فاضل ميراني لـ(المدى):اختيار رئيس الجمهورية لم يلغِ الشراكة مع بغداد ولم يهدد علاقتنا بالاتحاد الوطني

فاضل ميراني لـ(المدى):اختيار رئيس الجمهورية لم يلغِ الشراكة مع بغداد ولم يهدد علاقتنا بالاتحاد الوطني

اقترح تشكيل مجلس السياسات الستراتيجية لدعم السلطة التشريعية

 بغداد/ محمد صباح

قال سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني إن مباحثات مشتركة تجري الآن بين قيادات حزبه والكتل والأحزاب السياسية ورئيس مجلس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي لتشكيل الهيئة العليا لمجلس السياسات الستراتيجية، موضحا ان مهام هذه الهيئة تتركز على تقديم المقترحات التي تكون أحيانا ملزمة لمجلس النواب في تشريعها كقوانين.
واضاف ميراني في لقاء موسع مع (المدى): "بالنسبة للكرد فان وجود نائب لرئيس مجلس الوزراء من المكون الكردي يعبر عن معنى الشراكة الحقيقية".

وأشار الى أن هذه الموضوعات ستطرح للمناقشة بشكل مفصل مع رئيس الحكومة المكلف خلال زيارته المرتقبة إلى أربيل". وفي مايأتي نص الحوار:
* ماذا طرحت قيادات تحالفي الإصلاح والبناء خلال زياراتهم المتكررة إلى إقليم كردستان ؟
- أولا، في تصوري ان زيارة الوفود والكتل السياسية إلى أربيل في الوقت الحالي واللقاء مع الرئيس مسعود بارزاني وقيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني أمر طبيعي لما يحتله بارزاني وحزبه من موقع مهم ضمن الحركة الوطنية العراقية في الماضي والحاضر وحتى في المستقبل، ثم إن الحزب الديمقراطي يُتمثل في كتلة كبيرة لا يستهان بها في البرلمان الاتحادي، وكذلك نتائج الانتخابات الأخيرة في الاقليم، إذ ستعطي الأريحية لكتلته في برلمان كردستان. إضافة إلى هذا فإن نتيجة الترابط بين بغداد وأربيل قائمة وموجودة، وبدون شك ومن غير الممكن تشكيل أية حكومة أو تأسيس مؤسسات في بغداد، من دون دعم بارزاني ومشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني، هذه في تصوري المسائل المحورية التي تكمن في هذا المنطلق والتي دفعت الكتل والأحزاب السياسية الى تكرار زياراتها في الفترة الأخيرة إلى أربيل.
* وماذا عن الاجتماع الأخير بين وفد الإصلاح وبارزاني؟
- إنّ وفد تحالف الإصلاح الذي ضم ممثلين من جميع كتله ومكوناته كان برئاسة السيد عمار الحكيم، وأجرى الوفد اجتماعاً مع الرئيس بارزاني في مدينة أربيل.. في الحقيقة ان هذه الزيارات تأتي لترطيب الخواطر بعد الأحداث التي رافقت انتخابات رئيس الجمهورية والآليات التي حدثت التي لم نكن متفقين عليها في السابق، لكن هذا لا يعني ان نبقى أسرى لأحداث الماضي ونترك الحاضر والمستقبل. أما موضوع الاجتماعات فهي تناولت وتركزت على تبادل وجهات النظر مع تقديم هذه الكتل طلباً إلى بارزاني للإيعاز إلى حزبه المشاركة في مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور عادل عبد المهدي... ما يهمنا الآن البرنامج الحكومي وآليات تطبيقه، وبدون اي شك لا يمكن لأي رئيس مجلس وزراء مكلف ان يضمن في برنامجه الحكومي جميع برامج الأحزاب، لكن سوف يبحث عن المشتركات والتحديات مع سائر القوى الفائزة في الانتخابات.
* ما مدى تأثير انتخاب مرشح حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح رئيسا لجمهورية العراق على العلاقة بين الحزب الديمقراطي الكردساني وحلفائه من الكرد والعرب؟
- نحن لا نوجّه اللوم إلى أحد في انتخاب رئيس الجمهورية بل نوجه عتبنا الى الكرد أنفسهم لعدم تمكنهم من تقديم مرشح توافقي للكتل البرلمانية لشغل منصب رئاسة الجمهورية، وبالتالي كيف نعاتب الآخرين الذين منحوا أعضاءهم حرية الاختيار بين المرشحين من اجل تجاوز هذه المواقف. ومن المفروض ان لا نجعل من هذا الموضوع حديثا للتراجع والدخول في حالة الفعل ورد الفعل والابتعاد عن البحث في المهمات الأخرى التي لا تقل أهمية عن منصب رئاسة الجمهورية في تلبية حاجات العراق.
