الحمداني لـ(المدى): سنشرك الاتحادات والنقابات المعنية في إدارة المشهد الثقافي العراقي

الحمداني لـ(المدى): سنشرك الاتحادات والنقابات المعنية في إدارة المشهد الثقافي العراقي

في أول لقاء له بعد تسنمه مهام وزارة الثقافة والسياحة والآثار

حاورته: زينب المشاط

بعد ما عانته وزارة الثقافة العراقية من تراجع بالاداء، وهذا بدوره أثر على المشهد الثقافي العراقي برّمته، ما جعل الخيبات تُسيطر على الفنانين والمثقفين، هاهو الأمل يعود من خلال تسنم مهام وزارة الثقافة الى الدكتور عبد الأمير الحمداني، وهو دكتور مختص في تدريس الآثار والتراث، وشغل منصب رئيس اتحاد أدباء وكتاب مدينة ذي قار، كما تسلم إدارة آثار ذي قار بين عامي 2003 – 2010 وقاد حملات عديدة لاستعادة آثار العراق المفقودة، كما ترأس فريقاً لمسح وتوثيق المواقع الآثارية الشمالية والجنوبية منذ عام 2003، الآمال المعقودة على تسنم شخصية مُختصة مثل الحمداني لهذا المنصب يجعله تحت الاضواء، وقد تكون ثقة المثقفين والفنانين بالحمداني مسؤولية إضافية وكبيرة على عاتقه، فما هي خططه، وإلى أي مدى ستسمح له الحكومة التي هو جزء منها أن يُحقق غاياته كل تلك التساؤلات سيجيب هو عنها خلال حوار أجرته "المدى" بشكل حصريّ لها، وستُثبته في الايام المقبلة خلال دورة إدارة للوزارة على مدى الاربع سنوات القادمة:

• ماهي خططكم العامة خلال فترة تسنمكم مهام وزارة الثقافة؟

- الوزارة يفترض أن تهتم بالشأن الثقافي وتُحسن المشهد الثقافي وتهتم بالمثقف، أي أن يكون مضمون الوزارة مُطابق لعنوانها، وهي كذلك معنية بأمر مهم وهو الآثار والتراث العراقي، ذلك إن العراق معروف عالمياً إنه موطن الحضارات القديمة، موضوع الوزارة غني ويحتاج الكثير من الوقفات، ويجب أن نهتم بالآداب والفنون الراقية والمتقدمة ونختار الأدب والفن وتعزيز الهوية الوطنية، والسعي من أجل تعزيز الهوية الوطنية الثقافية الجامعة، مع الاحترام للهويات الفرعية، سنحاول إيجاد أرضية يستند عليها الجميع إضافة الى توفير مناخ ثقافي جيد خاصة إن الوضع في العراق يُشجع على التطوير الثقافي، ويجب أن تكون الثقافة جسر وصل بين أبناء الشعب العراقي، أيضاً سنتهتم بمجال الفن التشكيلي، وسنحاول فتح قاعات خاصة بالفنون التشكيلية، إضافة الى الاهتمام بالسينما والمسرح والتلفزيون، أيضاً نهتم بالنصب والتماثيل والجداريات التي تزين ساحات المدن العراقية، وهذا المشروع هدفه الأسمى كسب الثقة للشخصية العراقية ويجب أن نعيد الثقة للشخصية العراقية فهي من انتجت الحضارات وساهمت في خلق الحضارة وهي تعرضت للتهميش والاقصاء، لهذا تركيزنا أن نعيد الثقة بالشخصية العراقية كونها شخصية قادرة ومتمكنة فيما لو توفرت لها الظروف، أيضاً نطمح للتواصل مع الثقافة الغربية والدولية، لنوصل للعالم ثقافتنا، هذه مرتكزات عامة أما التفاصيل فبالتأكيد هنالك خطط سنعمل بها.

• وزارة الثقافة العراقية تُعاني من كثرة عدد الموظفين عديمي الفائدة، دون أداء أي مهام، " كيف ستتعاملون مع هذه الظاهرة؟
- ستكون لنا زيارات ميدانية لكل فروع وقطاعات وزارة الثقافة لأتحقق من المواضيع وأقف على المشاكل والمعوقات وأن أجد لها حلولاً بما يسمح به القانون وتسمح به الميزانية، وحين استلم مهامي الاسبوع المقبل لا عذر لي في متابعة هذه المواضيع ولا مجال لنا في التقاعس، السيد رئيس الوزراء والحكومة العراقية جادان في انجاز شيء في المجال الثقافي في مجال الثقافة، والوضع الأمني والاقتصادي للبلد يشجع على تقديم برنامج مكثف من أجل دعم الناس والنهوض بوزارة الثقافة وتحويلها من وزارة موظفين الى وزارة مثقفين، نحن في سباق مع الزمن ويجب أن أنجز المزيد في هذه الدورة، وبالتأكيد سأفتح العديد من الملفات الخاصة بالتطوير الثقافي والإصلاح.

