وقفة لاصلاح شؤونها: هل أفلح رموز الرياضة فـي إدارة أنديتهم؟!

وقفة لاصلاح شؤونها: هل أفلح رموز الرياضة فـي إدارة أنديتهم؟!

 ممتاز توماس

اصبحت الرياضة وخاصة اللعبة الشعبية الاولى في العالم (كرة القدم) مشروع عمل تجاري مربح ورائج في أغلب الدول الأوربية وأميركا وغيرها، بحيث تجنى منها الاموال والسمعة، وباتت هذه الشركات الراعية ورجال الأعمال في سباق ولهاث وراء الأندية العالمية الكبرى.
إن ما يحدث في انديتنا العراقية والعربية مختلف تماماً لأننا لم نصل بعد لثقافة الاحتراف الحقيقي ولا نمتلك الكفاءات والخبرات والتجارب في هذا الملف الذي ينقذ انديتنا وينتشلها من حالة التخبّط والفساد والعشوائية التي لا تحاول أن تغيّر من هذه السيناريوهات المحبِطة والمضيعة والاسباب هو الجهل والتقليد الأعمى لبعض التجارب وسيطرة أبناء الرؤساء والأمراء والشيوخ والسياسيين على المشهد الرياضي الشبابي.
إن توافر عناصر النجاح للأندية الرياضية في بلادنا العربية ما تزال غير مفهومة وغير متوفرة ومن الصعب تفعيلها وتحتاج لوقت وثقافة وتحضير وعلمية وتغيير في الكثير من المفاهيم وآليات العمل وتغيير ستراتيجيات العمل الرياضي، ولا نمتلك الجمهور الواعي والمثقف الذي يؤمن بالرياضة كوسيلة حضارية لخدمة المجتمعات وطبقاته المختلفة ووسيلة للتخلّص والابتعاد عن ظروف الحياة الصعبة ومنغّصات المجتمع والترفيه عن الأنفس أفراداً وعوائل ومجموعات ومؤسسات.
إن مجتمعنا العربي ما زال بعيداً عن هذه الثقافة والأجواء والأندية مع الأسف لا ترتقي لمستوى التسمية كنادٍ رياضي وثقافي واجتماعي، ويحاول مسؤولو النادي استقطاب وإغراء بعض الاسماء اللامعة والشركات والمؤسسات لرعاية ومؤازرة النادي بالعلاقات والتوسّل والهدايا لعلّهم يجدون ضالتهم، ولكن ليس بهذه الطريقة لأنها قصيرة العمر ولا تشجّع هؤلاء على مؤازرة ودعم النادي ما لم يكن النادي مدعوماً برئيس وقائد جيد (ليس بالضرورة أن يكون رمزاً ونجماً رياضياً لامعاً) ما دام لا يمتلك الخبرة والإرادة بالتغيير والتعديل والتوسّع للافضل، ولا يمتلك الإدارة الناجحة والخبيرة في إيجاد بدائل للتسويق والإعلانات والدعاية وغيرها.
كما هناك العديد من النشاطات من الممكن إضافتها للنشاط الرياضي مثل الانتماء للنادي لتصبح عضواً فعّالاً فيه وربما مستقبلاً في هيئته الإدارية، وكذلك قد تستخدم قاعات وساحات النادي لإقامة المناسبات والمؤتمرات من كل نوع وتوفير الوجبات والمرطبات والخدمات الاخرى، وكل هذا يحتاج إلى تعاون وجهد الأعضاء وقيادة النادي كهدف وغاية لجمع الموارد والاموال لتسهيل عمل الأنشطة الرياضية.
ولا يخفى وجود عقبات تقف في طريق الرعاة والمؤازرين لأنديتنا العراقية لا تشجّع على المبادرة والمحاولة لأسباب تتعلّق بالسمعة التي طغت على اغلب انديتنا، وسيطرة بعض الرؤساء على النادى وهيمنتهم على الأمور والقرارات والتي اثبتت فشلها مع الوقت ولفترات طويلة، وعدم وجود نية أو رغبة أو إرادة في احداث أي تغيير وتجديد وتطوير لا في الخدمات ولا في نتائج الفرق والأبطال وانعدام الدعاية والإعلان عن مشاريع النادي ومناهجه وخططه المستقبلية واستقطاب أكثر من لعبة ورياضة مع العنصر النسائي، ولهذه الأسباب وغيرها هرب الداعم لإحساسه وشعوره بأن النادي لا يمتلك القيادة والإدارة الجيدة التي تستطيع فتح جسور الحوار والتفاهم في آلية عمل النادي ومستقبله وتلكؤ الإدارة في الإفصاح عن الأرقام والقوائم للمصروفات الحقيقية، وحتى إن فعلت فإن أغلبها لا يكون صادقاً ويشوب ذلك الفساد والتزوير والأرقام الوهمية ( أي انعدام المصداقية).
إن الدعم والرعاية ومؤازرة انديتنا، تقف كحجر عثرة أمام تطوّرها وتقدمها، وتحتاج للثقة والنوايا الصادقة والشفافية والوقت والجهد المشترك وتحسّن الظروف الأمنية والاقتصادية وتغيير الأنفس والمجتمع، وكل ذلك وأغلبه هو بسبب ضعف خبرة الإدارة والقيادة في هذه الاندية وأعضائها وهيئتها العامة، وتلعب المجاملات والتنازلات دوراً كبيراً في فشلها!
إن هناك آليات عمل مبسّطة تحتاج لوضعها وتنفيذها كبرامج تطوير للأندية الباحثة عن التغيير، كالعمل بنظام الأسهم والعضوية الدائمة للنادي للفرد والأسرة كذلك، بحيث تكون هناك اشتراكات سنوية بسيطة مع منح هوية للمنتسب للنادي يسمح له بالدخول الى النادي ومنشآته وتعمل له تخفيضات في الدخول للملاعب، اضافة الى أن النادي يستطيع تنظيم العديد من المناسبات والاحتفالات وكل ذلك لأجل توفير الموارد ومصادر دخل لتسيير نشاطات وأمور النادي وفرقه وأبطاله.
إن الشركات والمؤسسات الناجحة والداعمين دائماً ما يبحثون عن الاندية الناجحة والمجتهدة والتي تمتلك إدارات مميّزة، وليس بالضرورة أن تكون أندية جماهيرية ولها شعبية وتاريخ وإنجازات ونجوم وأبطال (لأن مستقبلها مضمون وقد يجتاز الحدود والتوقعات بفضل إداراتها الحكيمة) وأن الراعي والمؤازر هو الذي يبحث عن النادي الجيد والواعد لتأمين وتسويق منتوجاته وتدعيم شركته وعمله التجاري، وتلعب الدعاية والإعلان والفنادق والبنوك والمصارف والوزارات، والمؤسسات المدنية والعسكرية، وشركات القطاع العام والخاص والمحطات والفضائيات، وشركات الاتصالات والطيران وغيرها دوراً كبيراً لتسويق بضاعتها عن طريق الرياضة وفرقها، والخصخصة والتسويق هما الأدوات المنفذة والمؤدية للنجاح والتطوّر.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top