رحيل علي الشوك عاشق الكتابة والحياة

رحيل علي الشوك عاشق الكتابة والحياة

بعد صراع طويل مع المرض، توفي الباحث والأديب العراقي علي الشوك، الذي يعد أحد أبرز أعلام الثقافة العراقية، في إحدى مستشفيات العاصمة البريطانية لندن الجمعة، عن عمر ناهز الـ90، خاتماً رحلته مع "الكتابة والحياة"، وهو عنوان مذكراته الأخيرة التي صدرت عام 2017.
سطع نجم الشوك في الوسط الثقافي العراقي منذ خمسينيات القرن الماضي، لكن ابن بغداد الذي ترك وراءه العديد من الأبحاث الفكرية، انطلقت شهرته في العالم العربي مع كتاب "الأطروحة الفنطازية"، الصادر عام 1970.
اعتقل في العراق خلال الخمسينيات، إلا أن تجربة الاعتقال هذه لم تضعف عزيمته "الإبداعية".
ترك عدة مؤلفات منها "كيمياء الكلمات وأسرار الموسيقى"، "الأوبرا والكلب"، و"مثلث متساوي الساقين" و"فتاة من طراز خاص"، ورواية "فرس البراري"، بالإضافة إلى مقالاته الصحافية الكثيرة.
ولد الشوك في جانب الكرخ من العاصمة العراقية بغداد، ودرس الهندسة المعمارية بدايةً في بيروت عام 1947، ثم قرر الانتقال إلى الرياضيات التي غيرت حياته بعد أن صار مدرساً لها لمدة عشرين عاماً في العراق.
لم تشف الكتابة صاحب "أسرار الموسيقى"، فانغمس في السياسة.
تسببت ميوله اليسارية بهجرته خارج العراق عام 1979، نحو براغ عاصمة دولة التشيك، ومن ثم بودابست، حيث عمل مع منظمة التحرير الفلسطينية وأنجز عدداً من الكتب التي ساعدته في الانتقال إلى لندن عام 1995، ليستمر في الكتابة من هناك.
اضطر الشوك للهجرة إلى المنفى عام 1979، ليواصل الكتابة في موضوعاته الثقافية الوفيرة الحافلة بالإبداع، تاركاً للعراقيين إرثاً ثقافياً غنياً.
يعتبر الشوك، كاتبا عراقيا متنوعاً، عصياً على الحصر والتصنيف، فقد كانت الكتابة بالنسبة له تمس كلّ شيء في الحياة.
فهذا الكاتب والمفكر، كان روائياً، وعالم رياضيات، وباحثاً في الموسيقى والميثولوجيا أيضاً!

 

خسارة ،كلمة لاتعني شيئاً لغيابك هذا والفقدان كلمة ناقصة وغير معبرة، لكنك لم ترحل وقد ملأت سماءنا بخزائن ما إستوعبت وفهمت وقدمت من زاد معرفي ليس له موازٍ ولا يقدر بثمن. نم قرير العين أبا زينب ، لكنك خذلتني ، فقد كنت أهيء نفسي لزيارتك ومعي النسخة الفرنسية لرواية ستاندال التي تحبها ( الأحمر والأسود - ( Le Rouge et le Noir ). فكرت ربما تستطيع من خلال حبك لها ان تستعيد الفرنسية التي حاولت تعلمها في الماضي. وقد عبرت لي أكثر من مرة عن رغبتك في مراجعة ما لديك من مخزون هذه اللغة . ستبقى معنا يا أستاذنا الجليل ياعلي الشوك المزهر دوماً.
فيصل لعيبي

وداعاً أستاذ علي الشوك.
ونحن نودع أحد بُناة الحداثة العراقية خارج بلده، ينبسط أمامنا مشهد الجدب الذي جاءت به أحزاب الإسلام السياسي في حياتنا العامة. ولربما سيرة الأستاذ علي الشوك تختصرها كتاباته، فهي أفضل سيرة لمثقف تفرد في ارتياد عوالم منوعة، فقد جمع علوم الرياضيات الى الموسيقى مروراً بالفن، الأطروحة الفنطازية والدادائية، وعلوم اللغة والأساطير وأخيراً الرواية. والأخيرة كانت الأقرب له والمحببة لاشتغالاته الإبداعية. كانت شخصية 'ماتيلدا'، بطلة الأحمر والأسود لستندال ملهمته، فيما احتلت الممثلة البريطانية كيرا ناينتلي ممثلته المفضلة. الذكر الطيب للاستاذ علي الشوك والصبر والسلوان لعائلته ولمن عرفه من الأصدقاء.
‏ فيصل عبدالله

يعتبر علي الشوك واحدا من أهم أعمدة التنوير والحداثة والعلمانية في الثقافة العراقية، والعربية، للخمسين سنة الأخيرة، وهو المثقف الموسوعي الذي جمع في روحه ولعه بالموسيقى، وخبرته في اللغة واشتقاقاتها، وكتابة السيرة والرواية، إضافة إلى تبحر في التراث، وكان بحق من الجيل الملتزم بمسؤولية الأدب والكلمة الصادقة، وترابطها مع الموقف السياسي المنحاز دائما إلى الإنسان المقموع، والمضطهد، والمهمش.كان تنويرياً بامتياز. لروحه السلام والذكر الطيب.
 شاكر الانباري

وداعاً علي الشوك
رحل هذا اليوم عالم الرياضيات والموسيقى والميثيولوجيا العراقي علي الشوك في لندن، وهو خسارة كبيرة للثقافة والأدب العربي، لأنه من طراز لم يعد قائماً هذه الأيام. فهو عالم رياضيات بالأصل إذ أنهى دراسته في الستينيات في جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة الأميركية، وقد عامل الأصفار والأرقام مثل نص أدبي، وكتاباته المبكرة مثل الأطروحة الفنطازية والدادائية هي خليط نادر من الشعر والرياضيات واللون. إنه يعالج كل مشكلات الكون عبر اللغة الأدبية واللغة الأدبية عبر الهندسة والجبر. لقد تعرفت على كتابه الأطروحة الفنطازية حينما كنت في الخامسة عشر من عمري، وقد صدمني بجماله العلمي والأدبي معا. وقد تابعت كتابته فيما بعد، ولا سيما في الموسيقى والميثيولوجيا، فله براعة هائلة في جمع موضوعات متعددة في سياق خطابي واحد، وله القدرة المنهجية على تحويل كل شيء إلى طرفة، طرفة في الفن وفي الأدب وفي الحياة. ومع أني لم أجد ما يستهويني في كتاباته اللاحقة الا ان كتبه المبكرة الى اليوم هي من الكتب المفضلة عندي. يقال أنه رحل بصمت. لكن كتبه ستبقى تغرد في أرواحنا على الدوام. له الراحة الأبدية والخلود.
 علي بدر

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top