ناشطون يُحملون الأحزاب السياسية مسؤولية انهيار التعليم

ناشطون يُحملون الأحزاب السياسية مسؤولية انهيار التعليم

 ذي قار/ حسين العامل

حَمل المشاركون في ندوة إصلاح التعليم التي نظمتها الجماعة المطلبية في ذي قارعلى حدائق جمعية الاقتصاديين ، الاحزاب السياسية المتنفذة مسؤولية انهيار التعليم وارتفاع معدلات الأمّية وإشاعة التخلف في المجتمع ، وفيما أشاروا الى وجود توجهات حكومية وسياسية للالتفاف على قانوني مجانية التعليم وإلزاميته ، شددوا على اعتماد الكفاءة والخبرة في مجال إدارة التعليم بدلاً من الولاء الحزبي لشغل المناصب.

وقال عضو الجماعة المطلبية عدنان عزيزي دفار السعداوي خلال إدارته للندوة التي شارك فيها عدد من المختصين في المجال التربوي وممثلون عن المنظمات المدنية وناشطون في الحراك المدني وحضرتها المدى إن " الجماعة المطلبية ومع انطلاق العام الدراسي الحالي عقدت ندوتها الحوارية للوقوف على أسباب انهيار العملية التربوية في ذي قار وعموماً البلاد "، مبيناً أن " محاور العملية التربوية المتمثلة بالطالب والمؤسسة التربوية والمنهج والمجتمع جميعها ما زالت تعاني من تراكم المشاكل التربوية التي تسببت بانهيار العملية التربوية وتراجع مستوى التعليم الى مستويات غير مسبوقة".
وأشار السعداوي الى أن " مخرجات الندوة وما تمخض عنها من توصيات سوف يتم إعداده ضمن ورقة بحثية متكاملة تجري مناقشتها خلال مؤتمر تربوي عام يحضره المعنيين بالشان التربوي والمسؤولين "، مشدداً على أهمية تبني توصيات المؤتمر من قبل وزارة التربية وذلك لتحقيق الإصلاح المنشود في القطاع التربوي".
وشخص المشاركون في الندوة جملة من المعوقات التي تواجه التعليم في محافظة ذي قار من بينها وجود عجز في الأبنية المدرسية يقدر بأكثر من 850 بناية مدرسية وإيقاف العمل في أكثر من 400 مشروع لبناء المدارس نتيجة الأزمة المالية ونكول الشركات المنفذة وهو ما تسبب باكتظاظ الصفوف المدرسية واضطرت مديرية التربية الى اللجوء الى الدوام الثنائي والثلاثي وحتى الرباعي . مشيرين الى ان "عدد الطلبة في الصف الواحد بات يتجاوز الـ 70 طالباً في الكثير من المدارس ما انعكس ذلك سلباً على استيعاب الطالب للمادة العلمية وأدى الى تراجع المستوى الدراسي لدى الطلبة".
وحذر المشاركون بالندوة من تفاقم المشاكل التي يعاني منها الطلبة في ظل الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية والاجتماعية التي أخذت تنعكس سلباً على سلوكيات الطلبة وأدت الى بروز مشاكل ومظاهر جديدة لم تعهدها المدارس من قبل "، مؤكدين بروز حالات من العنف المفرط بين الطلبة والتجاوز على المعلمين وإدارات المدارس والغش في الامتحانات باستخدام الوسائل الالكترونية وأجهزة الاتصال الحديثة وتعاطي الحبوب المخدرة والتسرب من المدارس بأعداد كبيرة فضلاً عن ظهور حالات الانحراف بين بعض الطلبة"، داعين الى تفعيل دور إدارات المدارس والمرشدين التربويين في حل تلك المشاكل من خلال التعاون مع أسر الطلبة ومجلس الآباء والمعلمين".
ونوه المشاركون بالندوة الى أن " معالجات تفاقم المشاكل بين أوساط الطلبة وارتفاع وتيرة العنف في المدارس ما زالت دون مستوى الطموح ولم تحظ بالاهتمام المطلوب حيث ما زالت ثلاثة أرباع مدارس المحافظة التي يتجاوز عددها الـ 2000 مدرسة تفتقر الى المرشد التربوي إذ لا يوجد سوى 417 مرشداً تربوياً في عدد محدود من المدارس الثانوية في حين تخلو جميع المدارس الابتدائية من المرشدين التربويين".
وحذر المشاركون بالندوة من انتقال الامراض الاجتماعية الى البيئة المدرسية ، مبينين أن" المدارس وبعد أن كانت بيئة سليمة لتشذيب وتقويم السلوك باتت اليوم حاضنة للكثير من الأمراض الاجتماعية".
وحمل المشاركون بندوة إصلاح التعليم "الاحزاب السياسية المتنفذة في السلطة مسؤولية انهيار التعليم وارتفاع معدلات الامّية التي ارتفعت معدلاتها الى 20 بالمئة "، مشيرين الى " وجود بوادر وتوجهات حكومية وسياسية لإشاعة الامّية والتخلف في المجتمع من خلال الالتفاف على قانوني مجانية التعليم والزاميته وحرمان الأسر الفقيرة من التعليم "، معربين عن استيائهم من توجهات وزارة التربية المتمثلة بتقليص حصة الطلبة من القرطاسية واقتصارها على الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية وضعف اهتمامها في تطوير الملاكات التربوية وتحديث طرائق التدريس فضلاً عن تخلف المناهج الدراسية التي باتت لا تنسجم مع التطور العلمي والمعرفي الحاصل في العالم".
ودعا المشاركون بالندوة الأحزاب السياسية الى إنهاء لعبة المحاصصة الحزبية في تعيين المسؤولين الإداريين ولاسيما في القطاع التربوي ، مشددين على ضرورة اعتماد الكفاءة والخبرة والنزاهة للمناصب الادارية والتربوية وعدم الاعتماد على معايير الولاء الحزبي.
ويواجه قطاع التعليم في المحافظة جملة من التحديات من بينها نقص الابنية المدرسية وتقادمها واكتظاظ الفصول والقاعات الدراسية ونقص الملاكات والاختصاصات التعليمية.
وتضم مدارس محافظة ذي قار أكثر من 600 ألف تلميذ وطالب، يتوزعون على مختلف المراحل الدراسية (رياض الأطفال، ابتدائية، متوسطة، إعدادية، ثانوية، معاهد معلمين وتعليم مهني)، في حين تضم المحافظة نحو (1109) بنايات مدرسية تداوم فيها أكثر من (2000) مدرسة أو معهد، معظمها بدوام ثنائي أو ثلاثي والكثير منها يعاني من التقادم.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top