خلال جلسات نادي المدى للقراءة في بغداد ..تحليل الشخصية الشرق أوسطية في كتاب  تعال قل لي كيف تعيش  ؟

خلال جلسات نادي المدى للقراءة في بغداد ..تحليل الشخصية الشرق أوسطية في كتاب تعال قل لي كيف تعيش ؟

بغداد/ المدى

سوريا والعراق بعيون الكاتبة الانكليزية اجاثا كريستي، حين زارتهما في ثلاثينيات القرن الماضي، وخلال رحلة تنقيب اثارية مع زوجها، هذه المغامرة لُخصت في كتاب مُذكراتها الذي يحمل عنوان "تعال قلّ لي كيف تعيش؟" والذي أشارت فيه الى أنه ثرثرات نسائية تُقدم بلغة واضحة وبسيطة ومباشرة للغاية....

نوقش هذا الكتاب خلال جلسة نادي المدى للقراءة في بغداد والتي أقيمت صباح يوم الجمعة الفائت على قاعة بيت المدى في شارع المتنبي، أدارت الجلسة مدير نادي المدى للقراءة في بغداد زينب المشاط، وقدمها كل من عضو نادي المدى للقراءة رشا الربيعي وشهد حسين..
ذكرت المشاط أن " بالرغم من لغة الكتاب البسيطة إلا أنه يحوي كماً كبيراً من الحكايات التي قدمتها كريستي بعيون الفرد الغربي الى الشخصيات الشرق أوسطية، من خلال تقديم تحليلات للشخصيات الشرق أوسطية، اضافة الى تشخيص حالات التكاسل والفساد الذي نعانيه في هذه المنطقة رغم أن الكتاب ناقش حقبة زمنية قديمة، وهي ثلاثينيات القرن الماضي إضافة الى مناقشته رقعة جغرافية خاصة تتميز بالقبلية سواء بالنسبة لسوريا أو العراق."
أما عن شخصية كريستي في الكتاب فتحدثت شهد حسين عن ذلك وقالت " أجد أن كريستي قدمت ذاتها بعيداً عن شخصيتها الروائية المعروفة، بل كإمرأة عادية تثرثر وتهتم بأدق التفاصيل، كما إنها امرأة مُتعالية نقدت الشخصية العربية بشكل هزلي."
إلا ان لعضو نادي المدى للقراءة رشا الربيعي رأي آخر فيما قدمته عن شخصية كريستي فتذكر الربيعي " إن اجاثا كريستي نقدت شخصية الفرد العربي بمنتهى الدقة والمصداقية وشخّصت العديد من الهفوات والمشكلات التي ننقدها نحن أنفسنا إلا أننا حين نسمعها من شخصية غربية قد يؤلمنا ذلك بعض الشيء، إلا إننا حين ندقق فيما ذكرته كريستي من هفوات ومشكلات في الشخصية الشرق أوسطية سنجدها على حق."
قدمت كريستي في كتابها نقداً للشخصيات العربية، والمؤسسات العربية، فشخّصت على سبيل المثال إن الشخصية العربية لا تخشى الموت، وإن الموت آخر ما يهتم اليه او يخافه الفرد في تلك المناطق، كما أشارت على حالات التكاسل والفساد الذي تعانيه المؤسسات في الشرق الأوسط وعدم النزاهة وسعي بعض الأفراد لكسب المال لا غير، تحدثت كريستي أيضاً عن حالات العنف واضطهاد الاكثرية للاقلية في الشرق الأوسط، مُشيرة الى اضطهاد الايزيديين، اضافة الى تقديمها تحليلاً للشخصيات النسوية العربية والكردية في الشرق الأوسط، في مداخلة لعضو نادي المدى للقراءة لمى ذنون تذكر قائلة مُتحدثة عن مقام الشيخ عدي وهو شيخ الآيزيديين في مدينة الموصل، مُشيرة الى " أن اجاثا كريستي وصفت المنطقة التي يقع فيها المقام بشكل غاية في الدقة إضافة الى إنها كانت حريصة على تصوير الطقوس الآيزيدية بشكل دقيق واعتقد إنها وفقت في ذلك."
كما ذكر أحمد حسين الظفيري الناقد وعضو نادي القراءة قائلاً " إن البساطة في تقديم مذكرات اجاثا كريستي أمر طبيعي جداً ذلك أن أي كاتب يتحدث عن ذاته بشكل بسيط في مذكراته إلا إنه ما قد يستوقفنا إنها لم تشر الى الروايات التي كتبتها أو عملت على خلقها في تلك المرحلة الزمنية."
وقد كتبت أو وصفت كريستي بعض المناطق والمواقف والأحداث بروح الروائية من خلال وصفها بعض المشاهد التي مرت خلال مغامرتها حيث كانت التقاطات الكاتب واضحة جداً فيما قدمته، كما ذكرت في خاتمة الكتاب إنها ترغب بزيارة هذه المدينة مرات عديدة ذلك لأهميتها ولصدق الناس وبساطتهم فيها.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top