اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > معارض الكتب الأولـى فـي العراق

معارض الكتب الأولـى فـي العراق

نشر في: 9 أكتوبر, 2018: 09:46 م

رفعة عبد الرزاق

لمناسبة إقامة الدورة الثالثة عشرة من معرض أربيل الدولي للكتاب وما حققه من نجاح في الدورات السابقة ، ودوره الثقافي والحضاري الرائد،يدفعنا للحديث عن فكرة إقامة المعارض الخاصة بالكتب وبواكيرها في العراق الحديث.
ولعل التفكير بإقامة معارض الكتب في العراق لم يبدأ إلا بعد أن أصبحت تجارة الكتب تقوم على أسس تجارية صحيحة. فلم تعرف بغداد أو أية مدينة عراقية أخرى معرضاً للكتب والمطبوعات إلا بعد أن سعت بعض المؤسسات الثقافية الى عرض أنشطتها للجمهور.كما لم يكن لإقامة المعارض أي غرض تجاري.... ففي عام1938 أقامت مديرية الآثار العامة معرض المخطوطات العربية في متحف الآثار الإسلامية في خان مرجان، وهو أول معرض للكتب يقام في بغداد، حتى إن المعرض الصناعي والزراعي سنة 1932 لم يضم معرضاً للكتب على الرغم من تنوع معروضاته.
وفي سنة 1947 أقام المعهد الثقافي البريطاني معرضاً للكتب الانكليزية الحديثة في العلوم والآداب والفنون كافة. وقد لقي إقبالاً كبيراً. ثم أقام المعهد المذكور في سنة 1954 معرضاً للكتب الانكليزية التي تبحث في الموضوعات العراقية منذ بدء الطباعة حتى العشرينيات. وقد استعان المعهد بعدد من المكتبات العراقية العامة والخاصة كمكتبة المتحف العراقي ومكتبة توفيق وهبي المؤرخ والوزير الكردي،ومكتبة يعقوب سركيس المؤرخ الكبير ومكتبة بهاء الدين نوري المترجم والعسكري. وكانت إقامة هذا المعرض الفريد من نوعه، مناسبة طيبة لإطلاع المترجمين العراقيين على جملة صالحة من الكتب المطبوعة قديماً والتي تبحث في تاريخ العراق وأحواله المختلفة.
وكانت إحدى دور النشر البيروتية، وهي ((دار الكشاف))،قد أقامت معرضاً للكتاب اللبناني منذ ظهور الطباعة في لبنان في أواسط القرن الثامن عشر حتى سنة 1949 التي أقيم فيها المعرض. ولاريب إن صلة صاحب الدار فؤاد حبيش بالعديد من أدباء وكتاب العراق كانت دافعاً لإقامة المعرض. كما إنه كتب في جريدته ((المكشوف)) إن الاستاذ روفائيل بطي كان محرضاً على قيام المعرض.
ثم شهدت بغداد بعض المعارض الكتبية المتخصصة الأخرى. فعندما أقيم المهرجان الألفي لابن سينا في العشرين من آذار 1952، أقامت مديرية الآثار العامة معرضاً لكتب ابن سينا المخطوطة والمطبوعة وما كتب عنه بمختلف اللغات. وقد نال المعرض إعجاب العلماء والكتاب والصحفيين الذين حضروا المعرض. واشتركت فيه مكتبات عامة وخاصة كمكتبة المتحف العراقي ومكتبة الأوقاف العامة ومكتبة الخلاني العامة ومكتبة عباس العزاوي ومكتبة صادق كمونة ومكتبة كوركيس عواد، كما كان للكتبي العراقي الكبير قاسم الرجب دور في تهيئة بعض الطبعات النادرة من الكتب. وعرضت الإدارة الثقافية في الجامعة العربية مصورات نادرة لبعض مؤلفات ابن سينا. وعندما احتفلت دار المعلمين العالية سنة 1955 بذكرى تأسيسها أقامت معرضاً للكتب المطبوعة.غير أن أشهر معارض الكتاب العراقي، هو الذي أقامته مكتبة الخلاني العامة ببغداد وسمّته معرض الكتاب العراقي،خلال الفترة من 14 – 21 نيسان 1955. فقد عرض في هذا المعرض زهاء أربعة آلاف عنوان لمطبوعات عراقية تمثل مئة عام من تاريخ الطباعة والتأليف في العراق. فقد تضمن نماذج من الصحف والمجلات العراقية والنشرات الرسمية والكتب المدرسية بلغات مختلفة.
وبعد ثورة تموز 1958،أقامت المكتبة العامة في بغداد (وسميت بالوطنية فيما بعد) معرضاً للكتب العراقية والصحافة الصادرة في العراق خلال العام الاول من عهد الثورة. وفي منتصف الستينيات أقام السيد شمس الدين الحيدري صاحب (المكتبة الأهلية) ببغداد،معرضاً للكتاب العراقي في قاعة (الفن الحديث)، نال الاستحسان ولقي اقبالاً كبيراً، وهذا ما نبه القائمين على تنظيم معرض بغداد الدولي إلى إلحاق عدد من قاعات العرض بمعارض للكتب. واستمر الأمر الى أن تأسست (الدار الوطنية للكتاب) التي ألحقت بوزارة الاعلام، لتبدأ صفحة جديدة في تاريخ الكتاب في العراق،صفحة أقل ما يقال عنها إنها سوداء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

16-04-2024

مثقفون: الجامعة مطالبة بامتلاك رؤية علمية تكفل لها شراكة حقيقية بالمشهد الثقافي

علاء المفرجي تحرص الجامعات الكبرى في العالم على منح قيمة كبيرة للمنجز الثقافي في بلدانها، مثلما تحرص الى تضييف كبار الرموز الثقافية في البلد لإلقاء محاضرات على الطلبة كل في اختصاصه، ولإغناء تجربتهم معرفتهم واكسابهم خبرات مضافة، فضلا على خلق نموذج يستحق ان يقتدى من قبل هؤلاء الطلبة في المستقبل.السؤال الذي توجهنا به لعدد من […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram