في معرض أربيل الدولي للكتاب.. نوبل تنتصر للمرأة العراقية

في معرض أربيل الدولي للكتاب.. نوبل تنتصر للمرأة العراقية

أربيل / المدى
تصوير محمود رؤوف

احتلت المرأة مساحة كبيرة من الأنشطة والفعاليات المصحابة لمعرض أربيل الدولي للكتاب بدورته الثالثة عشرة ، اذ عقدت جلسة حوارية حملة عنوان (نوبل تنتصر للمرأة) أدارها الاعلامي عماد الخفاجي تحدث فيها كل من الناشطتين في مجال حقوق المرأة سوزان عارف و ذكرى سرسم مبتدئاً الحوار بسؤال وجهه لسوزان عارف : لم يتم طرح الموضوع لولا دخول المرأة العراقية الى عالم نوبل. حيث كانت إجابتها أن الجائزة العالمية التي وجدت لأقرار الظلم منحت لأول مرة الى الضحايا من المكون الأيزيدي الذي مورست ضده أبشع أنواع الانتهاكات التي حصلت بتاريخ البشرية. وترى عارف إن الجائزة هي بمثابة الرسالة للعراق كدولة وشعب أن يجعل المرأة أول اهتماماته ، مشيرة أن الجائزة الممنوحة هي تكريم ليست لنادية فحسب بل لجميع نساء البلاد إضافة الى آلاف الايزيديات اللواتي اختطفهن تنظيم داعش وان ما حصل مع نادية هي صرخة عالية كي توصل صوت الأخريات الى العالم .
وحول التقليل الممنهج من قيمة هذه الجائزة ترى (ذكرى سرسم) إن عقلية المؤامرة والغرب الكافر هي من يتحكم بمشاعر وسلوكيات مجتمعنا الذي ماتزال المرأة فيه تتعرض لجرائم ما يعرف بغسل العار وهيمنة العشيرة إضافة الى العقلية الانتقامية التي تمارس ضد المرأة المغتصبة والتي هي ضحية لا أكثر , مؤكدة: على ضرورة إعادة النظر بتلك العقلية التي يعيشها المجتمع الذي خسر (تارة فارس) في اليوم الذي منحت فيه (نادية مراد) أكبر جائزة انسانية.
س/ هل تساعد نوبل للأرتقاء بواقع المرأة في العراق ؟
ج/ سوزان عارف :نحن بحاجة الى حوار جدي وسريع إزاء واقع المرأة العراقية فالجائزة لم تمنح لنادية فحسب بل لجميع العراقيين والعراقيات ، مبينة: إن الجائزة هي رسالة ودعوة للأهتمام بالمراة العراقية والانتباه لواقعها المؤلم ، مشددة: علينا أن نمنح جائزة نوبل لكل امرأة عراقية تعرضت للأغتصاب عبر رعايتها والاهتمام بها لإخراجها من تلك المعاناة ، ان الجائزة بداية لأصلاح واقع المرأة سيما في ملف الأفكار المأخوذة عنها.
س/ كم يجب أن نعمل لنكون بمستوى الجائزة ؟
ج/ سوزان عارف : علينا العمل على تغيير واقع الحال للمرأة العراقية وان نعمل من كل ضحية قصة للنجاح عبر صناعة رمز للسلام تختاره الضحايا كما اختارت إحدى النساء المغتصبات من الصومال في مؤتمر دولة أطفالها (التوأم) كرموز للسلام تحارب بهما الحرب ، متابعة: علينا مواجهة الأفكار بخطط وبرامج وبسياسية إصلاحية وإعادة بناء الإنسان قبل المدن كون ما صرف على السلاح يفوق ما صرف على عمليات دمج المجتمع وإعادة تأهيله.
س/ هناك عمليات استهجان طائفي ضد الجائزة ؟
ج/ ذكرى سرسم : مشكلة تقبل الآخر تحتاج الى عشرات السنين لكي يتم حلها حتى وصل بنا الحال الى تصفية وقتل المختلف حتى بسبب اختلافه بالشكل ، موضحة: كثيرة هي الأسباب التي تقود لتعميق هذا الاختلاف منها المناهج الدراسية . مبينة: إن ماتعرضت له نادية سيطال الكثيرين اذا لم تعالج مسبباته وقد يكون من استهجن ذلك هو الضحية ذات يوم .
مضيفة: إن ما يحصل ضد نساء الشهداء من مساومات على جسدها لدى مراجعتها لجميع الدوائر والمؤسسات الحكومية وهذا مسكوت عنه ويجب إثارته ولاتوجد أي برامج لإعادة الاصلاح وتأهيل النساء الارامل والأيتام. مؤكدة : على أهمية إيجاد فرص عمل تؤمن لهم الحياة الكريمة.
ج/ سوزان عارف : هناك سياسية ممنهجة لعدم تقبل الآخر كما أن ذكورية المجتمع تتسبب في ذلك وتحاول قمع المرأة وجعلها تابعة في كل الأوقات وهذا ما يجب علينا جميعا أن نرفضه. لافتة: الى مأساة النساء الأيزديات المغتصبات وقضية الأطفال وكيف سيكون مستقبلهم وسط هذا الكم من الكره الذي أخذ يتسع. مشددة: نحتاج لمرحلة جديدة نتخلص فيها من كل جرعات القتل والارهاب والدمار وأن ينال كل مجرم عقابه، كما نحتاج الى صوت ديني معتدل يمنع أن تعاد المأساة تحت أي شكل ومسمى.
المداخلات
تركزت على أن داعش ذهب عسكرياً ولم يذهب فكرياً، وهناك نسوة أخريات يستحقن الجائزة، وإن نادية مراد انتصرت للمرأة العراقية وهناك نسوة كثيرات يتعرضن للأنتهاك ويجب إنصافهن من خلال هذه الجائزة. كما تم الإشارة الى النظرة المجتمعية القاصرة التي جعلت المرأة تعيش هذا الواقع المزري. وإن المجتمع العراقي يشير مع كل التطورات الحاصلة في العالم إلا إنه يقف بالضد من المرأة في تطور واقعها ويعود الى جذور بداوته.
الكاتب ئاشتي أحمد أكد على أن الاكاديمية الدولية انتصرت لنفسها وللجائزة عبر منحها نادية جائزة السلام لتبييض صورتها من خلال هذه الجائزة وعلى مراد الآن أن تعمل على تحرير كل المختطفين من خلال الجائزة، مثلما عليها أن تعمل على تأهيل الضحايا عبر التعاون مع منظمات عالمية.
ختام الجلسة كان مع الناشطة النسوية سوزان عارف والتي أشارت الى متى نبقى نقدم أعذاراً لأنفسنا عن كل ما يحصل ونستمر في ازدواجنا بين المدنية والقبلية ، الجائزة رمز للسلام ورسالة لكل المغتصبات .

 

 

 

 

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top