمر، وأن بإمكانها التدخل في اللحظة المناسبة لتجريد المتآمرين من أدواتهم. كما وجّه رسالة إلى القوات الأميركية، ووصفها بغير مشروعة، وقال إن"صبرنا له حدود"وإن القوات الامريكية"تحت بصرنا، وسنتعامل معها كقوات محتلة... وسنستخدم حقنا المشروع الذي يتيح استخدام كل الوسائل لإخراجها من بلادنا".
لكنّ القيادي في الحشد، علي الحسيني، استبعد الذهاب الى خيار المواجهة المسلّحة مع القوات الامريكية، وقال إنّ"اعتبار القوات الامريكية قوات احتلال، يعني مقاطعتهم وعدم التعامل معهم أو استقبالهم".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top