تحالف المحور الوطني يسمّي لجنة سداسيّة لاختيار رئيس للبرلمان 

تحالف المحور الوطني يسمّي لجنة سداسيّة لاختيار رئيس للبرلمان 

 بغداد/ محمد صباح

يضطر تحالف المحور الوطني السنّي لاعتماد مبدأ تدوير المواقع والمناصب بين المحافظات السنية كخيار للخروج من أزمة التنافس المحتدمة بين كتله ومرشحيه على شغل منصب رئاسة البرلمان الجديد.
هذا العرف السياسي المعتدّ به من قبل القوى السنية منذ فترة تعود إلى عام 2010 سيمنح منصب رئاسة البرلمان الجديد إلى مرشح من محافظة الانبار بعدما منح في دورات ماضية إلى محافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين .
وسمّى تحالف المحور الوطني لجنته التفاوضية المكونة من ستة أعضاء مهمتهم التفاوض مع القوائم الفائزة لتشكيل الحكومة المقبلة .
ويقول المتحدث باسم تحالف القوى العراقية ليث الدليمي في تصريح لـ(المدى) إن "القوى السنية حسمت خلافاتها واتفقت على تشكيل تحالف جديد مغاير عن المفاهيم التي بحثها اجتماع إسطنبول"، مشدداً على أن "المحور الوطني نجح في توحيد المواقف والبرامج وحدد بوصلة تحالفاته الجديدة".
وتوصلت القوائم السنية في اجتماع عقدته مساء الثلاثاء لإعلان تحالف المحور الوطني المكون من تحالف القرار الذي يقوده أسامة النجيفي وتحالف القوى العراقية بزعامة جمال الكربولي، وكتلة العمل التي يرأسها سليم الجبوري، بالإضافة إلى السياسي فلاح حسن زيدان عن محافظة نينوى.
ويضيف الدليمي أن "الاجتماع خلص أيضا إلى تشكيل قيادة سداسية لتحالف المحور الوطني يديرها كل من أسامة النجيفي وجمال الكربولي وأحمد عبد الله الجبوري وخميس الخنجر وسليم الجبوري وفلاح حسن زيدان بطريقة جماعية"، منوهاً إلى أن "القرارات ستدرس وتتخذ بالتوافق بين أعضاء الهيئة القيادية".
ويشير المتحدث الذي حضر اجتماع القوى السنية إلى أن "حسم رئاسة البرلمان ستتم بوضع آلية محددة من قبل الهيئة القيادية لاختيار أحد المرشحين المطروحين من قبل مكونات تحالف المحور"، لافتاً إلى أن "حظوظ مرشح تحالف القوى العراقية محمد الحلبوسي ستكون الأوفر حظا".
وكان النائب السابق والمرشح عن تحالف تضامن طلال حسين الزوبعي قد كشف لـ(المدى) في تموز الماضي عن "وجود عرف سياسي سني يقضي بمنح محافظة الانبار منصب رئاسة البرلمان بعدما منحت الى ديالى وصلاح الدين ونينوى"، منوها إلى أن العرف يمنع إناطة المنصب إلى سنّة بغداد الذين يعتبرون أقلية.
ويؤكد الدليمي أن "محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى تمكنت من الظفر بمنصب رئاسة البرلمان في دورات برلمانية ماضية ولم يتبقّ سوى الانبار وبغداد"، منوها إلى ان "الدورات البرلمانية المقبلة ستكون من حصة مرشحي العاصمة بغداد".
ودأبت القوى السنية في الفترة الأخيرة على عقد أغلب اجتماعاتها المصيرية والحساسة في مدن تركية بينها مؤتمر أنقرة 1، حيث كانت هناك محاولات عدة جرت قبل الانتخابات البرلمانية الماضية هدفت إلى توحيد الموقف السني تحت قيادة موحدة.
ويلفت المتحدث إلى أن "تحالف المحور الوطني شكل لجنة تفاوضية مكونة من ستة أعضاء من ضمنهم محمد الكربولي وقتيبة الجبوري،و مثنى السامرائي، وعمر الحميري ستكون مهمتهم خوض المفاوضات مع الكتل والقوائم الفائزة لتشكيل الحكومة المقبلة".
وكشفت مصادر سُنيّة لـ(المدى) بداية الأسبوع الجاري عن انسحاب رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري من التنافس على منصب رئيس البرلمان الجديد وتراجعت حظوظ سلفه أسامة النجيفي.
وشهد شهر أيار الماضي حراكاً مكثفاً بين القوى السنية تمخض عنه تشكيل تحالف القوى الوطنية المكون من حزب "العراق هويتنا" وحزب "الجماهير الوطنية" إضافة إلى بعض النواب المنشقين من كتل سنية أخرى.
بدوره يؤكد عبد الملك الحسيني، مدير مكتب رئيس البرلمان السابق، أن "تحالف المحور لم يحسم خياراته بشأن مرشحه لمنصب رئاسة مجلس النواب في اجتماعه الأخير"، نافياً ان يكون "اللقاء تركز في مناقشاته على توزيع المناصب والمواقع".
وبيّن الحسيني في تصريح لـ(المدى) ان "تشكيل المحور الوطني المكون من 35 نائبا جاء بعد عشرة لقاءات كانت قد عقدتها القوائم السنية في العاصمة بغداد"، منوها إلى ان "مكونات القوى السنية ستنتهي قريبا من وضع آلية محددة لاختيار مرشح رئاسة البرلمان وتوزيع المناصب الأخرى".
ويكاد يكون منصب رئيس البرلمان من أكثر الملفات الخلافية بين القوى السنية التي بدأت تتنافس في ما بينها بقوة للظفر بهذا الموقع حيث رشح كل من أسامة النجيفي وخالد العبيدي وطلال الزوبعي ومحمد الحلبوسي ومحمد تميم لشغل هذا الموقع.
ويبرر الحسني أسباب تأخر "إعلان تشكيل تحالف المحور إلى عمليات العد والفرز اليدوي ونتائج كل قائمة فائزة في الانتخابات مما أثر حتى على المفاوضات بين المكونات وشل حركتها"، كاشفا عن "وجود اتفاقيات وقعت بين القوى السنية المختلفة تمخضت عن تشكيل تحالف المحور الوطني".
وما إن أعلنت مفوضية الانتخابات عن نتائج عمليات العد والفرز يدوياً قبل أيام التي جاءت متطابقة حتى بدأت القوى الفائزة خوض جولات جديدة من المفاوضات من أجل استكمال تحالفاتها قبل انعقاد جلسة البرلمان الجديد.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top