* ما هي الآليات التي يطالب الحزب الديمقراطي الكردستاني بتضمينها في البرامج الحكومي؟.
- في تصورنا هو التركيز والإسراع في تشكيل المجلس الاتحادي وكذلك الهيئة العليا لمجلس السياسات العليا التي ستكون بمثابة هيئات مراقبة ومتابعة داعمة إلى السلطة التشريعية في مراقبة أعمال وقرارات المجلس التنفيذي.
* ما هي أبرز التطورات بشأن التقارب بين الحزب الديمقراطي وبغداد؟
- إنّ وفدا كرديا يمثل الحزب الديمقراطي الكردستاني وصل إلى العاصمة بغداد قبل أكثر من يومين يترأسه عضو المكتب السياسي للحزب هوشيار زيباري ومن مهامه اللقاء مع رئيس مجلس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي. وأعتقد ان الأخ هوشيار زيباري مدّد بقاء الوفد من أجل اللقاء مع باقي الكتل والمكونات الأخرى.
* إذاً دعني أسالك عن انطباعات رئيس مجلس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي عما طرحه الوفد الكردي من آليات تطالبون بتضمينها في البرنامج الحكومي؟
- نعم الوفد الكردي التقى برئيس مجلس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي الذي يتمتع بشخصية تمتلك فكرا جيدا وباعا طويلا في فهم القضية الكردية بالإضافة إلى كونه من أصدقاء الكرد نتيجة لخلفياتهم الفكرية والنضالية التي جاءت من العمل الوطني العراقي المشترك قبل وبعد تسعينيات القرن المنصرم، ولديه ايضا فكرة خاصة في حل القضية الكردية، وبدون شك ان عبد المهدي من المتفهمين الجيدين لما يعانيه العراق من تحديات مختلفة ومن أول هذه التحديات بالإضافة إلى الأمن الداخلي والإرهاب والفساد والخدمات، هو إعادة ترتيب وتطبيع العلاقات بين إقليم كردستان وبغداد .
* هل هناك علاقة بين تواجد وفد كردي غير معلن عنه في بغداد والزيارات التي يقوم بها قيادات من تحالفي الإصلاح البناء في الوقت الحالي إلى إقليم كردستان؟
- لم يكن هناك اي ترابط بين ذهاب وفد كردي إلى بغداد والوفود التي زارت أربيل، ربما الوفود التي أتت إلى إقليم كردستان مؤخرا لم تلتقِ حتى مع هوشيار زيباري في بغداد، وبالأحرى لم تعرف بوجود هوشيار زيباري في العاصمة بغداد، لا يوجد ربط بين الزيارتين المختلفتين.
* لماذا لم تعلنوا عن زيارة وفد كردي برئاسة زيباري الى بغداد؟
- في الحقيقة هذه الزيارة تداولية استطلاعية لا أكثر ولا أقل، وما أردنا ان يفسر مجيء الوفد من اجل دراسة المشاركة في الحكومة ولمناقشة كيفية المشاركة في الكابينة الوزارية، باختصار ان الوفد استطلاعي يريد الوقوف على مدى تحركات رئيس مجلس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي.
* وماذا عن استحقاقاتكم في الحكومة المقبلة هل تمت مناقشة حصصكم في الوزارات ومواقع الدولة المختلفة مع رئيس الحكومة المكلف ووفدكم المتواجد في بغداد؟
- هناك استحقاق كردي، وآخر حزبي، والعراق الديمقراطي الجديد بُني على مبدأ الديمقراطية التوافقية والشراكة والتوازن هذا من جانب، وموضوع الشراكة لا ينحصر في منصب رئيس الجمهورية الذي يعد احد الأضلاع الثلاثة في الدولة العراقية لكن الشراكة الفعلية في مجلس الوزراء ، هذا من جانب آخر، وبالتالي وجود نائب لرئيس مجلس الوزراء يعبر عن معنى الشراكة الحقيقية للكرد، بالاضافة الى نائب رئيس البرلمان ووزارة سيادية وربما أكثر من وزارة خدمية مع بعض المواقع والمناصب في الدولة العراقية.
* هل ضمن جدول أعمال زيارة وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني لقاء مع رئيس الجمهورية برهم صالح لبحث آخر التطورات وفي مقدمته تشكيل الحكومة.
- لا أعتقد وجود لقاء بين الوفد الكردي المتواجد في بغداد مع رئيس الجمهورية.
* هل يمكن القول إن المفاوضات القائمة مع عادل عبد المهدي وهوشيار زيباري حسمت منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وبعض الوزارات إلى المكون الكردي؟