• تحدثتم عن الإصلاح الثقافي والتطوير الثقافي وفتح ملفات ثقافية، هل سيتم فتح ملف فساد " بغداد عاصمة الثقافة " ؟
- هذا موضوع إداري، في التفاصيل بالتأكيد سنفتح العديد من الملفات ونعيد النظر بها ونراجعها، وحين نستلم الوزارة سيكون هذا الملف وغيره حاضراً.

• من خلال وضع هذه الخطط هل تجدون إن وزارة الثقافة هي وزارة دعم مادي؟ أم إنها وزارة إدارة للمشهد الثقافي؟ أم إنها تعد وزارة إنتاج ثقافي؟
- ستكون الوزارة منفتحة على جميع قطاعات الدولة خاصة الاتحادات والنقابات المختصة وستكون الوزارة تحت تصرف المثقفين وهم من سيضعون الخطط والبرامج، وستكون الوزارة منفذة لهذه الخطط، بالتأكيد إدارة المشهد الثقافي بيد الوزارة لأنها معنية بالمشهد الثقافي وهي معنية بتطوير هذا القطاع وفي دعم الانتاج والابداع في الجانب الفني والأدبي، إضافة الى جانب الآثار حيث سنعمل بجد على استعادة الآثار المهربة وتطوير المتاحف، وفي مجال السياحة سنعمل على تطوير الجانب السياحي، فوزارة الثقافة هي ليست خزانة لتمنح الأموال ، بل هي مؤسسة ثقافية وعلمية معنية بالمشهد الفني والثقافي والاثاري والتراثي والسياحي، نحن نتحدث عن طموحنا وأهدافنا في الوزارة بشكل عام وإطار عام، أما الخطط التنفيذية والدعم المادي فسيكون أمر آخر .

• إذاً وحسب ما طرحتم إنكم ستمنحون للمثقف والفنان فرصة إطلاق مشاريع ثقافية وستقومون بدعمها، أتساءل كيف ستتعاملون مع دائرة دعم ذاتي مثل دائرة السينما والمسرح وكيف ستوفرون الدعم لها من أجل إنتاج أعمال فنية؟
-بالطبع سنركز على الفنون المختلفة كالمسرح الجاد الملتزم، وسنعيد إعمار المسارح خاصة مسرح الرشيد، وسأهتم بالمنتج التلفزيوني والسينمائي لتكون هنالك برامج تلفزيونية هادفة، إضافة الى إنتاج أعمال مفيدة ذات إضافة نوعية سواء للمتلقي أو للواقع الثقافي، نحن ننوي دعم كل القطاعات والمجالات الفنية، والارتقاء بها إلى ما يجعلها جديرة بتمثيل الفن والثقافة العراقية، يجب أن تكون الأعمال الفنية من النوع الذي يبث روح التفاؤل بين ابناء الشعب ويقوي آصرة المواطنة بينهم، وأن يجسد انتصارات العراق خلال فترات الحروب.

• هل ستدعمون فكرة وجود مجلس أعلى ثقافي يعمل الى جانب الوزارة؟
- الوزارة في نيتها تشكيل مجلس أعلى ثقافي ، يخص السياحة والآثار إضافة الى الانفتاح على النقابات والاتحادات المميزة واشراكها في عملنا مثل نقابة الفنانين والصحفيين واتحاد الأدباء واتحاد التشكيليين ونقابة المصوريين في مجلس يضمهم جميعاً مجلس استشاري لتقديم التوصيات والمقترحات من أجل تحسين وتطوير المشهد الثقافي لايمكن للوزارة بحد ذاتها العمل في المشهد الثقافي والفني دون الاستعانة والمشاركة ودعم المثقفين باتحاداتهم ونقاباتهم، وسنعمل بجد على هذا الموضوع بشكل منسق وبنيتنا العمل مع وزارات التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم وكذلك متابعة المناهج، أيضاً التواصل مع الإعلام والمؤسسات الإعلامية وهذه غاية مشتركة وهدف مشترك لتحقيق المهام الثقافية.

