الصدر يجدِّد رفضه التقارب مع الأميركان عبر وسطاء

الصدر يجدِّد رفضه التقارب مع الأميركان عبر وسطاء

ترجمة/ حامد أحمد

خلال الأشهر الأخيرة رفض رجل الدين العراقي مقتدى الصدر بشكل متكرر مفاتحات أميركية للتباحث. أكاديميون وصحفيون عرضوا عليه ليكونوا وسطاء بينهما جوبهوا بالرفض أيضا.
وقال ضياء الأسدي، القيادي في التيار الصدري وهو الرئيس السابق لكتلة الأحرار البرلمانية، إن الصدر لايمكنه الانخراط بمباحثات مع الاميركان لأن هذا سيكون ضد مبادئ التيار نفسها. واضاف الاسدي: "طالما تبقى السياسة الخارجية الاميركية على حالها بدون تغيير، فليس بإمكان الصدريين التحدث معهم ولا لهم رغبة بذلك"، مشيرا الى مواقف الولايات المتحدة من العراق وفلسطين ومناطق أخرى.
شعبيّة مقتدى الصدر ازدادت بين أوساط واسعة من الشعب في حين كان في المقابل خفوت بالنفوذ الاميركي في العراق مع تنامي القلق إزاء ازدياد نفوذ إيران في البلد. رغم ان الصدريين ينظر إليهم على أنهم مجموعة شيعية عراقية تعارض التدخل الإيراني بالشؤون العراقية، ويتهمون بكونهم متوددين أكثر للسعودية فإن الحقيقة اكثر تعقيدا من ذلك .
وقال الاسدي "نحن تيار وطني عراقي وليس وكلاء لأي قوة إقليمية في المنطقة فيما اذا كانت ايران او السعودية. ولكن هذا لايعني بانه يتوجب علينا ان نكون عدوانيين تجاه الدول المجاورة لنا ."
في الانتخابات البرلمانية الاخيرة تميزت كتلة الصدر، المشكّلة غالبيتها من إسلاميين شيعة وشيوعيين، بموقفها المعادي للاميركان في معظم البلاد وكراهيتها لأداء الحكومات العراقية المتعاقبة. وبحصولها على أكبر عدد من مقاعد البرلمان تحول الصدر من زعيم شعبي الى صانع ملوك !
أصدر الصدر، قائمة من 40 شرطا قال إن على رئيس الوزرء عادل عبد المهدي، ان يحققها لكي تتحالف كتلته (الصدر) مع الحكومة. وهدد بأن يتحول الى معارضة حال عدم تحقيقها .
وأضاف الأسدي بقوله "نتمتع بدعم ذي جذور لأننا نعارض احتلال الاميركان لبلدنا، واذا ما تقاربنا مع الاميركان الآن فسيكون هذا متعارضاً مع أي شيء نحن ندعو له، وسيؤدي الى تآكل قاعدة الإسناد التي نتمتع بها. ونحن لانريد من الاميركان أن يدعموا مرشحينا."
يذكر أن قاعدة الصدريين لا تشمل فقط الشيعة من العراقيين بل أبناء السنة والمسيحيين ايضا الذين يشار اليهم بالعراقيين وليس بالمذهب او الدين والذين يريدون تحقيق تحسن في ظروف المعيشة والازدهار لعامة الناس.
ويقول الاسدي "لدينا جمع هائل من الدعم لأننا نقف بوجه الاميركان ، كيف سنبدو أمام مناصرينا إذا غيرنا موقفنا فجأة دون أن يغير الاميركان شيئاً من موقفهم؟".
من جانب آخر قال سياسي عراقي سابق طلب عدم ذكر اسمه: "أعتقد ان الصدريين يمثلون قوة دائمية في السياسة العراقية، إنهم يمثلون حركة وطنية ولكن هذا لا يعني انه ليس لديهم أطماع سياسية، سهولة لجوئهم الى العنف أبقاهم بعيدين عن أي انتقاد ."
في الوقت الذي يبدو فيه رفض الصدر المطالبة بوزارة لنفسه على انه شيء نبيل من قبل البعض، فان آخرين ينظرون لذلك على انها ستراتيجية لمطامح سياسية على المدى البعيد .
بالنسبة للاميركان فان التقرب من الصدر في هذه المرحلة الحرجة سيبدو على انه مكافأة كبيرة يمثل تحالفاً ضد إيران تحت ستار (شيعة وطنيون) ولكن كما حذر وزير عراقي سابق بقوله "إن إيران ستتغلب عليهم وتتجاوزهم "
واستناداً لمصادر قريبة من الحكومة الايرانية فان علاقات الصدر تجاه طهران هي ليست عدائية كما يأمل الاميركان ان تكون .
ويحاول الصدر، كرجل شعبي قوي ووطني، أن يبني علاقات متزنة على الصعيدين الاقليمي والدولي ولكنه يرفض التدخل الخارجي لا من ايران ولا من واشنطن. يحاول ان يستغل بنجاح التحالف مع قوى خارجية وفقاً لما يراه في مصلحة البلد وليس مصالحهم .

عن: صحيفة لوموند دبلوماتك الفرنسية

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top