كلاكيت: ثلاثة مخرجين كبار

علاء المفرجي 2018/10/10 06:03:52 م

كلاكيت: ثلاثة مخرجين كبار

 علاء المفرجي

اختار مهرجان الجونة في دورته الأخيرة الاحتفاء بثلاثة مخرجين عالميين ، وكانت خطوة موفقة من حيث أهمية هؤلاء المخرجون، حيث تم الاختيار وفق رؤية متفحصة لدور هؤلاء وحجم انجازاتهم، والأهم تأثيرهم الكبير على الأجيال اللاحقة .. فاسماء مثل فيديركو فيلليني، وانغمار برغمان، ويوسف شاهين، أسهموا بشكل كبير في صنع مجد السينما ، ويكفي مايقوله المخرج وودي ألن إنه هو وكل المخرجين أبناء لثانية ونصف، وهو هنا يشير الى أحد أفلام فيلليني.. أما برغمان فيكفي أن أفلامه جميعها أصبحت من كلاسيكيات السينما، فيما اعتبر يوسف شاهين المخرج الذي الأكثر حداثة بين مخرجي جيله.
واختار المهرجان فعاليات مختلفة للاحتفاء بهم، واختارت لهم أفلاماً تمّ عرضها لجمهور المهرجان، خاصة من الجيل الذي لم يتسنى له مشاهدتها.
فقد اختارت للمخرج برغمان أفلام "برسونا" الذي انتج عام 1966 من إخراجه وتأليفه ويعد أحد أهم الأفلام وأكثرها تأثيراً في السينما الحديثة. يحمل عنوان الفيلم (Persona) معنيين، الأول كلمة لاتينية تعني قناع والثاني نظرية لعالم النفس كارل يونغ.
كان الفيلم ثورياً على مستوى الأسلوب وامتاز باستخدام اللقطات القريبة. كان برغمان يولي أهمية كبير للوجه، وقد اختار الممثلة ليف أولمان خصيصاً بسبب ملامحها. وهو يقول: "الوجه البشري مادة عظيمة للسينما. فهو يحوي كل شيء". اعتبر بعض الباحثين أن أسلوب الفيلم ما بعد الحداثي هو رد فعل على طريقة السرد الواقعية. ظهرت في الفيلم مشاهد تثير الاستغراب والاستنكار مثل مشهد دخول "إليزابت" غرفة نوم "ألما"، فليس واضحاً إذا ما كانت "ألما" تحلم أو أن "إليزابت" تمشي أثناء النوم. ومشاهد أخرى مماثلة كانت كأنها أحلام أو كوابيس.
أما الفيلم الآخر فهو فيلم التوت البري من تأليفه وإخراجه وهو عن رجل عجوز يحاول استرجاع ذكرياته. يؤدي الأدوار في الفيلم مجموعة من الممثلين ارتبطوا بأفلام برغمان مثل بيبي أندرسون، أنغريد تولين، جونير بيورستراند وفي دور صغير ماكس فون سايد. فاز الفيلم بجائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي، كما تم ترشيحه لجائزة الأوسكار عن أفضل سيناريو.
ومن أفلام فيلليني فيلم" ثمانية ونصف" والذي جاءت تسميته وفقاً لتسلسل المخرج في إخراج افلامه وليس من وقائع قصة الفيلم.
فقد أخرج فيلليني قبل هذا الفيلم سبعة أفلام روائية طويلة وفيلماً واحداً قصيراً فشكل فيلمه الجديد " ثمانية ونصف" المنتج عام 1963 حاصل جمع أفلامه المنجزة.
وأدى الممثل الإيطالي مارشيللو ماستروياني في الفيلم دور مخرج سينمائي ناجح ومشهور في طريقه لإخراج فيلم جديد، ولكنه يعاني من عجز في ايجاد الأفكار الابداعية عند شروعه بإخراج الفيلم, في ذات الوقت الذي تتداخل فيه علاقته السيئة بزوجته مع علاقة اخرى يعاني منها مع عشيقته. وكذلك فيلم روما الذي انتج عام 1972
أما المخرج يوسف شاهين فقد اختير له فيلم (المهاجر) أثار ضجة عند نزوله فيدور العرض السينمائية حتى إنه منع من العرض وذلك لتناول الفيلم قصة مأخوذة عن حياة أحد الأنبياء يوسف .
يتميز الفيلم بضخامة الأنتاج والأخراج المميز ليوسيف شاهين. كما أن الفيلم شارك في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي.
وقد رفع يوسف شاهين دعوى قضائية لعرض الفيلم والتي حُكِمَ لِصالِحِه فيها بعد عرض فيلمه المصير الذي قام بكتابته وإخراجه ردّاَ على منع فيلم المهاجر.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top