• كيف سيتم التواصل مع الثقافات الغربية والعربية والدولية؟ وهل ستعملون على نقل الثقافة العراقية الى الدول الاخرى؟
- بالتأكيد المجتمع الدولي والعديد من المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بالمشهد الثقافي ترغب بالوقوف الى جانب العراق ثقافياً، وما أن تسلمت مهامي تلقيت الكثير من الرسائل من قبل منظمات ومؤسسات دولية هدفها دعم العراق ثقافياً وخاصة في مجال الآثار والتراث، الكثير من المؤسسات عبرت عن رغبتها بالدعم والمساعدة والمساندة وبذات الاتجاه أحاول استعادة ما كان معمول به في الاسبوع الثقافي العراقي والاهتمام بالمراكز الثقافية العراقية حول العالم، وسنحرص على أن نكون منفتحين على المجتمع الدولي، ولاتوجد هناك حواجز أو موانع سوى ما تقتضيه المصلحة العراقية، سنعمل على زج العراق في المجتمع الدولي، ذلك إن بعض وسائل الإعلام الغربي نقلت صوراً مخطوءة عن الثقافة العراقية الى المتلقي.

• لأكثر من مرة تذكرون اهتمامكم بالتراث والآثار، لاحظنا مؤخراً بناء العديد من النصب التي تُعدّ من ناحية الشكل مُسيئة للشخصيات التي مثلتها كيف ستتعاملون مع هكذا نُصب؟
- سيكون هنالك مراجعة فيما يخص موضوع النصب والتماثيل والمعالم الفنية في بغداد وباقي المدن، ستكون الوزارة معنية في موضوع المشاكل الفنية في الساحات والشوارع، سأزور نصب الحرية من أجل الاطلاع على واقعه وسنعمل على معالجة مشاكله من حيث الصيانة والترميم فيما لا يتعارض ولا يؤثر على هوية النصب، ولن تكُن الوزارة متخذة دور الشرطي والرقيب لمنع نصب النصب التي تحاول ايصال رسائل ما فزمن الدكتاتورية ولى، الوزارة ستكون في موضع المشاور والمراقب وليس الرقيب.

• كيف ستتعاملون مع دائرة الشؤون الثقافية في سبيل إصدار المزيد من الكتب الرصينة العراقية؟
- اجابتي على هذا السؤال ستكون بعد زيارتي لدار الشؤون الثقافية والإطلاع على الواقع هناك لمتابعة العدد والتقنيات والمطابع والموظفين، أنا لدي معرفة بالأمور ولكن أريد أن أطلع على الأمر عن كثب، ستكون لي زيارة أيضاً لاتحاد الأدباء كونه يتعامل مع الدائرة لطبع عدد من الكتب، وسننسق من أجل دعم دائرة الشؤون الثقافية لغرض دعم المثقفين وتوفير اصدارات خاصة بهم.

• كيف سنُلاحظ وجود مؤتمرات ومهرجانات تخصصية بالنسبة للثقافة والفنون ؟
- سنهتم بموضوع المؤتمرات والمهرجانات كان هنالك مؤتمر المثقفين الأول والذي سنحاول إعادة تفعيل هذا المؤتمر لأنه خرج بتوصيات لو عُمل عليها في الثقافة لكانت هذه النتائج بمثابة خارطة طريق تقود الثقافة العراقية، الآن سنحاول العودة الى توصيات هذا المؤتمر الذي عقد عام 2005 ونعاود الكرّة لنبدأ من حيث انتهى المؤتمر وسنعقد مؤتمراً ثانياً لجمع المثقفين في بغداد، إضافة الى المهرجانات الرسمية التي تدعمها الوزارة سنستمر بدعمها ودعم مهرجانات أخرى على أن تكون مهرجانات منتجة ليست للتعارف فحسب بل أن تنتج مواد ثقافية ومشاريع ثقافية وتسهم في تفعيل المشهد الثقافي وتكون مناخاً صالحاً لجمع المثقفين العراقيين لتكون بمثابة سوق لعرض الثقافة.

• كيف ستوازن بين السلطة الأعلى كتعليمات مجلس الوزراء ، وكيف ستُسيّر الفريق الإداري الذي ستعمل معه؟
- هناك برنامج حكومي مُتفق عليه ووزارة الثقافة لن تشذ عن البرنامج الذي سنعمل عليه، أما فريق عمليّ سيكون فريقاً من المخلصين لإدارة العمل والاطلاع على شؤون الثقافة وسيكونوا معنيين بالمشهد الثقافي.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top