- أرجو ان لا يفسر كلامي بهذه الصورة، لان الوفد غير مخول بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء المكلف بتوزيع المناصب، كون ان هذا الموضوع سيتم بحثه والتطرق إلى تفاصيله الدقيقة في الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة المكلف عادل عبد المهدي إلى إقليم كردستان قريبا.
* متى سيصل عادل عبد المهدي إلى إقليم كردستان للقاء رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني؟
- تمنيت ان اعرف مواعيد هذه الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي إلى اربيل لكي أرد على سؤالك .
* ماذا عن مصير الورقة الكردية التي وضعها كل من الحزبين الرئيسين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستانيين في وقت ماضٍ، وهل تغييرات مضامينها بعد الخلافات بينهما على رئاسة الجمهورية؟
- في البداية أنا لا أؤيدك بوجود خلافات كبيرة بين الحزبين الرئيسين في كردستان، نعم توجد خلافات في وجهات النظر وفي المواقف والتوجهات، لكن لا أرى وجود خلاف كبير لأن للحزبين لديهما مسؤولية مشتركة في الماضي والحاضر والمستقبل ايضا، أما البرنامج (الورقة الكردية) المعد من قبل المكتبين السياسيين للاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستانيين تم تسليمه في وقت سابق إلى جميع الكتل السياسية وحتى إلى رئيس الحكومة المكلف عادل عبد المهدي.
* ذكرتم ان من ضمن الآليات التي تطالبون بوضعها في البرنامج الحكومي الجديد والمتضمنة في الورقة الكردية تشكيل هيئة مجلس السياسات الستراتيجي، هل لك ان تحدثنا اكثـر عن ماهيته؟
- المهام المراد وضعها لتنظيم عمل هيئة مجلس السياسات الستراتجية تكمن في تقديم المقترحات، وأحيانا تكون هذه المقترحات ملزمة لمجلس النواب لتشريعها كقوانين والنظر في دستورية القوانين والمقترحات التي تسن في البرلمان. ان هذه المحددات سيتم وضعها بعد تشكيل هذه الهيئة وبعد التصويت على الحكومة الجديدة وسيضع لها كادرها الجديد نظاما داخليا يحدد مهامها وعملها وعدد أعضائها ورئيسها وكل هذه التفاصيل. ان العراق بحاجة إلى هذه الهيئة.
* ألا تعتقد أن مهام هذه الهيئة الجديدة سوف تتداخل مع مهام مجلس الاتحاد في حال تشريعه وهو مجلس يأخذ على عاتقه تقديم القوانين والمقترحات ونقضها؟
- ستكون هيئة مجلس السياسات الستراتجية مساعدة لمجلس النواب، وممكن ان يكون نوعا من التنسيق في التوجهات بين مجلس الاتحاد وهيئة مجلس السياسات الستراتيجية.
* ما هي انطباعات القوى والأحزاب السياسية على مطالب الحزب الديمقراطي الكردستاني وعلى وجه التحديد من تشكيل هيئة مجلس السياسات الستراتيجية؟
- إن القوة بيد الحكومة وليست الهيئات أو الوفود التي تمثل توجهات معينة وأحيانا قد تختلف لكن في النهاية السلطة التنفيذية ومجلس الوزراء هو من يمتلك القوة بإدارة شؤون البلد وحل المشكلات والتعاون مع الأحزاب السياسية.
* هل تعتقد ان زيارة عادل عبد المهدي المرتقبة إلى اربيل ستثبت بمطالب الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرامج الحكومي؟
- لا أجزم ان هذه الزيارة ستلبي كل شيء لكن ستقطع شوطا كبيرا للتوصل إلى مفاهيم مشتركة ومن خلال هذا التفاهم سنتحرك نحو العمل المشترك.
* في تقديرك الشخصي وبناء على المعطيات والمفاوضات القائمة بين القوى المختلفة متى ستشكل الحكومة الجديدة، وماهي الوزارات التي سيشغلها الكرد في الحكومة الجديدة؟
- أتمنى لعادل عبد المهدي النجاح رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهه في عمله الجديد، أما ما يخص تشكيل الحكومة لم نتفق على عدد الوزارات التي سنشغلها في الحكومة الجديدة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top