جائزة نوبل للسلام تكرّم ناشطين في مكافحة العنف الجنسي

جائزة نوبل للسلام تكرّم ناشطين في مكافحة العنف الجنسي

 ترجمة/ المدى

منحت جائزة نوبل للسلام الجمعة الى الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي والشابة العراقية ناديا مراد الضحية السابقة لتنظيم داعش ، تكريماً لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي المستخدم "سلاح حرب" في النزاعات.
ويجسد موكويغي، طبيب النساء البالغ من العمر 63 عاما، وناديا مراد (25 عاما) وكانت استعبدت جنسيا من التنظيم الإسلامي المتطرف، قضية تتخطى إطار النزاعات المحلية لتأخذ أبعادا عالمية، وهو ما تشهد عليه حركة "#مي تو" (أنا أيضا) التي أحدثت ثورة في العالم منذ سنة بعد الكشف عن اعتداءات جنسية ارتكبها مشاهير.
وأعلنت المتحدثة باسم لجنة نوبل النروجية بيريت رايس أندرسن أن الجائزة تكرم "جهودهما لوضع حد لاستخدام العنف الجنسي كسلاح حرب".
وقالت المتحدثة إن "دينيس موكويغي كرس حياته بكاملها للدفاع عن ضحايا العنف الجنسي في زمن الحرب. والفائزة معه ناديا مراد شاهدة تروي التجاوزات التي ارتكبت بحقها وحق أخريات".
وانتصرت ناديا مراد، أول عراقية تنال الجائزة، على أسوأ المحن التي عاشها إيزيديو العراق حتى صارت متحدثة بارزة دفاعاً عن تلك الأقلية.
تغيرت حياة مراد عندما اجتاح تنظيم الدولة الاسلامية قريتها كوجو في إقليم سنجار في آب/أغسطس 2014، فخطفت وتحولت على غرار الآلاف من نساء وأبناء طائفتها إلى سبايا وظلت ثلاثة أشهر في الموصل، معقل التنظيم حينها، قبل أن تتمكن من الفرار.
وقالت الجمعة "لم يكن من السهل عليّ أن أروي ما حصل لي لأن الأمر ليس سهلا خصوصا على النساء في الشرق الاوسط أن يقلن إنهن كنّ جواري استعباد جنسي .""
وأضافت عبر موقع جائزة نوبل إن الجائزة "تعني الكثير ليس لي فقط بل أيضا لجميع هؤلاء النساء في العراق والعالم بأسره ."
والفتاة التي قتل ستة من أشقائها ووالدتها بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية، هي منذ 2016 سفيرة الأمم المتحدة دفاعا عن ضحايا الاتجار بالبشر وتنشط من أجل قضية الإيزيديين، داعية إلى تصنيف الاضطهاد الذي تعرضوا له على أنه "إبادة."وفي ردود الفعل، رحّب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بـ "جهود لا تكل من أجل تسليط الضوء على أفظع الجرائم ووضع حد لها ." ا
بدورها وصفت الأمم المتحدة الجائزة بأنها "رائعة ."
وأشادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بـ"صرخة إنسانية وسط فظائع لا يمكن تخيلها"، بحسب المتحدث باسمها.وهنأ الرئيس العراقي المنتخب برهم صالح الناشطة ناديا مراد وقال إن الجائزة "تكريم لكفاح وصمود العراقيين في مواجهة الإرهاب والتطرف ."
وأضاف صالح إن تكريم ناديا "يجسد إقرار العالم بمأساة الإيزيديين وكل ضحايا الإرهاب والتكفير في العراق، وتقدير لشجاعتها ومثابرتها في الدفاع عن الحقوق المغتصبة ."وقالت النائبة الإيزيدية في البرلمان العراقي فيان دخيل لفرانس برس، "هذا حدث كبير وفرحتنا كبيرة، يمثل صفعة أخرى بوجه الإرهاب."
وأضافت " نتمنى من الحكومة العراقية أن تنتبه أكثر الى المأساة التي حدثت للإيزيديين لأن كل العالم اهتم بها لكن الحكومة لم تهتم."
وتُوقع عمليات الاغتصاب التي تمارس في العالم بأسره مئات آلاف الضحايا سواء في النزاعات أو في حملات قمع الأقليات .
يقول طبيب النساء ، موكويغي ، إن هذا السلاح "غير الباهظ والفعال" لا يدمر النساء جسديا ونفسيا فحسب، بل يلحق بهن وصمة تلاحقهن مدى الحياة كما تلاحق الأطفال الذين قد يولدون جراء الاغتصاب .
ويتساءل مستنكرا "الضحايا يحكم عليهن بالمؤبد، لكن ماذا عن جلاديهن؟ "
وتبنى مجلس الأمن الدولي عام 2008 القرار 1820 الذي ينص على أن أعمال العنف الجنسي خلال النزاعات "يمكن أن ترتقي إلى جريمة حرب، جريمة ضد الإنسانية أو أحد عناصر جريمة الإبادة ."
وعلى المستوى المدني، ساهمت حركة "#مي تو" والعاصفة التي أثارتها في العالم في إحداث وعي لمشكلة العنف الجنسي .
وعلقت رايس أندرسن بالقول "#مي تو وجرائم الحرب ليسا أمرا واحدا، لكن لديهما في المقابل نقطة مشتركة، هي أنه من المهم أن نرى معاناة النساء، أن نرى التجاوزات ونعمل بحيث تتخلص النساء من شعور العار ويتجرأن على الكلام ."
ونجحت الحركة منذ أن نشأت مع فضح تعديات المخرج هارفي واينستين في تشرين الأول/أكتوبر 2017، في إسقاط العديد من المشاهير وأصحاب السلطة والنفوذ.
وطاولت مفاعيلها مؤسسة نوبل نفسها، إذ أرغمت فضيحة اغتصاب الأكاديمية السويدية على إرجاء جائزة الآداب لسنة 2018 .
ويتقاسم دينيس موكويغي وناديا مراد جائزة نوبل التي تتضمن شهادة وميدالية ذهبية وتسعة ملايين كرونة سويدية (871 ألف يورو).
ويتسلم موكويغي ومراد الجائزة في أوسلو في 10 كانون الأول في ذكرى وفاة مؤسس الجائزة الصناعي ألفريد نوبل.
 عن: وكالة فرانس برس

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top