منظمـة دوليّة تـوفِّر مسـاعدات لتمكـين المسيحيين العودة إلى مناطقهم فـي سهل نينوى

منظمـة دوليّة تـوفِّر مسـاعدات لتمكـين المسيحيين العودة إلى مناطقهم فـي سهل نينوى

 ترجمة / حامد أحمد

المشاكل التي تواجه الأقليات العرقية المضطهدة في منطقة الشرق الاوسط معقدة جدا بحيث لا يمكن حلها بالمال فقط . ولكن خبراء يأملون انه من خلال مضاعفة المساعدات الاميركية المقدمة لإعادة إعمار مناطق سهل نينوى مع مراعاة تفهم أفضل لمكونات الاقلية العرقية في المنطقة ، فان هذا سيحقق تغييرا كبيرا بالنسبة للمسحيين العائدين الى هناك .قبل عام تعهد نائب الرئيس الاميركي ، مايك بينس ، بتقديم إسناد مباشر للمسيحيين والإيزيديين والأقليات الدينية الأخرى الذين طردوا من مناطقهم في العراق على يد تنظيم داعش . ولكن لأسباب روتينية بيروقراطية تأخرت هذه المساعدات ، التي وعدت بها الادارة الاميركية ، من الوصول.

الآن فان الادارة الاميركية قد اجتمعت بقادة معنيين على الارض وضاعفت من تعهدها بالمساعدة . مساعدة الحكومة الاميركية الاخيرة للمسيحيين البالغة عدة ملايين من الدولارات التي أعلن عنها الثلاثاء قد جعلت من المبلغ الكلي الذي صرف على مدى الثلاث سنوات السابقة للاقليات العرقية في العراق أن يصل الى 300 مليون دولار ، بالاضافة الى تخصيصات لإعادة بناء هذه المكونات والحفاظ على الإرث الحضاري لمناطقهم وإزالة ماتبقى من عبوات ناسفة ومتفجرات تركها التنظيم وتمكين الناجين من تحقيق العدالة لهم. لقد تزامن الإعلان عن هذه المساعدات في نفس الوقت الذي شكا فيه كاردينال الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم ، لويس رفائيل ساكو الاول ، بأنه " لم يصل شيء من المساعدات التي وعدت بها الولايات المتحدة لحد الآن ."
وقالت مديرة ، مركز الحرية الدينية في معهد هودسون ، الناشطة نينا شي " الوكالة الاميركية للتنمية الدولية ، يو أس أيد USAID كانت بطيئة جدا في إرسال مساعداتها وإنها باشرت الآن فقط في تحقيق تغيير بإعادة إعمار مدارس ومد كهرباء وأشياء أخرى وذلك منذ منتصف شهر أيلول ."
الشهر الماضي أرسل مدير وكالة ، يو أس ايد ، مارك غرين نائبه ، ماكس بريموراس ، كممثل خاص للوكالة لشؤون مساعدات الأقليات وذلك الى مدينة أربيل في إقليم كردستان .مهمته تتلخص بتنفيذ برامج على الارض وحل مشاكل إدارية كالتي تتعلق بأسباب تأخر صرف المساعدات التي حدثت في وقت سابق من هذا العام.
من جانب آخر أعلنت وكالة ، يو أس أيد ، الاسبوع الماضي تشكيل تنسيق جديد مع جمعية ، فرسان كولومبوس ، الخيرية الكاثوليكية التي ضمت لها 36 شخصاً محلياً منهم 11 شخصاً من المكون المسيحي و 27 آخرين من شركاء دوليين في شمال العراق . وقال غرين " سيعملون هؤلاء معاً لفرز الذين هم بأمس الحاجة للمساعدة بشكل دقيق مع تفعيل موارد القطاع الخاص والعام لمساعدتهم . وتنسيق الجهود المتبادلة لمنع وقوع إبادة جماعية وقمع والاستجابة لهذه القضايا في العراق عبر المنطقة ."
رئيس معهد غلوبال انكيجمنت ، كريس شيبيل ، قال إن المبادرة الاميركية في الاجتماع الوزاري المتعلق بالحرية الدينية قد ساعد في طرح مشكلة الأقليات العرقية في العراق من كلدانيين وآشوريين إيزيديين وأقليات دينية مضطهدة أخرى .
وأضاف ، شيبيل ، في حديث لموقع ، كرستشيانتي توداي " لقد أدركت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية انه يجب عليها ان تلتزم بتوقيتات توفير مساعداتها للمسيحيين في العراق ليس من منطلق ديني فقط بل لأنهم يتعرضون لإبادة جماعية ومشاكل تعيق عودتهم . لقد عرفت بأن كلمة مكون التي يطلقها العراقيون على الأقليات بأن المجتمع العراقي هو خليط موزائيكي من أطياف ومكونات جميعها تشكل قوام الشعب العراقي ، أي ان المجتمع العراقي لايكتمل بدون المكونات الإيزيدية والمسيحية الذين هم جزء من هذا النسيج الاجتماعي للعراق . علينا الآن ان نزيد من قدرات هذه المكونات." مرصد المراقبة الدولي ذكر في تقرير له هذا الشهر انه منذ تهديدات داعش للفترة مابين 2014 و 2016 رجع ما يقارب من 40 ألف مسيحي من الذين هربوا من الهجمات الى بيوتهم في نينوى رغم التحديات التي ماتزال قائمة . ألبيرتو أورتيغو ، دبلوماسي من الفاتيكان في العراق ، قال "ما يزال هناك الكثير يتوجب علينا فعله . هناك الكثير يحتاج الى إعادة إعمار لقد تعرضت البيوت لأضرار أو حرائق او تدمير . ولكن الآن نصف المسيحيين تقريبا ، في بعض المناطق ، من الذين تركوا بيوتهم قد تمكنوا من العودة ."
مدير مؤسسة ، أوبن دورز ، الاميركية الخيرية ، ديفد كيوري ، قال" استناداً لعملنا منذ زمن مع شركائنا على الارض فان خطة توزيع المساعدات جارية بحسب ما خطط له . محطات تصفية المياه قد تم تخريبها وتحتاج الى إعادة تأهيل . وبدون إسناد على نطاق واسع مثل هذا فإن الشعب العراقي لن يتمكن من ان يتعافى اقتصاديا مرة اخرى هو وشعبه على نحو دائم ." وبين رئيس الوكالة الاميركية للتنمية ، غرين ، انه في مدينة بعشيقة التي تضم مسيحيين وإيزيديين ساعدت الوكالة بإصلاح بيوت وتمويل عيادات طبية وتأسيس 21 مدرسة وإصلاح آبار لتجهيز 12 ألف مواطن محلي بالمياه .
يقول ، كيوري ، إن مؤسسته قد صنفت العراق على انه ثامن أسوأ مكان في العالم بالنسبة لحرية المسيحيين ، مشيرا الى ان هذه المساعدات هي مجرد بداية ، وان النجاح في جهود إصلاح الوضع تكمن في إمكانات قادة وحكومات دول مختلفة فضلا عن منظمات إنسانية للتنسيق في ما بينهم لمساعدة المسيحيين والاقليات العرقية الأخرى العودة لمناطقهم .
وأضاف ، غرين ، في بيان له الثلاثاء " مقياس النجاح هو ليس بكمية الدولارات المنفقة ، ولكنّ مقياس النجاح هو بعدد الارواح والمكونات الذين استطعنا مساعدتهم لاسترجاع حياتهم الاعتيادية من جديد وفي التقدم الراسخ الذي حققناه على الارض في مناطق سهل نينوى في العراق .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top