رؤية فنية: مناهج تدريب الصغار بحاجة إلى صياغة جديدة

رؤية فنية: مناهج تدريب الصغار بحاجة إلى صياغة جديدة

 ممتاز توماس

كلما تمعّنا في مشهد الرياضة يأسرنا الإحباط لما وصلت إليه، والاسباب هو الزمن والظروف والاجواء التي يعمل فيها مدربونا واتحاداتنا وكل عناصر المنظومة الرياضية، فهناك مشاكل أزلية ورثناها منذ زمن بعيد تتعلق بعدم وجود ستراتيجيات وخطط مدروسة ومختارة لرعاية المواهب ولا نمتلك الصبر ولا نؤمن ونحترم الوقت والتوقيت.
للاسف مناهجنا التدربيية أكثرها ارتجالية وغير مدروسة ونفتقد المدرب المثقف والمتعلّم والخبير (وهم قلة مهمشون ومبعدون او مبتعدون لعدم توافق افكارهم مع افكار الذين يديرون رياضتنا وكرتنا).
مهما تحدثنا عن لاعبينا وكرتنا، ومهما اشتكينا وتذمّرنا من الوضع المأساوي لكرتنا وتلاعب الغرباء بمقدراتها فإننا لا نستطيع توقّع التغيير، لأن التغيير مُكلِف ويحتاج لتضحيات وتغيير آليات العمل وخطط الصقل والتهذيب، وان الوضع السياسي والأجواء السائدة لا تساعد ولا تشجّع على ذلك. بينما في فترة السبعينيات والثمانينيات حصلت رياضتنا على نتائج ومردود والاسباب توافر مجموعة مثقفة من المدربين المتعلمين والطموحين الذين وجدوا الأمان والتشجيع من المنظومة الرياضية القوية والمتفتحة آنذاك وهذا هو مربط الفرس.
إن الدوري واللاعب يراوحان في مكانهما ما لم تتغير ثقافة العمل الرياضي ووضع مناهج وخطط للتدريب للصغار ومراقبة عمل المدربين بتطبيق هذه المناهج حرفيا ومتابعة التطور والتقدم وتذليل الصعوبات والعراقيل والسلبيات والاهتمام برعاية الأطفال علميا وأكاديمياً ونفسيا والتعامل معهم بأسلوب حضاري وعلمي يراعي مراحل نموّهم وتطوّرهم وتغيير أفكارهم وتوجّهاتهم ( مرحلة المراهقة) التي يتغير فيها الأطفال بعديد من الأمور ويجب ان تعرف ذلك وتتعامل معه بإيجابية وعلمية وصراحة.
إنّ مستويات لاعبينا تتحسّن بتحسّن وتطوّر دورينا ووجود مناهج تدريب وآليات عمل لصقل المواهب وتهذيبها وليس إجبارها على الهروب من قبل بعض العينة من المدربين (نص ردن) والمفاوضين على رياضتنا بطريقة أو بأخرى، وهناك الكثير من الأمور والخطط التي تساعد لاعبينا ومدربينا على تذوّق طعم النجاح والتميّز.
نحتاج الى إرادة ومنهجية وإيمان من العاملين في منظومتنا الرياضية واتحادنا العراقي لكرة القدم، ولا أود التحدث عن لجنة الخبراء لأنني أملك رأياً مخالفاً قد لا ينسجم ويتطابق مع جميع الإخوة الزملاء والرموز المثقفة والكبيرة والمميزة الذين يشكرون على دورهم في النصح والإرشاد فقط ولكن ليس في صنع القرار الأخير الذي يكون من مسؤولية بعض المتسلطين والأقوياء في منظومتنا الرياضية مع الأسف!
لهذا أتمنى من الأساتذة المتواجدين في اللجنة وكلهم أصدقاء وزملاء يُشاد لهم بالبنان والتميّز والسمعة والعلمية أن يكون دورهم أكثر سطوة وتأثيراً من أجل إرساء قواعد رصينة يبنى عليها جيل جديد نتمنى أن يرفع راية العراق في ساحات قارية وعالمية بجدارة مستقبلاً.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top