مصارحة حرة: أمنيات مُتسَلّلَة لرياضة الطوارئ

اياد الصالحي 2019/01/01 06:42:59 م

مصارحة حرة: أمنيات مُتسَلّلَة لرياضة الطوارئ

 إياد الصالحي

عُدنا لاِجترار الأماني مثل كُلّ مرّة يائسة من عشايا الاحتفاء بالأعوام الماضية، وقد ظمَّأنَا الصبر على صدمات الخيبة ورحنا نترقب جِرار التفاؤل لعلّ النفوس ترتوي منها، وتستعيد الأمل في قوادِم الأيام لتغدو نهاية حكايتنا سعيدة.
كنا وسنبقى جزءاً من حِراك الرياضة العراقية كمشاعر انسانية تسمو مع طموحات الرقي بها، وكأقلام مهيّئة أكثر مما مضى للكسر تخلّصاً من بلادة ضمائر وقلوب مسؤولين ماتتْ وتعفّنتْ فيما ظلّ خشب القلم يرتجف مع نبض الحزن على رياضة مسلوبة القرار وأموالها مهدورة بلا احتشامٍ ولا وجل.
أمنياتنا وجميع الرياضيين ستبقى متسلّلة الى منطقة غير مؤثرة، لغياب الإرادة المساعدة على مواجهتها المرمى، وعزوف المخلصين عن المشاركة في تسجيل الاهداف وهزّ مكاتب طارئة لم تعد تضم أهل الرياضة ورموزها وفرسانها، كل ما في هياكلها التنظيمية هياكل عظمية تسرح وتمرح بلا فكر قيادي إلا ما ندر، فظّلت الأماني مُؤجَّلة أو مُضلّلة حتى يستنزف الرياضي حَيْلَه ولم يعد يمتلك العزم لبلوغ منصّة التتويج ويعود محبطاً لبيته ويشطب على سبّورة البطولات كلمة (أنا البطل) ويقعد نادماً على جهده ووقته بانتظار فرصة أفضل.
لم يكن عام 2018عاماً مرضياً للرياضة العراقية التي خسرت فرصتين بإمكانها أن تبيّض وجهها من خلالهما وتفتخر بعامها أيما فخر، وهما بطولة كأس العالم 21 في روسيا ودورة الآسياد 18 في اندونيسيا، فالأولى اسهمت تخبّطات اتحاد كرة القدم في تغيير المدربين ومناكفاته الإعلامية وتلكؤ تحضير اللاعبين وفوضى استنزاف الاندية في دوري شاق غير ممنهج باضاعة الحلم الثامن في الوصول الى نهائيات المونديال بعد بطولة المكسيك 1986، ليعلن أثر ذلك نجم الكرة السابق أحمد راضي تحمّل مسؤولية مشروع الحلم التاسع في الدوحة 2022 بملف يترقب دعم الحكومة والمؤسسات الراعية للعبة أملاً أن يحصد النتائج الايجابية وسط تشاؤم أغلب المتابعين بسبب تأخّر البدء بتنفيذ المشروع.
والفرصة الثانية، شهدت دورة الألعاب الآسيوية في جاكرتا آب 2018، اخفاقة عشرة اتحادات، وتألّق قاهرو الحديد بجهود ذاتية، إذ حقق صفاء راشد فئة وزن (85 كغم) الميدالية الذهبية وزميله سلوان جاسم فئة وزن (105كغم) الفضية، بينما حقق مصطفى داغر ميدالية فضية يتيمة لألعاب القوى في رمي القرص حفظت ماء وجه الاتحاد الذي نراهن على ألعابه الكثير في هكذا دورة قارية لزيادة غلّتنا من الميداليات، لكننا لم نحصد منه سوى الأعذار الواهية برغم الميزانية التي تمنح له مع بقية الاتحادات والتي لا تتوفر ربعها لعدائين من بلدان فقيرة الموارد غنية بطاقات شبابها في المضامير القارية والعالمية.
وعلى العكس تماماً، أضاء متحدو الإعاقة تاريخ الرياضة العراقية لعام 2018 ببريق 20 ميداليةً، تنوّعت بين ثلاث ذهبيات وست فضيات وإحدى عشرة برونزية رفعن ترتيب العراق الى المركز الخامس عشر بين 44 دولة مشاركة في الدورة البارالمبية الآسيوية التي ضيّفتها جاكرتا أيضاً تشرين الأول الماضي، ووثّق الزميل المثابر طلال عبدالهادي العامري الموفد الصحفي مع البعثة كل مجريات الدورة بـ 11 رسالة صحفية نموذجية ختمها بحقيقة مرّة أكدت عدم صلاح القائمين على الشأن الرياضي في البقاء لدورة جديدة بعدما تم تجاهل استقبال الابطال في المطار!! وبذلك ضرب مسؤولو الرياضة مسألتين مهمّتين، الظرف الصحي الذي واجه الابطال ولم يمنعهم من إهداء العراق أثمن الميداليات التي عجز الاصحاء عن تحقيق ربعها، وفرحة النصر القاري الذي يستحق الحفاوة الوطنية بأجمل المراسيم.
ولا يمكن أن ننسى الأمن الرياضي الذي شهد خرقاً غير عادي كاد أن يُعيد مأساة رئيس اللجنة الأولمبية السابق أحمد عبدالغفور السامرائي (الحجية) حيث تعرّض النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية بشار مصطفى يوم الثلاثاء 24 نيسان 2018 الى حادثة اختطاف من قبل مسلحين مجهولين في طريق مروره بقضاء المسيب وأطلق سراحه بعد 24 ساعة ليعلن اعتكافه البيت وعدم العودة لموقعه أو مزاولة أي نشاط، ما يعني عدم زوال خطر تهديد الرياضيين وهو أحد أفرازات تكالب البعض للظفر بكراسي الأندية والاتحادات والمكتب التنفيذي للأولمبية، غير آبهين للخسائر المادية والمعنوية جرّاء احتلالهم مناصب أكبر من إمكانياتهم الإدارية والثقافية وعرّضوا المركب الأولمبي لعقوبات دولية مازال شبحها مهدداً له وتم تأجّل الإعلان عن وصوله الى ضفة انتخابات رئيسه حتى تتضح الرؤية القانونية الباتة من المحكمة الاتحادية العليا بالتنسيق مع أمانة مجلس الوزراء.
ملفات رياضية مقيدة في حالة الطوارئ تنتظر الحل والحكمة والاستقامة في اجندات لم يزل المشرّع يتوسّط معالجاتها الحائرة بين ارضاء النجوم المتسلّطين على رؤوس كيانات الرياضة، وبين تقديرات الحكومة لخواتيم الميزانية الضخمة التي تقارب 34 مليار دينار سنوياً مع حاصل الجمع والضرب للفعاليات المحلية والخارجية والمخصصات المالية دون أن يساوي الناتج قيمة الورق الذي كتبت فيه لجنة الخبراء رؤاها الوردية على مضض!

 

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top